24 نوفمبر، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

“محمد مندور” .. الناقد الموضوعي !

“محمد مندور” .. الناقد الموضوعي !

خاص : بقلم – محسن الميرغني :

عاش الناقد المصري؛ “محمد مندور”، ما بين عامي: 1907 – 1965م.

ولمن لا يعرف؛ “مندور”، من القُراء الصغار سنًا، هو واحد من أهم المؤسسين للمرحلة الثانية من مراحل بناء حركة النقد المصري الأكاديمية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين.

كان لواء النقد الأدبي في الجامعة قد انعقد طوال عقدين بعد تأسيسها لكل من: “أحمد أمين” و”أحمد لطفي السيد” و”طه حسين”، ثم في فترة الأربعينيات والخمسينيات جاء؛ “مندور”، من بعثته المنقضية لتسع سنوات في “باريس”؛ ليتسلم لواء النقد الأدبي المنهجي ويقوم طوال عقدي الخمسينيات والستينيات بإضافة الممارسة التطبيقية للمفاهيم والأفكار النقدية الغربية، إلى تراث طويل من الممارسات النقدية العربية القائمة على فنون البلاغة والأدب.

لقد طور “مندور” أسلوبًا نقديًا منهجيًا خاصٍ به في ظل ثقافته الفرنسية، ووعيه الحقيقي بواقع الحياة اليومية المصرية؛ ما بين أواسط الأربعينيات وحتى أواسط الستينيات وقت رحيله.

ولمن لا يعرف قيمة ما قدمه “مندور” للنقد وللأدب؛ يكفينا أن نُطالع سيرة حياته الشخصية المنشورة في أكثر من مؤلف عنه، لنُدرك أنه قد تمثل بنفسه كثير من قيم الثقافة والفن والنقد في معايشته لقضاياه الشخصية وحياته الخاصة الحرة والمستقلة، وأنه لم يتخل يومًا عن إحساسه بمصريته وعن ضرورة أن يشعر المصري بأحقيته في أن يعيش ويُكافح من أجل تحقيق مفهوم المواطنة الحديثة، وضرورة خلق مجال عام حر يُدرك ويعرف ويقبل النقد في كافة نواحيه ومجالاته، مناخ عقلي ووجداني مستقل فكريًا عن المناخ الانهزامي التابع الذي كانت تُحاول سلطات الاحتلال الإنكليزي غرسه في نفوس المصريين طوال أكثر من سبعين سنه قبل تموز/يوليو 1952م.

(وليراجع من يرغب في ذلك؛ قصة مرضه وتعافيه الجزئي منه، وكيف ظل حتى أواخر حياته يُقاوم مضاعفات الجراحة التي أجراها في المخ، وأثرت على حركته وطريقة كلامه، دون أن تفتر همته ولا تضعف رغبته في ممارسة دوره الثقافي والإجتماعي).

هذا الإنطباعي التأثري في بداياته، الذي أثرى مجال عمله ككاتب وحقوقي وناقد متخصص، بمجموعة من المؤلفات والكتب التأسيسية الممتلئة بكافة مقومات الموضوعية والنزاهة في استقراء العالم والإنسان والفن، دون أن يتخلى يومًا عن شغفه بالتعلم والمشاركة، ودون أن يُعلن ولو لمرة واحدة أن ما يقوله هو الرأي النهائي والأخير، في أي مسألة من المسائل التي قدمها وعرضها للقراء في كافة مقالاته ومؤلفاته التي أصدرها خلال سنوات إنتاجه النقدي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة