28 ديسمبر، 2024 3:05 ص

مع (كتابات) .. الشاعرة الليبية “خلود الفلاح” : الأدباء مراسلين حرب ينقلونها بأعمالهم

مع (كتابات) .. الشاعرة الليبية “خلود الفلاح” : الأدباء مراسلين حرب ينقلونها بأعمالهم

حاورتها – سماح عادل :

رغم ما يحدث للمنطقة من تغييرات هائلة، ورغم ما يحدث في ليبيا من صراع.. إلا أن الإبداع مستمر.. فالشعر والأدب يظلان يتحديان كل الخراب.. الشاعرة الليبية الشابة “خلود الفلاح” التي تعيش في بنغازي بليبيا، ترجمت مؤخراً قصيدتها “الحرب تفكر في ترك هامش للبهجة”، ونشرت ضمن كتاب “Die Flügel meines schweren Herzens”، “جناحا قلبي المثقل”، الصادر عن دار النشر الألمانية “Manessa Verlag” وهو عبارة عن انطولوجيا لقصائد شاعرات من القرن الخامس الميلادي حتى اليوم، صادر باللغتين الألمانية والعربية، ترجمة الشاعر “خالد المعالى”.. حاورتها (كتابات) للتعرف على إبداعها…

خلود الفلاح

(كتابات): هل تكتبين قصيدة نثر.. وهل فكرتِ في كتابة شعرعامي ؟

  • أنا أكتب قصيدة النثر.. ولأني أؤمن بالتخصص، لم أفكر في كتابة الشعر العامي.. أجد نفسي في الشعر الفصحى، من خلاله أستطيع أن أعبر أكثر.

(كتابات): هل واجهتك صعوبات كونك امرأة تكتب الشعر ؟

  • لا صعوبات تذكر.. فقط ما يحدث في بلادي أفقدني الرغبة في كتابة الشعر، تأتيني القصائد على فترات بعيدة جداً.. لم أشارك منذ فترة طويلة في أي أمسية شعرية.

(كتابات): إلى أي مدى أثرت الحرب عليك كإنسانة وشاعرة ؟

  • الحرب أفقدتنا إنسانيتنا.. هنا يمكن أن تقع عليك قذيفة وأنت في السرير، تجاهد للحصول على غفوة للهروب من أصوات الطائرات الحربية والقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة لم أستطيع حفظ أسماءها.. الإحساس بالأمان من الأشياء الجميلة، صعب أن تعيش في القرن الحادي والعشرين وتنقطع الكهرباء ساعات طويلة، وإذا كنت سئ الحظ تضرب كوابل الكهرباء.. لقد عشت أربعة أيام متواصلة بدون كهرباء ولا تسأليني كيف مرت لأن الكلمات لن تفي هذه الأيام حقها من البشاعة والقلق والخوف من أن يقع عليك شئ، ليس خوف من الموت بحد ذاته فقد تعودنا على سماع أخباره، ولكن أن تقضي يومك وأنت بدون عمل، بدون أصدقاء العمل.. كتبت ديوان كامل اسمه “نساء”، العام 2015، عن حالات إنسانية لنساء يتحدثن بحميمية عن الملل والتقدم في العمر وعن الخيبات المتواصلة، وهن لسن نساء مهزومات ولكن قويات ومتفوقات.

كانت الكتابة الحصن المنيع لمواجهة الموت.. الحياة هنا تسير بخط متوازي، هناك أماكن مشتعلة ونازحين ومناطق هادئة، هنا تقام أمسيات شعرية ومعارض تشكيلية.. هنا حرب وهنا فن وأدب وحملات تشجير وتبرع بالدم.

(كتابات): هل الأحوال داخل ليبيا تدعم ظهور المبدعين ؟

  • صحيح هنا لا صحف ولا مجلات.. ولكن في بنغازي نظم اتحاد الكتّاب والأدباء احتفالية بخصوص اليوم العالمي للشعر، وفي مدينة طرابلس تنظم الجمعية الليبية للآداب والفنون ندوات بشكل دوري، وفي مدينة المرج نظم معرض للكتاب صاحبه ندوات وأمسيات قصصية وشعرية، رغم الحرب الدائرة هناك نشاط ثقافي وهناك جيل من الكتّاب الشباب بدأ يقدم مشروعه الخاص.

(كتابات): من الشعراء الذين تأثرتِ بهم ؟

  • لا شاعر معين.. ولا أحب تحديد أسماء، ما يهمني ويمتعني النص الجيد الذي يأسرني.

(كتابات): هل الصراعات في المنطقة والحروب تظهر في الشعر وتؤثر على الشعراء في رأيك ؟

  • الروائي والشاعر والتشكيلي هم جزء من المجتمع.. وما يقدمونه هو وثيقة لمرحلة معينة، هم مراسلين حرب، ينقلون بأعمالهم شواهد الحرب اللعينة التي طالت مدنهم وبيوتهم وأحبابهم، ينقلون وقائع الموت، السيارات المفخخة، أصوات الرصاص والطائرات الحربية، حوارات الناس حول ما يحدث.. أعمالهم موجعة ولكنها تتأمل الواقع وتتمنى أن تنتهي الحرب.

(كتابات): ماذا تتوقعين بالنسبة لمصير ليبيا ؟

  • لا أعرف.. قد أكون متشائمة ولكن حقيقة الأمور لا أستطيع الحكم عليها بالسلب أو الإيجاب، هنا صراع دائماً خفي ومعلن، حروب عنيفة، هنا دمار للأبنية وللبشر، هنا إرهاب، هنا تيارات متطرفة.. في ليبيا كل شئ لذلك يصعب عليّ أن أتوقع.

(كتابات): نشرت قصيدتك في كتاب ألماني يؤرخ للشاعرات ماذا كان تأثير ذلك عليكِ ؟

  • قصيدتي “الحرب تفكر في ترك هامش للبهجة”، نشرت ضمن كتاب “Die Flügel meines schweren Herzens”، “جناحا قلبي المثقل”، الصادر عن دار النشر الألمانية “Manessa Verlag” وهو انطولوجيا لقصائد شاعرات من القرن الخامس الميلادي حتى اليوم، صادر باللغتين الألمانية والعربية، ترجمة الشاعر خالد المعالى.

أن أكون موجودة ضمن هذه المختارات يضاف لي على المستوى الإنساني وأن تقرأ قصيدتي بلغة أخرى.

(كتابات): التفاصيل الصغيرة في شعرك.. لماذا هذا الاحتفاء بها ؟

  • هذه التفاصيل هي من تحتفي بي ولست أنا.. تساعدني على دمج كل مركبات الحياة بهمومها وفرحها وحزنها في تفصيل صغير قادر الشعر على بث روح الحياة فيه من جديد كطائر الفنيق.

 

جدير بالذكر أن “خلود الفلاح”، صحفية وشاعرة، تعمل محررة ثقافية في جريدة “العرب”. صدر لها دواوين: “بهجات مارقة”، “ينتظرونك”، “طاولة عند النافذة”، “نساء”، “نهر الليثي”.

تمت ترجمة نصوصها للفرنسية ضمن كتاب “المرأة شاعرة”، شاعرات عربيات بالفرنسية، ترجمة الشاعرة “مرام المصري”.

وتمت ترجمة نصوصها للألمانية ضمن كتاب “إفريقيا في القصيدة”، ترجمة الأستاذة “زينب خليفة”.

كما ترأست اللجنة العليا لملتقى “مبدعات عربيات في زمن الحرية”، بنغازي 2012

 

نص لها :

في الشتاء القادم

سأشتهي لك

صالة

لا تتجاهلك مقاعدها

سأشتهي لك

حائطا يواريك

سأشتهي لك

عنبا وخبزا وجبنا

سأشتهي لك

برتقالة تضئ

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة