حاورتها: سماح عادل
الكاتبة اليمنية “شذى الخطيب”تقيم في السعودية منذ الطفولة، ومن مواليد عدن 1975، تخرجت من جامعة البنات الأردنية “جامعة البتراء” عام 1998. وفي عام 2009 قررت التفرغ للكتابة. أصدرت عام 2012 أول رواية لها بعنوان “الزنبقة السوداء” دار الفكر العربي.وفي عام 2013 نشرت ثاني رواية لها بعنوان “أوراق رابعة” دار الفكر العربي ثم روايتها الثالثة “ابنة الريح”وصدرت رواية بعنوان “بيت البنفسج” دار سما للنشر الكويتية 2014، وفي عام 2015 أصدرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان “للكبار فقط” من قبل دار مداد الإماراتية. وفي عام 2017 أصدرت عملها السادس بعنوان “سنوات الوله” وفي عام 2020 أصدرت روايتها “أنثى العابد” دار العربية للعلوم ناشرون.
كان لي معها هذا الحوار الشيق:
* لما بدأت بكتابة الرواية، وهل لازمك شغف الكتابة منذ الطفولة؟
– بدأت بكتابة ما أراه في أحلامي وبعض ما مررت به من تجارب. وقرأت الكثير من الروايات، ولأني أحب الإسهاب كانت الرواية هي عشقي.
* في رواية “سنوات الوله” تتبعت قصة حياة عائلة صحفي يمني وبناته الأربع وعلي خلفية تلك القصة ومنعجنة بها الأحداث السياسية التي مرت بالبلدان العربية وعلي رأسهم اليمن منذ 1986 وحتي وقت كتابة الرواية. هل استعت بكتب ومصادر تاريخية وتوثيقية؟
– مؤكد وبحثت وحرصت أكون دقيقة في مصادري حتى حاول أحدهم مناقشتي حول حدث معين، لكنني استطعت الدفاع عنه بالتأكيد.
* لما اخترت تلك المساحة الزمنية الطويلة وأحداثها الكثيرة والهامة في تاريخ المنطقة؟
– لأنها أهم ما مر على الوطن العربي وما نعيشه الآن هو نتيجة هذه الأحداث.
* لما اخترت أن يكون مسرح الأحداث لندن وأن يكون الأبطال ممن يعانون من ترك أوطانهم والعيش طويلا في بلدان غربية يقال أنها أكثر حضارة؟
– لندن هي عاصمة بريطانيا التي كانت محتلة العديد من الدول العربية فالذاكرة العربية مرتبطة بها، وبعد خروجها لجأ لها الكثير من العرب بسبب الحروب الأهلية أو الاضطرابات. فهي تجمع على أرضها العديد من الجنسيات العربية مقارنة بدول أوروبية أخرى،إضافة إلى وجود الصحافة العربية فيها مثل جريدة “الشرق الأوسط” ومجلة “سيدتي” وجريدة “الحياة” ومحطةmbcوغيرهم.
*ناقشت داخل رواية “سنوات الوله” الشعور بازدواج الهوية لدي هؤلاء الذين انتقلت عائلاتهم للعيش في الغرب، وانتصر معظمهم للهوية العربية أو لهوية أوطانهم الأولى وأخلاق تلك الأوطان وعاداتهم وتقاليدهم، هل ذلك الطرح ينم عن تجربة شخصية أو معايشة لبعض من عانوا من الشعور بازدواجية الهوية؟
-نعم في الاثنين أنا عشت في عدة دول عربية واغتربت، ومن عائلتي من عاشوا أيضا في دول الغرب وجدي لأبي هاجر إلى بريطانيا بعد خروجه من عدن، لذلك استلهمت أفكار الرواية من تجاربي الشخصية وتجارب الآخرين وقراءاتي حول الهوية. وتحديدا كتاب الهويات القاتلة ل”أمين معلوف”.
* كان للكاتبة داخل الرواية رأي في القضايا السياسية اليمنية منذ منتصف الثمانينات وحتي الآن، لما في رأيك عانت اليمن من صراعات كل تلك السنوات؟
– أولا السياسة الاستعمارية بعد خروجها سببت بفتنة بين الأحزاب اليمنية وتولد صراعات وأحقاد مما نتج عنها مذبحة عدن وإفلاس دولة الجنوب بسبب النظام الاشتراكي ولاسيما بعد زوال الشيوعية في أوروبا فبقت اليمن الجنوبي وحيدة منعزلة مفلسة، مما اضطرها إلى الوحدة مع اليمن الشمالي الذي كان مختلفا تماما عن الجنوب حضاريا، فوجد الجنوبي أن حقه يسلب منه فكانت حرب 1994 الذي زادت الطين بله مما ساعد “علي عبد الله صالح” بعد انتصاره أن يجعل صنعاء عاصمة مركزية وإهمال عدن التي كانت حاضرة العرب في فترة الاستعمار البريطاني.
* طرحت رواية “سنوات الوله” إشكالية الفتاة التي تعيش في المجتمع الغربي وربما تكون ابنة لامرأة غربية لكنها مع ذلك ملتزمة بأخلاق وقيم وعادات المجتمع العربي الشرقي، لما وهل هذا طرح خاص بالكاتبة؟
– ليس طرحا خاصا بي بل هو ما رأيت أنه ما يجب أن تكون عليه الفتاة العربية أين ما كانت.
* ما تقييمك لحال الثقافة في اليمن وهل هناك نتاج روائي واعد؟
– نعم هناك العديد من الكتاب الشباب ولاسيما أنني إحدى أعضاء أمناء جائزة السرد اليمني حزاوي وكنت عضو لجنة تحكيم في دورتها الثانية، فرأيت نماذج روائية جميلة واستمتعت بقراءتها وأفكارها. فقط تحتاج إلى المثابرة والدعم
* ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الجوائز اليمنية هل في رأيك تساهم تلك الجوائز في دعم حركة الثقافة والأدب في اليمن؟
– مؤكد وتشجع من هو متردد في الكتابة إضافة من يجد صعوبة في النشر والانتشار بالمشاركة فيها. وقد شاركت في جائزة محمد عبد الولي للرواية التي تشرف عليها دار عناوين اليمنية ووصلت روايتي المهاجرة للقائمة القصيرة.
* هل لديك مشروع أدبي ما وهل تقصدين تضمين رواياتك وقصصك رسائل معينة أو طرح رؤي للقراء؟
– المشاريع لدى الروائي دائما حاضرة ومتجددة ، مؤكد فكل روائي دائما يمرر أفكاره ورسائل معينة دون أن تكون موجهة توجيه مباشر ودون تقديم حلول فالأدب يطرح أسئلة ويحفز الأفكار وملهم لها.