خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Project Almanac يحكي عن تجربة السفر في الزمن، وكيف ينتاب الإنسان الأحلام حين يمتلك آلة للسفر في الزمن فيفكر في تصليح كل الأحداث السيئة التي مر بها، وإصلاح حياته، لكنه يفاجئ أن التلاعب في الزمن وتتابعه يحدث كوارث.
البداية..
يبدأ الفيلم بالبطل المراهق ديفيد وأخته تصوره وهو يقوم بتجربة لكي يتقدم بها إلى منحة في معهد التكنولوجيا، حيث أنه يدرس في الثانوية لكنه متفوق في الفيزياء ويريد أن يكمل دراسته في المعهد، ويقوم باختراع طائرة صغيرة تتحرك بحركة يديه، ثم ينتظر الرد على طلب المنحة فيقبل المعهد على شرط تخفيض جزء ضئيل من مصاريف المعهد. وأمه، التي تذهب لمقابلات عمل لأنها بلا عمل حالي، تخبره أنها ستبيع المنزل الذي يعيشون فيه لكي تدفع مصاريف المعهد، وتخطط أن تعيش هي وأخته، القريبة من سنة وتدرس معه في نفس المدرسة، في شقة.
لكن ديفيد لا يحب أن تبيع أمه المنزل ويفكر في تقديم منحة لمكان آخر للدراسة، ويقلب هو وأخته في القبو الذي كان يقضي والده المتوفى فيه ساعات طويلة، وتكتشف أخته كاميرا فيديو كانت لوالده وحين يشغلانها يظهر آخر ما صوره الوالد، وهو عيد ميلاد ديفيد السابع أي قبل عشر سنوات وذلك قبل أن يموت والده في حادثة سيارة، ويشاهدان الفيديو ويرى ديفيد شيئا غريبا، حيث يرى صورته وهو في عمر 17 منعكسة في المرآة في حفل عيد الميلاد الذي صوره والده.
في المرآة..
يعتقد صديقاه أنها ربما صورة شخص قريب منهم يشبهه، لكن ديفيد يؤكد أنها صورته لأن ملابسه وحقيبته والساعة التي أعطاها له والده يوم ميلاده كلها تظهر في صورة المرآة، ويذهب ديفيد وصديقيه وأخته إلى القبو مرة أخرى لتفتيشه، فيكتشفون تخطيطات لآلة زمن، وقلب الآلة يخبئه والد ديفيد في حقيبة تحت الأرض، ويكتشف أن والده كان يعمل على هذه الآلة في عمله في الجيش قبل وفاته.
صنع آلة الزمن..
ويحاول ديفيد وصديقيه صنع باقي أجزاء الآلة وفقا للتخطيطات التي تركها والده، كل هذا وأخته توثق كل شيء بكاميرا تحملها معها دائما، وينجحان بعد عدة تجارب في تشغيل الآلة، بعد أن تنضم إليهم صديقة كان ديفيد معجب بها، ليصبح مجموع الشباب ثلاث ذكور وفتاتين، ويقرر الجميع، بعد أن يشغلوا الآلة ويجربوها على أنفسهم، أن يسافروا معا بشكل جماعي وأن يشغلوا الآلة وفق قواعد محددة حتى لا يحدث خلل في أحداث الزمن.
ويبدءون في إصلاح أشياء بسيطة تخصهم، حيث يفكر أحد الأصدقاء في إعادة امتحان للكيمياء كان قد رسب فيه، وتفكر أخت ديفيد في الانتقام من فتاة تتنمر عليها في صفها، ثم يقررون أن يربحوا اليانصيب اعتمادا على أرقام عرفوها وبالفعل يربحوا ويقسموا الأموال عليهم، ويعطي ديفيد لأمه الأموال لتحتفظ بها حتى يدفعها كمصاريف لمعهد التكنولوجيا.
زمن أبعد..
وفي حدود أحلامهم وأفكارهم كمراهقين في بداية حياتهم يخطط ديفيد أن يجعل الآلة تسافر في زمن أبعد، ويذهب بهم إلى حفلة أقيمت منذ 3 أشهر، ويستمتع الجميع ويوشك ديفيد أن يتقرب من الفتاة التي تعجبه لكنه يخفق حين تتوقع أن يقبلها، وحين يعود الجميع للزمن الحاضر تعامله الفتاة بجفاء، فيفكر ديفيد أن يسافر وحده إلى الحفلة ويقبل الفتاة في اللحظة المناسبة، ويفعل ذلك دون علم الأصدقاء مخالفا قاعدة أن لا يسافر أحدهم بمفرده ودون علم الآخرين.
