26 نوفمبر، 2024 2:45 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. أمين الساطي: مبيعات الكتب حالياً لا تسد كلفة طباعتها ونشرها

مع كتابات.. أمين الساطي: مبيعات الكتب حالياً لا تسد كلفة طباعتها ونشرها

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“أمين الساطي”  كاتب سوري، ولد بدمشق عام 1941، وذهب ودرس في أمريكا وتخرج من جامعة ولاية أوكلاهوما في عام 1965، وعمل مهندسا في ديترويت بالهندسة المدنية لمدة عامين، وبعدها عاد إلى سوريا وتوظف بوزارة الأشغال العامة، ثم أرسلته الوزارة بمنحة دراسية إلى مدينة روتردام بهولندا في عام 1971، وعاد بعدها في عام 1972 إلى وظيفته السابقة بوزارة الأشغال العامة، وفِي عام 1983 سافر إلى السعودية ليعمل في مكتب للاستشارات الهندسية وبقي موظفاً بنفس المكتب حتى عام 2016، وبعدها تقاعد عن العمل وسافر إلى دبي بالإمارات العربية المتحدة. وهو مؤلف كتاب “أوهام حقيقية”، ورواية “نبوءة على التلفاز”. وعضو في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

إلى الحوار:

كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– لعل ذلك يعود لكثرة مشاهدتي للأفلام السينمائية في صغري، وغالباً  ما كنت أتقمص شخصية بطل الفيلم، وأعيش قصة الفيلم، مرة ثانية بعد تعديله في أحلام اليقظة ليتناسب مع ظروفي الخاصة. وما زلت اذكر حتى الآن فيلم “وداعاً للسلاح”، للكاتب “أرنست همنغواي” وكأني شاهدته البارحة، بينما يصعب علي الآن أن أتذكر ما أكلت البارحة. إنه الزهايمر على ما أعتقد. وكنت دائماً أحلم بأن أكتب قصصا مثل “همنغواي”. كانت أول مقالة لي عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي. في المجلة الشهرية، التي تصدرها مدرستي التجهيز الثانية، وبعدها توقفت عن الكتابة، ولكنني لم أتوقف عن القراءة. وبقيت أحلام الكتابة تراودني باستمرار.

(كتابات) كتبت بعد التقاعد.. من شجعك على ذلك؟

– الأمور مرهونة بأوقاتها، هذا المثل اكتشفته متأخراً، بعد ما بدأت كتابة القصة. هناك مرحلة تحضيرية في الطبيعة وفي حياة الإنسان، لابد من أن تتجمع لها الأسباب لتحدث. فالبركان لا يمكن أن ينفجر، إلا بعد أن تجتمع الحرارة والضغط الشديدين في داخله، وهذا ينطبق على الإنسان أيضاً، ولعلي بعد تقاعدي عن العمل وانتقالي للإقامة في دبي وانفصالي عن زوجتي، شعرت ببعض الغضب في داخلي، مما دفعني للتنفيس عنه بالكتابة. لقد ساعدني ولدي منير وعمر على إفراغ هذا الكبت الذي في داخلي بالكتابة.

(كتابات) في رواية “نبوءة على التلفاز” كان البطل رافضا للمجتمع الاستهلاكي الرأسمالي حدثنا عن ذلك؟

– المشكلة أن المجتمع الاستهلاكي يخلق لنا حاجات وهمية لسنا بحاجة لها، ويستخدم التلفزيون والسينما والمجلات لخلق الوهم لدينا، بأننا بحاجة لها. وعندما يصبح دخل الواحد منا أقل من المصروف الذي يحتاجه لتأمين مستوي الحياة التي يتطلع لأن يعيشها، بنفس رفاهية الحياة التي يشاهدها على المسلسلات التلفزيونية، تنشأ عنده ردة فعل عنيفة ضد السلطة التي لم تنصفه. إن الفراغ العاطفي والضغوط المادية التي عاشها بطل القصة دفعته لمحاولة حصوله على حقوقه بواسطة استخدام العنف، هذه الحقيقة، بأنه لا توجد هناك عدالة في عالمنا على الأرض، ومن كان يريد العدالة فليذهب إلى السماء، لعند الله، وهذا ما فعله بالنهاية بطل الرواية.

