26 ديسمبر، 2024 3:53 ص

“صوت المنفى” .. ألحان من وراء الحدود الإيرانية !

“صوت المنفى” .. ألحان من وراء الحدود الإيرانية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحتفل الدورية الثقافية – الأدبية الموسمية (صوت المنفى) الإيرانية بمرور ثلاثين عاماً على أصدارها. وتحرص هيئة إعداد المجلة في كل الإصدارات على نشر نصوص في مختلف المجالات مثل دراسة الظواهر والمناهج الأدبية المعاصرة، والتعريف بالفنانين والكتاب من جيل الشاب، وبالتالي إتخاذ خطوات على مسار توسيع نطاق الثقافة والأدب الفارسي العابر للحدود، بحسب الصحافي، “بهجت أميد”، في صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة.

لكن سرعان ما توقف نشر الدورية، التي كانت تصدر بمجهودات بعض المثقفين، (دون دعم حزبي وسياسي)، في الغالب بسبب الصراعات الداخلية بين الأعضاء، وإنعدام القدرة المالية على الطباعة والنشر.

التوقف بداية الانتشار..

انتهت فترة التوقف بعد انتشار التكنولوجيا الرقمية. ونجحت الدوريات من مثل (المعبر) و(كتاب الشعر) و(النُعَرة) – نوع من الذباب – وغيرها من الإصدارات التي تُنشر في مجالات القصة والشعر والفلسفة، مستفيدة من التكنولوجيا الرقمية، في طرح نفسها مجدداً على الفضاء الإلكتروني.

كذلك تمكنت (صوت المنفى) من نشر عددها الرابع عبر أحدث المنصات الأدبية – الفنية خارج الحدود. تعاون في إخراج هذا العدد حوالي خمسين شخصاً، ما بين شعراء وكتاب ونقاد وفنانين، وقدموا أعمالهم في مجالات الشعر والقصة والمسرح والنقد والدراسات الأدبية والتاريخية.

تجاوز الرقابة.. الأولوية..

الألوية الضمنية لـ (صوت المنفى)، وهدفها الرئيس هو تجاوز الرقابة، وتهيئة مكان ما للأعمال التي يصعب نشرها داخل إيران.

ومما ورد في إفتتاحية هذا العدد: “المغترب فقط هو الشخص الذي اُخرج من محل ولادته. والإغتراب نفسه ينعكس على الشخص الذي تعرض للنفى عبر اللغة والثقافة والهوية. والمغترب أيضاً هو الشخص الذي لا يستطيع نشر إنتاجه الأدبي داخل بلاده. وتسعى هذه الدورية إلى أن تكون لسان المغتربين. فالنفي والإغتراب لا يقتصر على الحدود الجغرافية والتعريفات الكلاسيكية، وإنما طرأت تعريفات جديدة بحسب مقتضى العالم المعاصر”.

وفي هذا الصدد أجرى الصحافي بحريدة (كيهان) اللندنية، “بهجت أميد”، الحوار التالي مع “أسد سيف”، مدير دورية (صوت المنفى).

النشر الرقمي كسر الرقابة داخل مجتمعاتنا الديكتاتورية..

“كيهان” لندن : ما هي دوافعكم وراء نشر هذه الدورية.. وكيف كان شكل التطبيق ؟

“أسد سيف” : لا يمكن الحديث عن العالم الرقمي أو تجاهل تأثيره على الطباعة. بشكل عام الأعمال الرقمية أسرع وأقل تكلفة، وأجمل وأسهل من منظور الحصول عليها. وفيما يخص دول مثل إيران تلعب الأعمال الرقمية دوراً كبيراً في كسر الرقابة. وبالنسبة لنا المطرودين يمثل الحصول على الكتب والمجلات مشكلة كبيرة. وتشرذم الإيرانيين من جهة والتكلفة من جهة أخرى يتطلب استثماراً ضخماً. ولهذا السبب ذاته استمر نشر الدوريات السنوية بشكل محدود. ولكن مع تنمية عمليات النشر الرقمية في الفضاء الإلكتروني، استحالت ضرورة وجود نشريات إلكترونية أمراً ملموساً. وفي هذا الصدد ظهرت بعض المواقع الإلكترونية، بدأت في نشر المجلات في حوزات الشعر والقصة والمسرح والفلسفة والسياسة والعلوم الاجتماعية لايزال بعضها مستمراً حتى الآن. ونشر دورية (صوت المنفى) لا يعني إلغاء هذه المجلات، وإنما تسعى إلى أن تكون دورية جديدة إلى جوار سابقاتها.

غربتنا لا تقتصر على السياسية وإنما تشمل أبعاداً أكبر..

“كيهان” لندن : أنتقد بعض العاملين في الحقل الفني والأدبي عنوان الدورية.. ورفضوا التعاون مع الدورية لما ينطوي عليه العنوان من نغمة سياسية.. كيف اخترتم هذا العنوان المثير للجدل ؟

“أسد سيف” : لا شك أن النفى والإغتراب يحمل بعداً سياسياً، لكن هذا لا يعني السعي للوصول إلى السلطة. وللأسف في ثقافتنا كل شيء يصطبغ بالسياسة. لا يوضع في موضعه إطلاقاً. بل تم تشويه المفاهيم الاجتماعية، وهذا نتاج سنوات من إخفاق الحاكم. ومفهوم الإغتراب والنفي يمثل في حد ذاته مشكلة. والاغتراب في أذهاننا ينحصر فقط في الصعيد السياسي. أي أن الطرد والنفي هو الشخص المنفي وسوف يعيش وحيداً في الغربة. ولكن الحقيقة نشاهد في الواقع عكس ذلك. أولاً لا يمكن البحث عن الإغتراب في مفهومها الجغرافي خاصة. قد تكون مقيماً بإيران والسياسة السائدة في هذا البلد قد تخلق إغتراباً وهذه السياسية تؤثر على جميع أصعدة الحياة الفردية والاجتماعية. وأقول بشكل أوضح: يسعى الحاكم الاستبدادي إلى إقصاء المختلفين في الرأي وفي النهاية يطردون من الدولة. وغربتنا لا تقتصر على السياسية وإنما تشمل أبعاداً أكبر، فالنظام يفرض رقابة على الفن والأدب، ولذا يُنفى الشعراء والكتاب والباحثين والفنانين عن دائرة حرية التعبير والإبداع.

“كيهان” لندن : ما هي مشاريعكم المستقبلية للمزيد من الانتشار ؟

“أسد سيف” : ثمة مساعي ليكون وجود (صوت المنفى) على الفضاء الإلكتروني ملموساً بشكل أكبر. ولذا دُشن موقع إلكتروني خاص بالدورية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة