خاص: كتبت- سماح عادل
فيلمRed Sparrow هو فيلم أمريكي يحكي عن عالم الجاسوسية ويركز بشكل أساسي على المخابرات الروسية وعملها، ويرصد مدى القسوة والتعامل اللاإنساني الذي يدور داخل أروقة المخبرات الروسية.
الحكاية..
في روسيا الحديثة البطلة “دومينيكا إيغوروفا” تعمل راقصة باليه مشهورة ولديها والدة مريضة، أصيبت بإصابة أنهت مهنتها كراقصة، وأصبحت في حاجة إلى المال لترعى والدتها. اتصل بها عمها “إيفان” نائب مدير جهاز SVR وهو جهاز المخابرات الروسية، وبعض أن طلبت منه المساعدة طلب منها إغواء رجل العصابات الروسي “ديميتري أوستينوف” مقابل توفير رعاية طبية لوالدتها.
توافق “دومينيكا” مجبرة وتحذرها والدتها من الانصياع لعمها، تذهب الى حانة الفندق الذي يمتلكه لتقابله، ويسألها لما أتت فتحدثه بجرأة وتخبره بما يريد أن يسمعه، ويذهبان إلى غرفة في الفندق حيث يستعد ليمارس معها الجنس. خلال ذلك، يقُتل على يد أحد أعضاء خدمة المخابرات الخارجية من قبل “إيفان”. ثم يأخذها ويهرب، وفي مبنى المخابرات يقترح أحدهم قتلها، لكن “إيفان” يخبره أنها ابنة أخيه، ويقدم “إيفان” ل”دومينيكا” خيارًا، أن تصبح إحدي عملاء المخابرات أو يتم إعدامها لمشاهدته اغتيال “أوستينوف”.
تضحية..
على الجانب الآخر، البطل “نيت ناش” يعمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في موسكو. حين توشك المخابرات الروسية على كشف العميل الروسي الذي يتعاون معه ويبدي شجاعة مواجها الشرطة وكاشفا نفسه، لكنه يضمن هروب الجاسوس الروسي الذي يعمل معه. لذا تتم إعادة “ناش” إلى أمريكا وسحب عمله، لكنه يؤكد على أنه الشخص الوحيد الذي سيعمل معه “ماربل” وهذا هو الاسم الحركي للعميل الروسي. ونتيجة لأنه لا يستطيع العودة إلى روسيا، تم تعيينه في مدينة بودابست ليعيد الاتصال بالعميل الروسي وهو ما استنتجته المخابرات الروسية أيضا.
إغواء جنسي..
تم إرسال “دومينيكا” إلى مدرسة حكومية تختص بتدريب قاسي لما يعرف بالـ “Sparrows” وهم عملاء تابعون للمخابرات الروسية يتم تدريبهم على إغواء أهدافهم بالجنس. تظهر “دومينيكا” تفوقا وذكاء في تدريبها لكنها مع ذلك تتحايل على فكرة ممارسة الجنس كخدمة للوطن، كما يلقنونها، حتى أنها تضرب أحد الشبان لأنه حاول اغتصابها. وتتعرض للمسائلة بسبب ذلك، لكن يتم اعفاءها من استكمال الدراسة في المدرسة وأرسالها إلى مهمة في بودابست، لكسب ثقة “ناش” الأمريكي الوسيم وكشف هوية “ماربل” عميل المخابرات الامريكية الروسي.
في بودابست، تعيش “دومينيكا” مع عصفور آخر تدعى “مارتا يلينوفا” في شقة واحدة، ويشرف عليها رئيس فرع للمخابرات الروسية. تتواصل “دومينيكا” مع “ناش” كاشفة عن اسمها الحقيقي، ويعرف “ناش” أنها عميلة استخبارات روسية ويحاول إقناعها بالعمل معه.
تتفقد “دومينيكا” غرفة “مارتا” وتدرك أنه تم تكليف “مارتا” بشراء معلومات استخباراتية سرية من كبيرة موظفي أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. وعندما يضغط “إيفان” على” دومينيكا” بشأن تقدمها البطيء مع “ناش”، تدعي “دومينيكا” أنها تساعد “مارتا” في عملها أيضا، وتخبرها بأمر مقتل رجل العصابات، فتشي بها “مارتا” لدى مديرها في بودابست، وتقتل “مارتا” بوحشية على يد خدمة المخابرات الخارجية نتيجة لاكتشافها سر “دومينيكا”.
تعاون..
تفزع “دومينيكا” من ذلك كثيرا وتذهب إلى بيت “ناش”، وتوافق على أن تصبح عميلة مزدوجة مقابل الحماية لها ولأمها. وتقابل مدير “ناش” وتتفق على العمل مع المخابرات الأمريكية، وتكشف لهم أمر الموظفة التي سيتم تجنيدها للعمل مع المخبرات الروسية. تسافر “دومينيكا” إلى لندن لمقابلة الموظفة بدلا من “مارتا” وإتمام الصفقة، وتتفق مع “ناش” وعميلة أخرى معه على استبدال المعلومات الاستخبارية التي توفرها الموظفة بمعلومات مضللة وتعطي ل”ناش” ما تعطيه لها الموظفة.
عندما تغادر “دومينيكا” مع مديرها الذي فاجأها بوجوده، تدرك الموظفة الأمريكية أن أمرها كشف لمخابرات بلادها، وترمي بحقيبة النقود وتجري في ذعر فتتعرض للاصطدام بسيارة مسرعة. ويعرف العملاء الروس الذين يراقبون الموظفة أن مهمتهم قد تم اختراقها. ويتم استدعاء “دومينيكا” والمدير “فولونتوف” المشتبه بهما في تسليم الموظفة الأمريكية، إلى موسكو حيث يشي المدير ب”دومينيكا” مؤكدا أنها هي من تعاونت مع المخابرات الامريكية، وتتعرض للتعذيب والاستجواب لأيام. ويتم إعدام “فولونتوف” لكن “إيفان” يصدق في النهاية مزاعم “دومينيكا” بالبراءة ويسمح لها بالعودة إلى بودابست لمواصلة مهمتها الأصلية لمعرفة هوية “ماربل” من “ناش”. وحين تذهب “دومينيكا” تطلب من “ناش” نقلها هي ووالدتها إلى أمريكا. واعطاءها مبلغا كبيرا من المال.
بعد قضاء ليلة حميمية مع “ناش”، تستيقظ “دومينيكا” لتجده يتعرض للتعذيب على يد عميل المخابرات الروسية المتمرس بسبب هوية “ماربل”. في البداية تساعده في تعذيب “ناش” ثم تقوم بضرب العميل وتنجح في قتله لكنها تصاب بجروح بالغة أثناء القيام بذلك.
كشف وانتقام..
تستيقظ “دومينيكا” في مستشفى حيث يكشف الجنرال “فلاديمير كورشنوي “وهو مسؤول رفيع المستوى يعمل مع “إيفان”، عن نفسه على أنه هو العميل الذي يتعاون مع المخابرات الأمريكية. ويوضح أنه كان وطنيًا في البداية لكنه أصيب بخيبة أمل بسبب الفساد الروسي. وإنه يخشى أن يُقبض عليه قريبا وبدلا من أن يموت عبثًا يأمر “دومينيكا” بالكشف عن هويته ل”إيفان”. لأن القيام بذلك سيجعلها بطلة قومية ويسمح لها باستبدالها لتصبح هي عميلة تنقل المعلومات الاستخباراتية الهامة إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ولكن عندما تتصل “دومينيكا” برؤسائها تقوم بإبلاغهم أن “إيفان” هو الجاسوس الامريكي، مستخدمة الأدلة التي كانت تقوم بتلفيقها منذ وصولها لأول مرة إلى المجر وإلقاء اللوم عليه في التبادل الفاشل في لندن. ويتم قتل “إيفان” أثناء استبدال العملاء، ويعرف عمها أنها انتقمت منه ويتم تكريم “دومينيكا” في احتفال عسكري روسي يحضره “كورشنوي”.
بالعودة إلى روسيا تعيش “دومينيكا” مع والدتها وتتلقى مكالمة هاتفية من شخص مجهول وصوت موسيقى كانت قد أخبرت “ناش” أنها كانت القطعة التي رقصت عليها في أول أداء منفرد لها. وينتهي الفيلم على ذلك.
ملائكية أمريكا..
الإخراج بارع، والأماكن التي تم اختيارها والديكورات والأزياء، والأجواء التي توحي بروسيا، كما تم كشف أسرار كثيرة وصادمة عن المخابرات الروسية وقسوتها ووحشيتها في التعامل حتى مع العملاء الذين يخدمونها، لكن الفيلم منحاز بشكل واضح لأمريكا، حيث يظهر روسيا والمخابرات في صورة الجانب السيء والشرير التي تقتل الناس بدم بارد، وتعذبهم تعذيبا وحشيا قبل موتهم، كما تتعامل مع الدولة على أنها ملك للحاكم ولاتباعه بينما المواطنين هم أتباع لهذا الحاكم وبمثابة عبيد له ولمصالحه ورغباته، حتى أن العميل الذي تعاون مع المخابرات الأمريكية رغم تمتعه طوال حياته بامتيازات رجل مخابرات كبير، وحتى أن والده كان من أحد رجال ستالين، إلا أنه ساخط على الوطن، ليس فقط لأنهم حرموا زوجته من العلاج بعد إصابتها بمرض خطير، لأن علاقته بالموظف المسؤول عن ذلك لم تكن جيدة، مما يوحي بوجود سلطات مطلقة في الدولة الروسية.
لكن هذا الرجل كان يشعر أنه يعيش في سجن كبير وأن أمريكا رغم ذلك تحترم حرية الفرد، وهذا كلام منحاز وخالي من الموضوعية يصب في مصلحة تصوير أمريكا في صورة الدولة الأسطورة التي تتوفر فيها حرية الأفراد وتحترم إنسانيتهم، ولم يكشف الفيلم أية تجاوزات للمخابرات الأمريكية على الاطلاق، بل صور رجل المخابرات الأمريكي رجل حنون وطيب، وفي لأبعد الحدود لا يتخلى عن العملاء الذين يعمل معهم حتى أنه يضحي بحياته وأمانه من أجلهم وهذا كلام مبالغ فيه وغير قابل للتصديق. وفي النهاية هو فيلم لتلميع المخابرات الامريكية ولتشويه صوة المخابرات الروسية وهو فيلم غير موضوعي ومنحاز.
الفيلم..
“العصفور الأحمر” هو فيلم جواسيس أمريكي من إخراج “فرانسيس لورانس”. ومقتبس من رواية تحمل نفس الاسم من تأليف “جيسون ماثيوز”. الفيلم من بطولة “جينيفر لورنس وجويل إجيرتون وماتياس شونارتس وشارلوت رامبلينج وماري لويز باركر وجيرمي أيرونز”. وعرض في عام 2018