7 أبريل، 2024 7:00 م
Search
Close this search box.

“صفية كتو”.. الغزالة السمراء التي انهت حياتها الاضطرابات الجميلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – سماح عادل :

“صفية كتو” قاصة وشاعرة جزائرية.. اسمها الحقيقي “زهرة رابحي”؛ كانت تكتب باسم مستعار، مثل بعض الكاتبات في زمنها، ولدت عام 1944 في مدينة “العين الصفراء” عند بوابة الجنوب الغربي للجزائر، عملت مدرسة للغة الفرنسية حتى 1969، ثم إنتقلت إلى مدينة الجزائر، وفي 1973 عملت صحافية  في (وكالة الأنباء الجزائرية).

الكتابة..

بدأت موهبة الكتابة عند “صفية كتو”؛ وهي في عمر الخامسة عشر، ونشرت ما تكتبه في 1960، حيث نظمت قصائد عن الثورة والنضال وهي في المرحلة الثانوية، وكانت أول قصيدة نشرت لها بعنوان (الجزائر) قبل السنة الأولى للإستقلال، وقد بدأت تجربة كتابة القصة في 1962، وقبل رحيلها بسنوات أوضحت “صفية كتو” أنها بصدد كتابة رواية طويلة تتناول الواقع الاجتماعي، وأنها أنهت مسرحية بعنوان (أسماء) وقدمتها للإذاعة والتلفزة الجزائرية، ولا يعرف مصير هذه المسرحية، وتعتبر “صفية كتو” واحدة من الأديبات الجزائريات اللواتي أسسن لمسيرة الكتابة النسائية في الجزائر، وأثرين الساحة الأدبية بإبداعاتهن مع نهاية الخمسينيات.

أعمالها..

كثير ممن عاصروا “صفية كتو”؛ وضحوا أنها كانت غزيرة الإنتاج الأدبي، رغم ذلك ليس لها إلا كتابان، الأول ديوان شعري بعنوان (القيثارة الصديقة) 1979، والثاني مجموعة قصصية (الكوكب البنفسجي) 1981، وقد صدرا بالفرنسية عن دار “أنطوان نعمان” بكندا، وباستثناء هذين الكتابين، لا يجد الباحث أدنى مرجع أو مؤلف يشير إلى حياة ومسيرة “صفية كتو”.

صحافية مغامرة..

يقول الكاتب، “محمد بوزرواطة”، عنها: “إنّ صفية كتو تعدّ امرأة متمردة وصحافية مغامرة، تميزت بالعطاء والتأمل والصمود، وتأرجحت بين سكون اللحظة الشعرية الهادئة وحس الطبيعة الدفاق، الذي يتلمسه القارئ لأعمالها، بجانب كونها واحدة من عاشقات الإبحار في عوالم الكتابة، وهي بحد ذاتها مُنجز شعري وزخم حياتي ترك وراءه العديد من الأسئلة”.

ويقول الناقد، “مصطفى شفيق”: “إنّ صفية كتو بين أهم الأديبات اللواتي أسسن لمسيرة الكتابة النسوية في الجزائر، وأثرين الساحة الأدبية بإبداعاتهن منذ نهاية الخمسينيات، وهو ما يعكسه إنتاجها الفكري والأدبي والقصصي الذي يؤرخ لمختلف المحطات التي عايشتها والتجارب التي مرت بها والأحداث التاريخية المختلفة أثناء فترة الاحتلال الفرنسي وبعد إستقلال الجزائر”.

الحنين للمدينة..

يصفها الكاتب، “عبدالقادر ضيف الله”، بأنها: “تميزت عن غيرها من مواطناتها المبدعات بعلاقتها الوطيدة ببيئتها، وذلك ما عبّرت عنه في ديوانها الشعري (صديقتي القيثارة)، الذي حمل مشاعر مزاجية حادة تأرجحت بين الجفوة والحنين للمدينة والحب والنفور والإبتعاد عنها، ثم وصولاً إلى الركون لدائرة الصمت”.

شهيدة مجتمع..

تقول الكاتبة، “هدى درويش”: “كم أحتار حين أقرأ (صفية كتو).. تلك السيدة العجيبة في مأساتها, ففي ديوانها (صديقي الجيتار)؛ مثلاً تظهر متزنة, متوازية, صلبة الصميم, شفافة باكية كطفلة, تحب وتكره, تعشق وتفارق, صاحبة التأملات هي والجرح واللوعة, متميزة في كل شيء.. حتى في موتها تحررت على طريقتها، وكل مثقف في وطننا الكبير يمكن له أن يكون مكانها حين تكون التضحية وحدها أسلوب يقهر الموت والشجن ويعبّر عن إزدواجية عيش المبدعين.. هي التي إعتزلت الحياة لأجل الكتابة وإعتزلت الكتابة لأجل الموت, نهاية عمرها كانت مرتبطة بإنقطاع الحبر من ريشته.. تركت بعدها مجموعة قصصية لم تطبع بعنوان (وردة الرمال)، ورواية أخرى كانت ربما ستكون منعرجاً حاسماً في تاريخ الرواية الجزائرية والعربية، لكن القدر إختطف الجيتارة إلى أفق المستحيل وقدمّت الحياة عزاءها لمقبرة (سيدي بوجمعة) بالجنوب الجزائرية، حيث دفنت الراحلة بكل غموض وسكينة.. شهيدة مجتمع في نظرته القاصرة للمرأة, فرّت من القرية إلى المدينة وتفّجرت حرفاً فأحرقها الورق وأحرقت نفسها لتضيء حقائق مهما فسّرناها تظل مبهمة.. سفر في الوجع وبسمة في الخيبة وتحفة قابعة في ذاكرة المرافئ”.

مأساوية مشكلة المرأة..

تقول الكاتبة الجزائرية، “جميلة زنير”، وهي تصف إنتحار “صفية كتو”: “الموت المأساوي رسالة احتجاج قاسية اللهجة من ذات كاتبة أنثوية عانت القهر والقمع الاجتماعي؛ لا لشيء إلا لأنها متهمة بخطيئة الكتابة.. كنت أكتب من غير أن يطلع أحد على كتاباتي أو يشجعني حتى على مواصلة الكتابة.. فأنت تلاحظ أن القمع ينطلق من الأسرة إلى المجتمع، (القبيلة).. هذا المجتمع القبلي يمارس عليك قمعاً آخر أشد وأقسى: عدم الإهتمام بما تكتب، فهو لا يشجعك، لأنه يرى هذه الأشياء ضرباً من العبث وتدخل في خانة (لا يجوز)، فكنت أول فتاة في جيل تجرأ على كسر أعراف القبيلة وتنشر اسمها عبر الإذاعة في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات”..

اضطراب جميل..

يقول الروائي، “مرزاق بقطاش”، عن “صفية كتو”: “أن الزميلة الراحلة صفية كتو، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء رابحي، أصيبت في صغرها في رأسها، حين وقع عليها أصيص من الزهور في مدينة عين الصفراء، فيما قيل لي بعد ذلك بسنوات. ومنذ ذلك الحين وهي تعاني اضطراباً نفسياً، لكنه كان اضطراباً جميلاً، لأنه مكنها من أن تصير شاعرة مرهفة الأحاسيس، تريد أن تنأى عن هذا الوجود، لتحلق في سماوات لا نكاد نعرف عنها شيئاً، بل إننا ما كنا نفهمها في الكثير من الأحيان.. صفية كتو، كانت تحل أعقد المشاعر بكلماتها اللطيفة التي تخفي في حقيقتها أغواراً سحيقة لا يفهمها إلا من إكتوى بالنار التي إكتوت بها هي. عملنا معاً في وكالة الأنباء الجزائرية بضع سنوات، لا يمر عليها يوم دون أن تسعى إلى رصد مشاعرها عن طريق التعبير الشعري الرقيق، وكانت محبة للمطالعة، عاشقة للسينما والندوات الشعرية. تغضب حيناً، لكنها تبتسم أحياناً كثيرة. وقد شاءت الأقدار أن تدفن في مدينة عين الصفراء، مسقط رأسها، غير بعيد عن المقبرة التي دفنت فيها الكاتبة إيزابيلا إيبرهاردت في عام 1906”.

الخيال العلمي..

من جانبه قال الباحث، “بشير خليفي”: “إذ نتذكر صفية كتو شاعرة هذا البلد، على حد وصف الروائي الأعرج واسيني، فلكي نلقي بعضاً من الضوء على مسار كاتبة إتسمت بالفرادة في الإبداع والتعدد في النوع، بكتابتها للرواية، القصة القصيرة، الشعر، المقالة، التحقيق الصحافي، المسرح، أدب الخيال العلمي، أدب الأطفال. وقد كانت بداية التفرد حينما أقرت الشاعرة بضرورة البحث عن فضاء فكري رحيب يسمح لها أن تتنفس ملء سعتها بإختيارها للكتابة الأدبية والصحافية، كان ذلك حينما إعتزلت التدريس سنة 1969 مفضلة الإنتقال من مدينتها ومسقط رأسها (العين الصفراء)، التي ولدت بها في 15 تشرين ثان/نوفمبر 1944، إلى العاصمة، حيث عملت صحافية في وكالة الأنباء الجزائرية، وكذا محققة صحافية في جرائد متعددة كالمجاهد، جزائر أحداث، أفريك أزي. أصدرت صفية منتخباً شعرياً مطبوعاً في كندا بعنوان (صديقتي القيثارة) سنة 1979، وكذا متتالية قصصية بعنوان (الكوكب البنفسجي) سنة 1983، هذا زيادة على مسرحية تحمل عنوان (أسما) مثلت في القناة الثالثة، ومجموعة قصصية للأطفال – لم تطبع – سمتها (وردة الرمال)، ورواية تهتم بالشق النفسي والاجتماعي، أقرت كاتبتها ذات مرة بأنها ستشكل منعطفاً نوعياً للكتابة الروائية في الجزائر. كما ينبغي الإشارة إلى أن صفية كتو تعد سباقة في مجال أدب الخيال العلمي، هذا ما دفع الناقد والصحافي التونسي حمادي عباسي؛ في رؤية له بجريدة الوقت التونسية 1984، إلى اعتبارها رائدة في مجال القصة المرتبطة بالخيال العلمي”..

ويواصل” بشير خليفي”: “بالنسبة لصفية كتو فإن مجال الخيال العلمي يظهر بجلاء في القصص الثلاث: (فيكا المحققة الفضائية) سنة 1967، (القمر يحترق) سنة 1968، (الكوكب البنفسجي) سنة 1969. ففي قصة (القمر يحترق) تطير بنا صفية كتو إلى المستقبل في رحلة فضائية إلى سنة 2222، تحديداً، على متن الطائرة العائدة 15، والمشكلة من 500 مقعد والتابعة لشركة طيران القمر الواقع مقرها في جزيرة إصطناعية بالبحر المتوسط، تحت إمرة (ياسين) مؤطر وقائد الرحلة وبمساعدة (مليكة) مضيفة الطائرة النشيطة التي بإمكانها قراءة الرسائل من خلال الشاشات المختلفة، حيث تلمح الركاب في سعادة غامرة، فالبعض يستمتع بالقراءة وآخرون يكتبون، بينما تستمع البقية بموسيقى هادئة ألفها موسيقي مختص في الأمراض العصبية. بشكل مفاجئ طلب من ياسين قائد الطائرة العودة بها إلى الأرض لأن القمر في خطر.. أخبر ياسين الركاب بقرار العودة، حدثت جلبة وكثر التساؤل من دون أن يخبرهم بالسبب وأثناء عودتها إلى الجزيرة الإصطناعية نزل الركاب وطفقوا يتأملون بمناظيرهم الفضائية إلى المكان الذي كانوا سيقصدونه فوجدوا بأن القمر يحترق. تفننت صفية كتو في وضع عالم طوباوي، يجد من البحث والدراسة العلمية أساساً له، بقي أن نقول بأن صفية كتو ترجلت عن صهوة جواد الحياة الجامح، الذي طاف بها في أرجاء الدنيا، بعد خمس وأربعين سنة من العطاء والترحال”.

وتقول “صفية كتو” عن تجربتها الأدبية: “إخترت عالم الخيال حتى أجد إنطلاقة في الزمان والمكان، ففي الفضاء لا توجد حدود، وهذا ما يجعلني أعيش أجواء مختلفة مدهشة، وأبطالاً خياليين حتى الآن لم يُوجدوا في الأعمال الأدبية”.

الغزالة السمراء..

يقول الكاتب، “بوداود عميّر”: “عندما إنتقلت الزهراء رابحي من مسقط رأسها: مدينة العين الصفراء، فكرت أن فضاء هذه المدينة المحافظة ليس بمقدوره أن يسع طموحها في ممارسة الشعر والتوق للحرية، لذا عقدت العزم على تغيير واقعها وقررت الإنتقال إلى مدينة الجزائر، تركت جانباً فساتينها، اسمها ولقبها، وتبنت اسما آخر: صفية كتو، اسم هو مزيج من تسمية قديمة للمدينة مسقط رأسها، ولجدة حدثتها أمها أنها كانت ذات محاولة تقول شعراً شعبياً لم تستطع كتابته، ليغيب متوارياً في فضاء النسيان ولوعة العجز عن ممارسة أشياء الكتابة. الوجه الآخر لصفية كتو الإنسانة مثير حقاً، كيف استطاعت هذه المرأة، الغزالة السمراء، كما كان يحلو لها أحياناً وصف نفسها، القادمة من مجتمع محافظ حريص على عدم تجاوز خطوط حمراء رسمتها تقاليد بالية، ضحيتها المرأة بالدرجة الأولى، تجلت خريطتها من مدينة كالعين الصفراء إنسلخت من حالة الكسموبوليتية التي عاشت تجلياتها خلال العهد الإستعماري، لتتحول إلى قرية متكئة بخنوع لقدرها، كيف استطاعت أن تهرّب أشعارها وتوقها للحياة كامرأة وكمبدعة إلى العاصمة المدينة، وأن تنال بالتالي حظها من الشهرة كإعلامية تكتب في كبريات الصحف الوطنية آنذاك وتحقق طموحها في الكتابة والإبداع الأدبي ؟، بل وتشتغل على تجارب إبداعية جديدة ؟، لماذا تغيّرت حالة السعادة التي عاشت فتراتها الأولى بالعاصمة، الجلية في قصائد تيمتها الأساسية: الشوق، الأمل، الحلم، الطفل..  لتتحول في أواخر الثمانينات إلى حالة شقاء دفعها قسراً إلى إختيار هذه النهاية التراجيدية ؟، هل كانت للأحداث الدامية التي ألمت ببلادنا في العشرية السوداء مسوغاً لرؤية تنمّ عن فراسة وبعد نظر بعد أن طال الإغتيال نخبة من الكتاب والصحافيين إبتداء من رفيق دربها الطاهر جاووت؛ مروراً بقائمة طويلة من شهداء الحرف ؟”.

صوت الأنثى..

يقول الكاتب، “عبدالقادر ضيف الله”، رئيس “جمعية صفية كتو للإبداع الثقافي”: “رحلت وفي صدرها صوت الأنثى التي خرجت من ظلام تاريخ سيطرت عليه أعراف الذكورة، التي نبتت جداراً أمام إنعتاق المرأة في مدينتها الصغيرة العين الصفراء. من هناك رفعت صفية كتو تحديها ضد الوقت الإنساني الذي حجبه الرجل لنفسه، مبعداً طرفه الآخر عن نهار الحرية، باسم أعراف بالية تدين المرأة وحدها دائماً وتخرجها من التاريخ وتتعالى عليها على حساب ذكورة تمارس ساديتها على الحياة، لهذا رحلت صفية بإنعتاق العنقاء من رماد الغياب صوب العاصمة، حيث مارست مهنة الصحافة في وكالة الأنباء الجزائرية، وتنقلت إلى دول عديدة كنحلة تعبر زهور البنفسج، فكانت ترسم في كل نص وجع الأنثى وصوتها الذي تجترحه من معاناتها كامرأة إختارت طريق المغامرة في الكتابة متعدية بذلك على أحد أهم حصون الرجل وهي الكتابة، مسجلة رؤى الغبن الأنثوي الممزوج بغبن الشعوب عبر حنين طفولي ترصده قصائدها الشعرية في ديوانها (صديقتي القيتارة)، وكذا متتاليتها القصصية (الكوكب البنفسجي).. ولأن صفية كتو قد منحتنا، عبر صوتها الشعري والقصصي، نصوصاً تُعبـّر عن ما يسكن الذات الإنسانية تجاه العالم وتجاه اللحظة القاهرة التي تجرح رغبة الحرية في ذاك الوقت، الذي كانت لا تزال فيه المرأة تعاني من تهميش التواجد والحضور حتى في عالم اللغة، الذي سيطر عليه الرجل وجعله أداته الخاصة مبعداً البوح الأنثوي ليبقى رديف الحكي في ليالي البرد. منذ شهرزاد إلى اليوم، المرأة تحاول إثبات قدرتها على تغير مصيرها ومصير العالم؛ سواء عبر الحكي أو عبر الكتابة التي سجلت فيها حضورها رغم صعوبات الحياة التي تتوّج الذكورة وتتعالى على الأنثى في مجتمعاتنا العربية، ولأن صفية كتو آمنت بالكلمة وبالكتابة وبالحرية منذ أن قررت التمرد على ذهنية المدن الضيقة لتتجه إلى فضاء المدينة، حيث إشتغلت في حقل الصحافة وكتبت أغلب نصوصها هناك منتصرة لقضايا الإنسانية وقضية المرأة بالخصوص، والتي نستشعرها اليوم ونحن نعيد قراءة نصوصها، بأن صفية كتو ومثيلاتها الكاتبات هن مفتاح التحول في خارطة التاريخ الذي يعبر بساق واحدة في عالمنا العربي”.

قصيدة (عبء) لـ”صفية كتو”

ترجمة: “محمد عاطف بريكي”

عــــــــبء

أحس بثقل في قلبي

كأنما يحمل أثقالا

أقبل بكل حمل

حتى و لو كان لمجرمين

منهك أنا بكاهلي الثقيل

بالخطايا بضجيج

المحطات المكتظة

في كل يوم أزداد انحناءا

تحت عبء آخر

يهبط و يضغط

على صدري الضيق

المخنوق بالملل

قليلون هم

من يفكروا في معاناتي

ولا من يواسيني

ولو بكلمة، بابتسامة

ربما لأني مجرد عتّال.

من ديوان (صديقي القيثار) 1979

وعن الموت تقول “صفية كتو”:

إذا مت بينكم يوما

ـ ولكن أتراني سأموت حقا ؟ ـ

لاتتلوا من أجلي آيات من القرآن

دعوه لمن يتاجرون به

لاتجزوا لي فدّانين من

فردوسكم

فدان واحد على هذه الأرض يكفي

لسعادتي

لاتنثروا على قبري بذور التين

المجففة

كي تأتي طيور السماء

وتأكلها

لاتمنعوا القطط من التبوّل على

ضريحي

لأن القطط كانت كلّ يوم خميس

تبول على عتبة بابي

ولم ترتعد الأرض قط جراء ذلك.

لاتزوروني مرة في السنة

لأن ليس عندي شيء أقدّمه لكم.

لاتقسموا بخلاص روحي، لا

صدقا

ولا حتى زوراُ

ماتت “صفية كتو” في 1989 حين ألقت بنفسها من على«جسر تيليملي» بوسط الجزائر العاصمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب