15 نوفمبر، 2024 1:36 م
Search
Close this search box.

في إيران .. فنانوا المترو المجهولون !

في إيران .. فنانوا المترو المجهولون !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تخطف التابلوهات الموجودة بمحطات المترو عيون الركاب منذ إطلاق الخط الأول للمترو؛ وهي تابلوهات إيرانية متنوعة، مأخوذة عن القصص والأساطير، وهي مزيج فني يجمع الخيال مع الطين.. وقلما يسأل أحد عن صانع هذه الآثار.

تطالع يومياً ملايين الأعين هذه التابلوهات ذات الرسومات الفخارية البارزة، مع هذا لا نعرف الكثير عن صانعيها. لذا فقد حرصت صحيفة (المواطن) الإيرانية المحسوبة على بلدية طهران، على محاورة فناني المترو المجهولين؛ أولئك الفنانون من أصحاب الذوق البديع الذين قاموا على صناعة أكثر من 35 تابلوه فخاري بارز في مختلف محطات مترو طهران.

أحدهم، “مهدي عباس نجاد”، المولود في العام 1977، لأب من لُرستان وأم آذرية. نشأ “عباس نجاد” في أسرة عسكرية، وهو يعزو الفضل في نجاحه الفني للنظام المعنوي العسكري لأسرته. لأنه يعتقد أن القراءة والفن كانا بمثابة الوجه الآخر لعملة الحياة العسكرية بالنسبة للأجيال القديمة. حتى أن أسرته العسكرية أخرجت فنان وخطاط ورسام ونحات.

بدأ حياته الفنية في مجال السجاد وتتلمذ على يد أساتذة كبار في هذا المجال قبل أن يصاب سوق السجاد بالركود، فيقرر الإنتقال إلى مجال الرسم على الفخار وتنفيذ الكثير من اللوحات الفنية الفخارية في محطات المترو. وفيما يلي نص الحوار مع الفنان “مهدي عباس نجاد”:

فوائد جداريات المترو التعرف على الفن من قبل الناس عن كثب..

أين موقع اللوحات الكبيرة بمحطات المترو في مسيرتك الفنية ؟

حين بدأ العمل في مشروع مترو طهران، كنت أقوم بالتدريب على تصميمات اللوحات في المترو، ولا شك أن رؤية بعض اللوحات في محطات المترو ضاعف من رغبتي في وضع بعض أعمالي في محطات المترو. واليوم أعتقد أن أبسط تأثير للوجود الفني بمحطات المترو هو تعرف الناس على الفن عن كثب، وهذه العلاقة تقوي التعلق بالفن بين عموم المواطنين على إختلاف فئاتهم.

هل كانت لديك فكرة معينة لأول مشاريعك لمحطات المترو ؟

لماذا تحقق لوحة أو فنان أو حتى لعبة رياضة ‘نتشاراً في البلاد ؟.. السبب في صانع هذا النوع الفني أو الرياضي. وعليه فقد دخلت المجال بدوافع وأفكار خاصة؛ لكن هذا لا يمنع تأثير العوامل الأخرى مثل التقيم البيئي على إختياراتي. على سبيل المثال تقرر وضع لوحة (عصا الجولف) في أتوستراد (اسب دواني)؛ لطابعه التاريخي الممتزج بالرياضات الإيرانية العريقة.

الأعمال القومية والدينية لها جاذبية خاصة لدى الناس..

كيف إنتبهت إلى مسألة أن اللوحة المطروحة سوف تنال إستحسان الجماهير ؟.. بعبارة أخرى ما هي معاييرك في تقييم المخاطب ؟

الفنان يعرف أذواق الجماهير من خلال الخبرات التي إكتسبها في مجال العمل، رغم أن هذه الأعمال لا تتناغم بنسبة كبيرة مع الذوق العام، لأن على الفنان إضافة ملاحظات جديدة على الذوق العام. مثلاً لا يمكن إنكار تأثير الحجم على الذهن والروح، وأنا كفنان أدرك مدى جاذبية الأعمال القومية والدينية بالنسبة للمخاطب، لكن إلى جانب ذلك، من المعايير الأساسية وجود أعمال إبداعية معاصرة. لذلك أسعى في كل مرة تقديم الأعمال التي يفتقدها الناس؛ مثل لوحة (صراع رستم ضد التنانين)، وكانوا أحياناً يسألوننا أثناء العمل: لماذا لا تقدمون أعمال مستوحاة من كتاب سير الملوك ؟.. أذكر عندما كنا نقوم بتركيب لوحة في “محطة تغريش”، أدلت سيدة بملاحظة كانت جديرة بالتأمل، وهي لماذا لا توجد لوحات تحمل رموز نسائية ؟.. عندها أحببت تدمير جزء من اللوحة وإضافة بعض النساء. ومذ ذلك لم أنسى مطلقاً وضع نساء في اللوحات.

هل تعتبر نفسك مسؤولاً عن تطوير البصيرة الشعبية ؟

ربما يكون الفن معلماً، لكن وظيفة الفنان ليست التعليم. وفي النهاية لا ينبغي للفنان أن يصارع التكرار، على سبيل المثال لو طلبوا مني إعادة موضوع لوحة ما، فإنني سأُجري تغييرات على اللوحة الجديدة. وعليه لابد من تحديد حد وسط في الفن. أثناء تجاربي العملية إخترت موضوع زهرة. إذ لا يمكن رسم الوردة بالقوة والعجلة، الورود تحتاج إلى الصبر والتركيز. وبالتالي حين تعمل على نموذج حساس كهذا ينبغي أن تقرب روحك من الزهرة، ينبغي أن تعيش معها؛ أن تفهمها. وأحياناً أخرى تريد تصوير موضوع ما، ولكن يكون صعباً بسبب وجود محاذير كثيرة في العمل، لا يجب أن تتغاضي عنها بسبب دوافع شخصية، وكما يُقال: “الشبه لا يمكن أن يمتد لمئة عام”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة