خاص : كتبت – سماح عادل :
في هذه الحلقة من الملف سوف نعرض لكتاب ثري.. كتاب (تقنيات الكتابة), ترجمة “رعد عبد الجليل عواد”.. الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات، خلاصة تجارب أساتذة في فن القص وتقنيات الكتابة، بالإضافة إلى كونهم روائيين وكاتبو قصة..
إن فن الكتابة وتقنياتها أنتج فناً مخطط له سلفاً، وقد أصبح فن الكتابة يدرس ضمن التقنيات الفنية، وأصبحت له اتجاهات ومدارس.. وميزة المقالات أنها تقدم للقارئ عملية الكتابة من خلال منهج علمي، ولقد تم نشر هذه المقالات في مجلة “رايتر ديغيست” الأميركية المعنية بتقنيات الكتابة.
مارشال. جي. كوك..
“مارشال. جي. كوك” من المنظرين في مجال الكتابة، وأستاذ الصحافة في جامعة “ويست كانسون”.. يقول في مقالته: “يحدث بطريقة ما أن تفقد طريقك، تتبخر الأفكار من ذهنك، لقد كان الوضع جيداً أثناء الكتابة والكلمات تنساب ثم اختفى كل شيء في وقت ما، معظم كتاب القصة يواجهون هذه المشكلة، جميعنا نتعرض للقلق، والقلق يمكن أن يوقف المشروع، لنفترض أنك بدأت كتابة فصلاً من رواية وتسارعت البداية وبعد عدة صفحات اتضح أنك بدأت تفقد الطاقة والتركيز، وأنك غير متأكد من كيفية الاستمرار”.
القلق أثناء الكتابة..
يقدم “كوك” الحل لتلك الاشكالية, موضحاً: “هناك ثلاثة طرق تساعدك على الحل، افتح حواراً مع شخصياتك، تخيل أنك تحاور هذه الشخصيات، وبذلك تتعرف عليها أكثر، وذلك الحل ينجح حين تكون شخصياتك محتاجة إلى تطوير، أما حين تكون أفكارك هي التي بحاجة إلى تطوير اصنع خارطة فقاعية، أكتب على ورقة بيضاء موضوع الفصل، حرر أفكارك وأكتب الكلمات التي ترد إلى ذهنك مما له علاقة بالموضوع، ولا تمارس أية رقابة عليه، ولا تخش من تداعي الأفكار، أكتبها كيفما اتفق، اترك هذه الخارطة الفقاعية ثم ارجع إليها، ثبت علاقة بين الأفكار الرئيسة، اربط العلاقات ببعضها وهكذا يبدأ الأسلوب في الظهور تدريجياً، فالخارطة الفقاعية ستمكنك من اكتشاف مشاعرك إزاء مشروعك، وذلك سيحررك ويجعلك تتعامل بشكل أفضل مع عناصر الكتابة ونزعاتك تجاهها”.
يواصل: “والحل الثالث أن تبدأ في مكان آخر، عد إلى الجمل الأكثر وضوحاً وأبدأ محاكمة ما كتبت، غير راوي الرواية، أو المشهد، هناك العديد من الطرق، وما عليك سوى أن تختار إحداها، شرط أن تعرف إلى أين تريد أن تصل ؟.. وحين تشعر بعجز عن الكتابة أتركها وأفعل شيء آخر، أما إذا استمر الإحباط فعليك إتباع الإرشادات التالية: تخلص من الشعور بالخوف، استبعد الناقد من داخلك، بما أنك منغمس في الكتابة فليس لديك القدرة على الحكم على عملك، أترك الأحكام جانباً وركز جهدك على الإبداع، فاذا مارست النقد على عملك الذي تكتبه وذلك ما يجب أن تفعله بعد الانتهاء من العمل تكون قد قارنت مسودة عملك غير المنتهي مع أعمال محترفين منجزة ومطبوعة، ورغم كل شيء لا توجد طريقة مثلى للكتابة، وإنني أؤمن بنضوج الفكرة وضرورة التخلص منها بسرعة بالكتابة، دون أدنى اهتمام بالتقنية، أهم من كل شيء أن تكتب ما يجول بذهنك، ولا تجعل الحس النقدي يوقف تدفقك في الكتابة”.