(كتابات) في رواية “نبوءة على التلفاز” اهتم الكاتب بتحليل أفكار ونفسية الشخصيات.. لما؟

– أنا دائماً في قصصي ألجأ إلى تحليل شخصيات أبطال القصة، لكي أدفع بالقارئ إلى تقمص شخصية بطل القصة، ليعيش مشاعره ويندمج بالقصة، ويتفاعل معها ويصبح جزءً منها.

(كتابات) في رواية “نبوءة على التلفاز” هل كان التخريب والسرقة محاولة من البطل لمقاومة ظلم المجتمع؟

– بطل القصة يحقد على الطبقة الغنية في لبنان، ويتصور أن من حقه الطبيعي أن يحصل على جزء من أموالهم، لكي يتمكن من أن يعيش بمستواهم، عندما يصبح المجتمع مادياً، تنهار جميع القيم الأخلاقية . ويصبح العنف هو الطريقة الوحيدة، ليرد بها بطل القصة على المجتمع والسلطة التي تصور أنهما، السبب في كل مشاكله.

(كتابات) في رواية “نبوءة على التلفاز” لما اخترت لبنان مسرحا للأحداث؟

٦- مهما تكلمنا عن لبنان  فلطالما عرف بأنه البلد الأول في محيطه في ممارسة الحرية والديمقراطية والفوضى، مما يجعله البيئة المناسبة لهذه القصة.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في سوريا وباقي بلدان الشرق؟

-الربيع العربي أعاد الحركة الثقافية في سوريا، وفِي بعض البلدان العربية، عشرات السنين إلى الوراء، وقد يكون القادم أسوأ.

(كتابات) ما رأيك في حال النشر في منطقة الشرق وهل يدعم الكتاب؟

– حركة النشر ضعيفة جداً، لأن عدد الأشخاص الذين يشترون الكتب أصبح محدوداً في هذه الأيام، تأسيس دور النشر هي مجرد مهنة تجارية هدفها تحقيق الربح، مثل بقية المهن التجارية الأخرى. ولقد أصبحت مبيعات الكتب حالياً لا تسد كلفة طباعتها ونشرها، لذلك لم يعد أمام دور النشر سوى أن تغلق أبوابها، وهذا فعلاً ما حدث لكثير من دور النشر المشهورة في سوريا.

(كتابات) هل أصبح النقد في رأيك مقصرا في مواجهة غزارة الإنتاج الأدبي ولما؟

– أكثر الصحف في هذه الأيام لا تتناول نقد القصص والروايات بموضوعية، وعادةً ما يكون النقد عبارة عن قراءات في النصوص، أكثر منه قراءة نقدية هدفها مساعدة القارئ على اكتشاف المغزى الحقيقي والجمالي للنص الأدبي. وغالباً ما يعتمد النقد على المحسوبيات والشللية التي أصبحت تسيطر على صحافتنا في هذه الأيام.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

– أنا كنت محظوظاً، ولَم تواجهني أي صعوبات، إنه نوع من التوفيق الإلهي. الطبعة الأولى من كتابي “أوهام حقيقية” كانت نشر خاص. أما الطبعة الثانية منه  فلقد أصدرته دار النشر الانكليزية “أوستن ماكولي”. أما روايتي الأخيرة “نبوءة على التلفاز” فأنت كناقدة أدرى بها. والرواية موجودة على كثير على مواقع الكتب الالكترونية. مؤخراً قد انتهيت من كتابة “الممسوسة” وهي مجموعة قصصية، وأنا الآن أبحث عن دار نشر لطباعتها وتوزيعها.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة