خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Ae Dil Hai Mushkil، أو “يا قلبي هذا صعب” يحكي هن قصة حب حزينة، يعاني فيها البطل من حب من طرف واحد.
البداية..
يبدأ الفيلم بمقابلة مع المغني الذي حاز شهرة “أيان سينغر”، ويبدأ في الحكي عن الأغاني والحب، ثم يعود الفيلم فلاش باك ب”أيان” الذي يحضر حفلة في لندن، ويشاهد فتاة جميلة ترقص بخفة، وحين تلاحظ الفتاة أنه ينظر إليها تقترب منه ويذهبان لمكان مغلق وتقبله بشغف، وهو أيضا يقبلها بطفولية ويعانقها بحنان، لكنها تضحك عليه ولا تستطيع المواصلة، وتظل تسخر من طريقته في التقبيل والمعانقة، ثم يقرران الخروج من الحفلة والتجول على المقاهي بعد أن يصارحها أنه تشاجر مع صديقته الحميمية وتكون هي أيضا مثله، يعرف أن اسمها “أليزا”وينشأ بينهما تآلف، وتعرفه على مكان سري تحب الجلوس فيه حين تسوء حالتها النفسية.
موعد مزدوج..
ثم يتفقان على وعد مزدوج كل يأتي بصاحبه وتتشاجر “أليزا” مع “ليزا” صديقة “أيان” لأنها تشعر أنها تافهة وأنها تتقرب له بسبب ثرائه، ثم يضربان موعدا آخر ويكتشف “أيان” و”أليزا” أن صديقها وصديقته يقبلان بعضهما في حمام الرجال، وينهار “أيان” ويبكي في الشارع ويقول ل”أليزا” أنه لا يريد أن يبيت ليلته بمفرده، ويبكي وينهار في الشارع وتحاول هي جعله متماسكا وتقنعه أنه لم يحب صديقته وأنه طفل مدلل لم يعرف بعد معنى انكسار القلب.
ثم يتفقان على السفر إلى باريس لتمضية وقت ويستمتعان بالحفلات والرقص وتتقابل “أليزا” مع حبيبها القديم “علي” الذي هجرها وكسر قلبها، ويحاول “علي” استرجاعها وتوافق بسهولة، وتطلب من “أيان” أن يرجع إلى لندن، ثم تفاجئه أنها ستتزوج من “علي” وينهار “أيان” مرة أخرى لأنه يكتشف أنه يحب “أليزا” حبا شديدا، وتطلب منه أن يحظر حفل زفافها ويوافق مجبرا، ويغني لها أغنية ثم لا يستطيع إخفاء حبه ويعترف لها به، ويترك حفل الزفاف ويرحل.
صبا..
يذهب إلى المطار ليستقل الطائرة فيقابل “صبا” شاعرة على قدر كبير من الجمال، فيحاول نسيان “أليزا” من خلال التقرب من “صبا” ويتصرف مع “صبا” بنضج ويبدو في عيونها كرجل جذاب وناضج ومتماسك مما يبهر “صبا” وتقع في غرامه.
وفي مقابلة عرضية مع زوج “صبا” السابق والذي يقوم بدوره الممثل “شاروخان” في مشهد واحد داخل الفيلم، يحكي زوج “صبا” عن أنه ما يزال يحبها، وأن الحب من طرف واحد ليس سيئا وإنما هو حب صافي لا يحتاج لطرفان، وأن الرهان على هذا الحب لا يخسره المحب في كل الأحوال سواء نال محبوبه أم لم يناله. وقتها يشعر “أيان” بالحنين ل”أليزا” ويهاتفها، ويعود التواصل بينهما ويرسل إليها صور”صبا” حتى يجعلها تغير، لكنها لا تبدي أي رد فعل بل تذهب لزيارة “صبا” و”أيان” في المنزل الذي يعيشان فيه. وتسألها “صبا” لما لم تحب “أيان” فتقول لها “أليزا” أنه كان يبكي في الشارع وبين ذراعيها وكان أشبه بالطفل المدلل.
حب أقل..
وتكتشف “صبا” أن “أيان” لم يحبها مثلما أحب “أليزا” لأنه لم يبك أمامها ولم يظهر ضعفه فتقرر هجره قبل أن تتورط أكثر في حبه، ويجري “أيان” نحو الفندق الذي تقطن فيه “أليزا” ويقول لها أنه يريد أن يتحرر من حبها ذلك الذي يعذبه ويرحل إلى لندن. ويتخلل الفيلم حكي من “أيان” في المقابلة التليفزيونية.
مرض وموت..
ثم يتقابل “أيان” و”علي” مصادفة ويعرف أن “أليزا” هجرته منذ سنتين، ويحاول البحث عنها فيذهب إلى المكان الذي تحب أن تجلس فيه وقت شعورها بالإحباط، وينتظر يومان في جو قاسي البرودة ويجدها أخيرا لكن يكتشف أنها مصابة بالسرطان وأنها تحتضر، وفي رأيي كمشاهدة أن هذه الخطوة قد بالغت في حجم المأساة، وكان من الممكن أن تكتفي الحكاية برفض “أليزا” لحب “أيان” وإصرارها على أن تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة.
في المطار..
وينهار “أيان” مرة أخرى وتحاول “أليزا” تقويته ثم يقرر ألا يفارقها، ويحاول تقبيلها في أحد المرات متسائلا لما لم تستطع أن تحبه مثل “علي”، فتغضب “أليزا” وتطرده من منزلها ويجيء في الصباح يجد أنها قد سافرت فيذهب إلى المطار، محققا حلم قديم لها أن يلحقها من تحب في المطار ليصالحها، وتكون الطائرة التي تسافر فيها على وشك الإقلاع حين يتصل “أيان” على هاتفها ليخبرها أنه في المطار، فتتصنع الإعياء وتنزل من الطائرة مرحة رغم المرض وتطلب من “أيان” أن يغني لها وينتهي الفيلم بالمقابلة التليفزيونية مثل ما بدأ وبغناء “أيان” أغنية حزينة.
الفيلم جيد الإخراج اعتمد على الإبهار في الصورة، والتردد على الأماكن الفاخرة في لندن وباريس والهند، وأزياء ساحرة وأغاني عذبة وموسيقى جميلة، ورقص، وناقش فكرة الحب من طرف واحد وهل هو حب سامي يفوق الحب الذي يتبادل فيه الطرفان الحب أم أنه ضعف من قبل المحب، مؤكدا على أن الحب يحدث دون إرادة الإنسان. كما رصد إصرار “أليزا على أن يكون “أيان” صديق لأن الصداقة تدوم إلى الأبد بينما علاقة الحب تنتهي بانتهاء الحب، فهي تريد أن يكون بجانبها دوما.
كما أن هناك فكرة قد لا يلاحظها كثير من المشاهدين، أن “أيان” وهو يحتضن “أليزا” يبدو كطفل يحتضن أمه ويحتمي بها، ويبدو هادئا ومستكينا، بينما في اقترابه من “صبا” يكون رجل جذاب جنسيا وقوي ويحتويها هو، ويحاول مغازلتها بجرأة، منتبه لكونه يريد أن تنجذب إليه ويبهرها، لكن في اقترابه من “أليزا” لا ينتبه لشيء ويسلم دفاعاته وتفكيره وكل شيء ويستسلم للسكينة.
وقد كانت هناك مبالغة في موت “أليزا” وإصاباتها بالسرطان وإن كانت الحياة نفسها تأتي بمآسي أكثر من هذه، وكان أداء الممثلين مبهرا.
الفيلم..
هو فيلم درامي رومانسي صدرَ سنة 2016 من تأليف وإخراج “كاران جوهر ومن بطولة “رانبير كابور، أنوشكا شارما، آيشواريا راي وفواد خان”. عُرضَ لأوّل مرة في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2016 خلال مهرجان ديوالي. حصدَ الفيلم INR2.37 مليار (US$39 مليون) في جميع أنحاء العالم فيما بلغتُ ميزانيتهُ INR700 مليون (US$12 مليون). نالَ 62 جائزة كما ترشّح لتسع جوائز من بينها أفضل مخرج وفاز بأربع جوائز في فئة الموسيقى التصويرية.