وبعودته تحدث حادثة لأحد اللاعبين في فريق البيسبول في مدرسته، حيث تكسر رجله فيترتب على ذلك أحداث كثيرة، منها حادث اصطدام طائرتين، ويقتنع صديقيه أن ذهابهم إلى الحفلة هو سبب ما حدث، لكن ديفيد يعرف أن السبب هو سفره بمفرده ولا يخبرهم، لكنه يحاول العودة مرة أخرى لإصلاح ما فسد، ويكتشف أحد أصدقاءه ذلك حين يفاجئه وهو يشغل الآلة ويعرف أنه سافر بمفرده من قبل، ويطلب منه إخبار الآخرين لكن ديفيد يواصل ويسافر.
وتسوء الأحوال أكثر حيث يكتشف حين يعود أن صديق له دخل المستشفى في حالة خطيرة، ويبدأ في التساؤل حول علاقة إصابة صديقه بسفره بمفرده، فيحاول السفر مرة أخرى لإصلاح الوضع وتفاجئه حبيبته التي تقترب منه فتسافر معه بالخطأ، ويحكي لها عن كل شيء وأن البداية كانت حين سافر بمفرده لكي يتقرب منها ويقبلها، وتخبره إنها تحبه في كل الأحوال وأن إعجابها به كان يسبق ذلك اليوم.
تدمير الآلة..
وفجأة تظهر نسختها من الماضي أمامها وحين تراها تختفي النسختين من حبيبته، ويزداد الوضع غرابة ويفكر ديفيد أن ينهي الأمر برمته، حيث يفكر أن يذهب إلى عيد ميلاده عندما كان في السابعة من عمره، وقبل وفاة والده بساعات قليلة لكي يدمر الآلة والمخططات التي تركها والده. ويذهب بالفعل ويقابل والده هناك ويحتضنه، ثم يقوم بحرق المخططات والآلة ويعود كل شيء كما كان، لكن تكتشف أخته في القبو كاميراتين واحدة لوالده والثانية لا يعرف ديفيد وأخته الثانية لمن. ثم يبدأ ديفيد في محاولة التعرف على الفتاة التي يكن لها إعجابا وينتهي الفيلم على ذلك.
تصوير واقعي..
الإخراج مميز، يعتمد على فكرة أن الفيلم كله يتم تصويره من خلال كاميرا تحملها أخت ديفيد في أغلب الوقت لتسجيل كل ما يدور حولها في هوس غير طبيعي بتسجيل كل شيء، وأحيانا تضع الكاميرا في أماكن ثابتة وتنخرط في المشاهد مع باقي الشخصيات، فنجد تخبطات الكاميرا أثناء الحركة أو أثناء حدوث شيء مفاجئ، والصورة نفسها تعكس الفيلم وكأنه أمر يحدث في الحياة الحقيقية وليس فيلم سينما.
والأبطال معظمهم مراهقين وقد كان أداؤهم عفويا ويتسم بالتلقائية وبالحركة والحماس الخاص بالشباب في ذلك السن، كما عبر الفيلم عن هوس السفر بالزمن والأحلام المصاحبة له، حيث يفكر ديفيد في السفر وإنقاذ والده من الموت لكي تصبح حياته أفضل في وجود أب حنون، ويفكر صديق له أن يجمع أموالا لكي يتخلص من فقره، وبالتالي يكون محط إعجاب من الفتيات، لكن أي تغيير بسيط في الزمن تكون له تداعيات خطيرة وحوادث أكثر بؤسا، مما يجعل البطل يفكر في تقبل مصيره وموت والده بدلا من العبث وفقدان أحبه يعايشهم بالفعل.
مما يعطي رسالة بأن محاولة تغيير الإنسان لقدره أو الأحداث التي تحدث وتؤثر عليه لا تفلح، وإنما ينتج عليها مزيد من الأحداث السيئة، وأن التلاعب في القدر والأحداث التي تحدد حياة الإنسان عواقبها وخيمة.
الفيلم..
فيلم Project Almanac أو “مشروع سِجل الأيام”، طاقم العمل:
Jonny Weston بدور (ديفيد راسكن).
Sofia Black D’Elia بدور (جيسي بيرس).
Sam Lerner بدور (كوين غولدبرغ).
Allen Evangelista بدور (آدم لي).
Virginia Gardner بدور (كرستينا راسكن).