الخوف من الانتهاء..
يستمر “كوك” بنصح الكاتب المبتدئ, مفنداً: “عليك تعزيز الثقة، وتذكر أن معظم الكتاب اكتشفوا أن الأفكار والشخصيات والحبكات التي وضعوها في مشروع واحد تقترح أفكاراً وشخصيات وحبكات أكثر أيضاً لمشروعات مستقبلية، ادخل عوالم قديمة لم يتم اكتشافها، افترض أن روايتك رفضت من قبل الناشر، لاشك أن هذا مؤلم وقد تعرضت وغيري من الكتاب لهذا الموقف، لكن هناك ثلاث حقائق حول الكتابة: إن كنت تكتب فأنت كاتب، ولست بحاجة إلى الاعتراف من أحد، وعملك سيبقى كما هو حتى إذا رفضه 74 ناشراً أو نشر في “النيويورك تايمز”، عليك أن تسأل نفسك سؤالين هامين: هل أنت متحمس لمشروع روايتك ؟.. وإذا لم تجد الحماس انهيه، وأبدأ مشروع آخر، والسؤال الآخر: ما الذي سيجنيه القراء مما أكتب ؟.. عليك أن تجد فائدة لعملك بالنسبة للقراء”.
وليم. م. روس..
“وليم. م. روس”، أستاذ الأدب الانكليزي وكاتب مسرحي.. يقول “روس” عن ميزة الحبكة الساخرة: “الحبكة الجيدة لها بناء إشكالي، فالشخصية تواجه صراع ومن ثم يأتي الحل بفعل معين، ولكن أية تقنية يمكن أن يستخدمها الكاتب ليجعل هذا الصراع – القصة خاضعاً ومسيطراً عليه، إن التقنية التي تمنح قصتك الحبكة غير المتوقعة وتجعل القراء يقلبون الصفحات هي الحبكة الساخرة، لا يمكن تحقيق الحبكة الساخرة من خلال حدث منفرد، بل من خلال مجموعة أحداث محددة:
1 – شخص سيء يسيء تقدير الوضع.
2 – يتصرف استناداً لسوء الإدراك.
3 – نتيجة لذلك السلوك تترتب نتائج غير متوقعة ايجابياً وسلبياً، في محاولتك لتحقيق الحبكة الساخرة لا تهمل التوصيف”.
وليم براوننغ سبنسر..
“وليم براوننغ سبنسر”, روائي وصفت روايته, (ربما اتصل بآنا), بأنها واحدة من أهم روايات التسعينيات.. يقول عن صوت السلطة: “أي من عناصر العمل القصصي قادر على جعل أذهان القراء متشبثة بالعمل، حيث يدفعهم الخيال مستسلمين له دون شكوى، سعداء يتابعون الكلمات بشغف، كي يدخل القارئ إلى العالم الخيالي للكاتب ويبقى فيه يجب أن يكون القارئ على ثقة بذلك العالم، وبأنه لن ينقلب أو يتفتت حال دخوله إليه، وعادة ما يفشل الكتاب الجدد في إيجاد تلك الثقة، ذلك أن صوت الراوي يفتقر للسلطة، وأقصد بالسلطة ذلك الانطباع الذي يتركه الكاتب في كونه متحكماً في عناصر عمله، وهناك أشياء كثيرة تتداخل في تكوين هذه السلطة يمكن للكاتب الإيحاء بها لتبيان مدى تحكمه بالعمل”.
ويضيف: “حاول أن تكتب التفاصيل الفنية بشكل صحيح، فإذا كشفت الشخصية عن أنها لا تعلم شيئاً عما يدور في البيئة التي تعيش فيها, فإن القصة تفقد مصداقيتها، إن الكاتب المبتدئ يواجه معظم مشكلاته بالقصة، إنهم قادرون على إبداع شخصيات مثيرة، وصف، حوار، ولكنهم يعانون من السرد، وبغض النظر عن أحكام النقاد فإن معظم قراء الروايات لا يقرأون الأعمال لاستنباط رموز، أو إبداء الآراء بالنصوص، إنهم يقرأون ليكتشفوا ما الذي سيحدث لاحقاً، إن سردك يجب أن يحتوي على الغرض، فحين تقرأ أن البطل قام بفعل ما لابد أن يكون ذلك لهدف، عليك أن تمنح للقصة توجهاً، إن الكتاب الشباب وفي دفاعهم عن الطبيعة غير المترابطة لأعمالهم غالباً ما يستشهدون بالكتاب المشهورين، الذين يقولون أنهم لم يكونوا يعلمون ما الذي سيحدث في القصة في وقت من الأوقات، إن ذلك صحيح ولكن أثناء المسودات المتلاحقة فإن نفس هؤلاء الكتاب يضمنون أعمالهم تنبؤا أو تحذيراً، وغيرها من الأدوات التي تشير إلى أنهم يعلمون القصة من بدايتها إلى نهايتها، وبغض النظر عن منهجية الكاتب فإن علمه بالنهاية يجب أن يكون متحكماً به، إن الرواية هي استخدام محسوب للكلمات يستهدف شد انتباه القارئ، عليك أن تبدأ الرواية بالتوتر وإبراز بعض المصاعب، وعلى كل مشهد في الرواية أن يكون له سبب للوجود ودور في دفع الرواية، وزيادة حدة إيقاع السرد، على الكاتب العمل على اكتساب ثقة القارئ من خلال العناية والحرفية، ولأجل ذلك يتوجب عليه التحكم بعمله”.
جاري بروفوست..
“جاري بروفوست”, من الكتاب المشهورين في مجال الجريمة, بعد كتابه: (كيف تكتب قصة جريمة حقيقة), من المراجع في هذا المجال، يهتم في مقاله بالحبكة.. يقول عنها: “الحبكة الفرعية هي حبكة مساعدة أو حبكة بدرجة أقل، ولكنها تبقى حبكة، فالحبكة هي سلسلة من الأحداث التي تقع في حياة الشخص، والتي تكون القصة، الأحداث المفصلية، فالحبكة طريق للأحداث المؤثرة في القصة إذاً، والحبكة الفرعية هي قصة أخرى أحداثها تقع ضمن الفترة الزمنية التي للحبكة الرئيسة، لها ارتباط ما بالحبكة الرئيسية ومع ذلك لا تغير مباشرة من الحبكة الرئيسية، حيث أن للرواية حبكة رئيسة فليس هناك قيود على عدد الحبكات الفرعية، كما أن هناك العديد من الروايات التي ليس بها حبكة فرعية، غير أن حبكتين أو ثلاث فرعيات هو الشائع في الرواية الطويلة، وإذا كنت كاتباً جيداً استخدم أقل ما يمكن من الحبكات الفرعية كي لا تضعف العمل وتربك القارئ”.
ويؤكد: “في أية حبكة فرعية لابد من تواجد شخصية واحدة على الأقل تظهر في الحبكة الرئيسة، وإذا كتبت الحبكة الفرعية وليس لأحد من شخصياتها علاقة بالحبكة الرئيسة فإنك لا تكتب حبكة فرعية وإنما تكتب قصتين، إن ذلك النسيج المكون من الحبكة الرئيسة والفرعية يمنح الرواية توازناً وبراعة محببة، وأحياناً أفكر أن الحبكة الرئيسة تراقص الفرعية، تقتربان وتتباعدان عن بعضهما وتستخدمان البلاغة المناسبة محافظتين على الانسجام”.
ميشيل بوجيغا..
“ميشيل بوجيغا”, شاعر معروف، وأستاذ الصحافة في جامعة “أوهايو”.. يخصص مقالته للحديث عن عناصر الرواية, فيوضحها: “إن كنت تستطيع عزل العناصر الثلاثة, وشحذ كل منها وتشكيله, حتى يتواءم مع العنصرين الآخرين, فإن رواياتك ستصبح أكثر قوة، والعناصر الثلاثة هي: الشخوص والراوي – الرأي أو الموقف الذي تنطلق منه القصة – القرار, والذي يمكن أن يكون حقيقياً قريباً أو موحياً. إن هذه العناصر الثلاث موجودة في كل رواية، وإن كنت تعرف كيف توائم بينها فالرواية سوف تتطور وتنجح”.
ملائمة عناصر الرواية..
يفصل “بوجيغا”: “يتوجب على الراوي أن يحوز على سمات خاصة، ما لم يكن راويك ملماً بالموضوع الذي يتحدث عنه فإن محاولاتك الكتابية ستكون دون فائدة، قد يكون الراوي شخص خارج الرواية وقد يكون أحد شخصياتك الرئيسة، وبعد إنشاءك للراوي عليك أن تقرر الرأي الأفضل لقصتك، يجب أن تختار رأي الشخصية بدقة كبيرة، فالشخصية ذات وجهة النظر غير المألوفة أو التي تتغير يكون لها تأثير على الرواية، إننا غالباً ما نحاول اختيار الشخصيات الأكثر تناسباً، تلك التي نشعر معها بالألفة كي نقص قصصنا من خلالها، لذا فكر باختيار الشخصية الأقوى لكي تجد رأي شخصيتك، اسأل نفسك عمن سيخسر أو يربح أكثر من أحداث قصتك ؟.. تحول من وجهة نظر إلى أخرى، لتعرف أي وجهة نظر مناسبة للرواية التي تريد كتابتها، وبالنسبة للقرار يمكن أن تنتهي الرواية بنهاية مفتوحة أو مغلقة، النهاية المفتوحة موحية تترك القراء يحسون بالحالة، وتبقى الكلمات ترن في ذهن القارئ، أما النهاية المغلقة فقاطعة، ولكن تذكر أن عليك تدقيق كل عنصر مقابل العناصر الأخرى في الرواية، واختيار أفضل وجهة نظر للحكي ليس كافياً إذا كان الراوي أو النهاية خرقاء، إذاً فالرواية سوف تفشل، عليك أن ترى العالم بعين راوي قصتك، كي تنقل الثيمة والحبكة إلى القارئ”.
بيتر ليز شاك..
“بيتر ليزشاك”, روائي وصحافي.. يقول عن المفاتيح الخمسة التي تساعد على تحريض الإبداع:..
“1 – التركيز: ذهن المبدع لا يسترخي ولا يهدأ، وربما يكون تأملياً، لكي تركز فكر في أهمية السبب الرئيس الذي تكتب من اجله.
2 – الشكل: عليك أن تستخدم اللغة بما يتناسب مع موضوعك، لذا عليك أن تكون متمكناً منها.
3 – العزلة: يقصد بالعزلة تحديد مكان ومواعيد ثابتة للكتابة، وبذلك تنشئ حافز الاستجابة للذهاب إلى هناك والبدء بالعمل، ويجب أن يكون المكان مريحاً تتوفر فيه جميع الأدوات والمراجع، ومعزولاً بما فيه الكفاية، لأن العزلة توفر حالة من طفو الأفكار.
4 – الصبر: القدرة على إنتاج أعمال جيدة تأتي عبر التجربة، من خلال الزمن والنضج وتراكم المعلومات، لذا تعلم، وركز، واصبر.
5 – الثقة: تأتي من التعلم، فالكتابة الجيدة تأتي بالممارسة، لذا عليك أن تجتهد فيما تكتبه، وعليك أن ترمي الكتابات الرديئة دون ندم، بمقدار ما تكون قاسياً على عملك يكون نقد الآخرين أقل”.
نانسي كريس..
“نانسي كريس”, روائية لها ست روايات منشورة، وصحافية معروفة.. تقول عن المصداقية: “هناك سؤال واحد يتوجب على الكاتب أن يكون قادراً على الإجابة عليه، وبغيره لن تنجح روايته، إن قدرتك على الإجابة على هذا السؤال تقرر مدى نجاح وفشل الرواية، أكثر من أي عامل آخر منفرد، والسؤال هو: “لماذا يفعل أولئك الناس ما يفعلونه ؟”.. إنه ببساطة سؤال مضلل، ولكن بدون جواب جيد فإن روايتك سوف تركن حيث يفقد القارئ اهتمامه، أن كانت الشخصيات تتصرف اعتباطاً أو لأسباب غير مقنعة، أو، وهو الأسوأ، لأسباب تبدو مقحمة من الكاتب بغرض إنهاء الحبكة، بدلاً مما يفرضه الموقف الواقعي، عليك أن تعلم أن كل رواية تفترض وجود عقد أساسي بين القارئ والكاتب ينص على “قدم لي عالماً يستطيع إقناعي أثناء قراءة الرواية”، من ناحية أخرى فإن إبقاء السيطرة على دوافع الشخصيات ينمي الشخصية تلقائياً، كذلك الحبكة والتوتر وبقية عناصر الرواية”.
انسجام الإيقاع..
عن الإيقاع في الرواية تقول “نانسي”: “أقسى نقد ممكن أن يوجه إلى روايتك هو القول بأن إيقاعها غير موائم، وأنه يتفاوت من موقع لآخر، الروايات المصاغة بشكل جيد تحافظ على انسجام في الإيقاع، حتى لو كان المضمون العاطفي للمشاهد المفردة يختلف اختلافاً كبيراً، أولاً إن أحداث القصة ليست هي الإيقاع، فالأحداث التي تبدو حزينة كالجنازة يمكن أن تروى بإيقاع كوميدي أو صارم، ممكن أن يكتب المشهد الواحد بإيقاعات مختلفة، وإن أفضل طريقة للمحافظة على انسجام الإيقاع في الرواية تكمن في تعويد أذنك على الإيقاع كما تعتاد التقاط النغمات الموسيقية، إقرأ الكتب ذات الإيقاع القوي، بالإضافة إلى استيعاب الإيقاع من كتاب آخرين، فإنك بحاجة إلى تفحص مسوداتك الثانية والثالثة من أجل تعديل الإيقاع، ربما لن تستطيع بنفسك اكتشاف تلك الإيقاعات، لذا يكون رأي الآخرين مساعداً، يمكن التعامل مع الموت كوميديا، كما أن إسقاط شوكة على الأرض يمكن أن يصبح موضوعاً في منتهى الجدية، ويمكن للأحداث العادية أن يتم سردها بتأثير كبير”.
جاك. م. بكهام..
“جاك. م. بكهام”, روائي له روايات شهيرة, مثل (كيف يمكن تجنبهم).. يقول عن الحبكة الروائية: “الحبكة متحركة وليست ثابتة، وهي تتضمن اتخاذ القرار بشأن دور الشخوص، وتحديد الخط الذي تسلكه القصة، مشكلتها، حركتها، رأي الشخوص، السارد وتنامي السرد، بالإضافة إلى عوالم الرواية، افتراض طولها، وكونها تعتمد على الحوار أو الحركة، الحبكة عبارة عن مشاهد متتالية، كل مشهد يتركز تقريباً على هدف فوري، أو مشكلة ترغب الشخصية في حلها، كجزء من البحث عن الجواب النهائي على سؤال الرواية، إن هذا الهدف يجب طرحه بوضوح أمام القارئ، ومعظم المشاهد يتم بناؤها على الصراع بين الشخصيات، وكما أن نهاية الرواية يجب أن تجيب على سؤال الرواية فإن نهاية المشهد يجب أن تجيب على سؤال المشهد”.
بطاقات للمشاهد..
عن التخطيط للرواية, يقول “بكهام”: “إن تخطيطك النهائي والحبكة التي وضعتها ستكون أكثر وضوحاً إذا دونت كل مشهد على بطاقات، اكتب في رأس البطاقة المشهد رقم (1)، وتحته العنوان، اشر إلى رأي شخصيتك في هذا المشهد، لخص بعد ذلك بعشر كلمات ما تريد الشخصية تحقيقه في هذا المشهد، ثم اكتب المشكلة، وهذه المشكلة سوف تتضمن شخصية أخرى، وحسب أحوال الصراع حدد تلك الشخصية، اكتب كلمة صراع على السطر الذي يلي، وحاول قدر الإمكان أن توجز طريقة عرض ذلك الصراع دراماتيكياً في ذلك المشهد، وأخيراً اكتب كلمة كارثة، ثم بعد عشر كلمات أو أقل بين كيف سينتهي ذلك المشهد بالطريقة غير المتوقعة التي سيسلكها البطل في نهاية المشهد، وبعد الانتهاء من حبكة المشهد الأول اشر على بطاقة جديدة “تتابع – 1 – “, وأوضح باختصار رأي شخصيتك وشعورها عاطفياً بعد كل الذي حصل أعلاه، وأوضح باختصار ما تفكر به تلك الشخصية ورأيها أو تحليلها سبب ما وقع، وفي السطر الأخير من البطاقة, اكتب ما الذي يتوجب على الشخصية أن تقرر فعله منطقياً في المشهد اللاحق”.
ويواصل: “دون المشاهد والتتابع في كل خطوة من خطوات روايتك، ففي الرواية يمكن أن يصل عدد البطاقات إلى المئات، قد تقوم بتخطيط مشاهد أو تتابعات ومن ثم تغير رأيك وتحذفها أو تغيرها جميعاً، حينما تعد البطاقات بالشكل النهائي قم برسم مخطط مبسط للرواية من خلال ترتيب بطاقات المشاهد واسأل نفسك: هل بدأت الرواية بطرح سؤال واضح ؟.. هل تجيب النهاية على نفس السؤال ؟.. هل ترتبط المشاهد بنفس سؤال الرواية ؟.. هل تتابع المشاهد يتم بطريقة منطقية ؟.. إن العمل الروائي وبناء على نظام البطاقات لم يعد عملاً تصادفياً إنه بحاجة إلى تخطيط ومنطق”.
بات زيتنر..
“بات زيتنر”, صحافية وروائية ومحاضرة جامعية.. تتناول أهم الأسئلة في الرواية: “أساتذة القص أجابوا على الأسئلة التالية، تلك التي تساعدك في استخدام شخصيتك الرئيسة كأرضية لحبكة مشاكسة مقنعة:
– كيف تشعر شخصيتك ازاء نفسها ؟
– هل شخصيتك منسجمة مع بيئتها أم لا ؟.. هل هذا الوضع قابل للتغيير؟
– من هم الأشخاص الأكثر أهمية في حياة شخصيتك ؟.. وما هي العلاقة التي تربطها بهم ؟
– ما الذي تريده شخصيتك ولا تحصل عليه ؟
– وما الثمن الذي تدفعه الشخصية في سبيل ذلك ؟
– ما هي الأشياء التي لا تستطيع الشخصية الانفصال عنها ؟
– وما هي التضحيات التي قدمتها للبقاء معها ؟.. وكيف هو رد الفعل إزاء فقدها ؟
– ما الذي يتوجب على الشخصية أن تنكره أو تتخفى منه حتى في ذاتها نظرا لعدم إمكانية التعامل معه ؟
– هل ما تؤمن به شخصيتك مشكوك به أو خطأ ؟
بمعرفة شخصيتك جيداً يمكن أن تسحب التوتر من مصدر إلى آخر، ويمكن أن تثير احتياجاتها الواحدة قبل الأخرى، وتخلق صراع المصالح، ويمكن كما في الحياة الواقعية أن تضع المعوقات الاعتباطية في طريق شخصيتك وتنظر إلى ردود أفعالها”.
هانز أوستروم..
“هانز اوستورم”, قاص وروائي، ومحاضر جامعي.. يقول عن افتتاحية الرواية: “لا يمكن لروايتك أن تبدأ كيفما اتفق، إن افتتاحها يقرر الإيقاع، المهارة، الرأي، الصراع، ومن ثم استمرارية القراء في المتابعة، يمكنك أن تبدأ بروايتك بأكثر من طريقة، إما بالصراع، بأن تعرض الصراع بوضوح في الجملة الأولى، أو بالحديث عن الشخصية، أو بمزج الصراع والشخصية، وقد تبدأ الرواية بالحوار، وفائدة هذا أن يسمح للقراء أن يسمعوا الحوار الذي يسحبهم إلى الدراما فوراً، وقد تبدأ بالوصف الخارجي، وبذلك تستحوذ على اهتمام القراء بتطوير حياة الشخوص التي سوف تلتقيها، وقد تبدأ بوصف الشخصية، هناك إمكانية لاستخدامك لعدة استراتيجيات لتنمية فكرة تنطلق منها، وسوف تستخدمها بفاعلية أكثر عندما تكون في ذهنك بقية الرواية عند كتابة البداية، وعليك أن تتذكر أهمية قوتك وقوة الرواية”.
ويضيف: “ولتسهيل اختيار البداية عليك أن: ابق منفتحاً ازاء أي عنصر يثير اهتمامك، وابدأ بالكتابة عنه”.