27 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

ساحة التحرير.. مظفر طاهر: جيل الثورة متمرد حرر من كل التحجر الفكري والجمود العقائدي

ساحة التحرير.. مظفر طاهر: جيل الثورة متمرد حرر من كل التحجر الفكري والجمود العقائدي

 

خاص: حاورته – سماح عادل

أجمل ما في ثورة العراق أنها استقطبت الجميع، جمعت في ساحاتها أناس من جميع الأصناف، استقطبت الأمهات، والمثقفين، والعمال والكادحين، الشباب والشابات والشيوخ، ثورة استطاعت أن توحد كلمة العراقيين وأهدافهم، وأهدتهم التوافق والانسجام بعد سنوات من الخلافات والتناحر التي نتجت من تدخلات المستعمر والمستغلين.

تواصلت (كتابات) مع أحد المشاركين في ثورة العراق “مظفر طاهر” خريج كلية الحكمة هندسة الحاسوب، وهو أيضا يكتب الشعر.

إلى الحوار:

(كتابات) هل اشتركت في تظاهرات سابقة؟

  • اشتركت في أكثر المظاهرات التي صارت بعد الاحتلال سواء أكانت مطلبية خدمية أو سياسية.

(كتابات) كيف كان إحساسك في الأيام الأولى للثورة؟

  • الإحساس كان خليط مشاعر عجيبة بين الفرح والحزن، بين الغضب والراحة كل المشاعر بين بين. الإحساس بالحياة والحب هو الطاغي والإخوة، انتهى شيء اسمه طائفية وانمحت الطبقية، الكل إخوان. والشعور الأكبر الوطنية المقدسة

(كتابات) متى قررت النزول إلى ساحة التحرير؟

  • القرار موجود أصلا وحاضر بس المراقبة كانت للشباب ومدى جديتهم واستقلاليتهم، إلي أن توضحت بأغلى الأثمان، مشكلتنا الرئيسية كانت فقدان حسن الظن بالجميع، لكن الشباب كانوا مدرسة قيمية وطنية وقدموا دروس لكل أجيال العراق، أحيوا روح الثورة ووحدوا الجماهير، فالحجة تمت على جميع الشعب، والنزول للمظاهرات صار واجب.

(كتابات) صف لنا إحساسك أول مرة نزلت ساحة التحرير؟

  • الشعور الأكبر كان الحب، الحب للجميع، والدموع تنهمر والنشيج يتعالى، اختنق تارة من البكاء وتارة من الدخانيات، أبكي فرحا وحزنا، لا خوف من رصاصهم ولا مليشياتهم، وإخواني يتسابقون على إنقاذ إخوانهم وإسعافهم وخدمتهم.

(كتابات) هل جيل الشباب الذي هو قوام الثورة يختلف عن الأجيال التي تسبقه.. وما هي الاختلافات؟

  • الأكيد أن هذه الثورة قد خلق لها جيل متمرد ما حرر على الأغلب من كل التحجر الفكري والجمود العقائدي، جيل يؤمن بالتجديد والحرية، لم يتمكن المؤدلجون من كبح جماحه أو لجم فكره، ما سبقه من الأجيال زرع فيه الكثير من الخوف والطاعة وبرمج حتى يكون خانعا، لذلك غالبا لم تكن لتنجح ولم تنجح معهم محاولات السلطة في إنهاء التظاهرات.

(كتابات) في البداية كان هناك لوم من البعض لعدم مشاركة المرأة في الثورة ثم ومن يوم ٢٥ وجدنا تواجد كثيف للنساء من كل الأعمار وأعمال جليلة قامت بها النساء من طبخ لإسعاف لتوفير أدوات طبية وأدوات للإعاشة.. حدثنا عن ذلك؟

  • المجتمع العراقي متخلف كثيرا من ناحية حقوق وحرية المرأة، حتى باتت عورة في جميع أحوالها، وهي الأم والأخت والزوجة، وهي الموظفة والمدير العام والوزيرة.

إحدى أهم انجازات الثورة كسر القوالب العرفية والمجتمعية نحو المرأة، بل وحتى من المرأة نحو نفسها، فعلى الأغلب لم تكن المرأة تتصور يوما إنها تستطيع ولها حق أن تفعل ما فعلت، دور فاعل ورهيب لأخواتنا في الثورة، بل هي من أهم أركان نجاحها.

(كتابات)  هل إحساسك بالوطن اختلف بعد تلك التظاهرات ومشاركتك فيها؟

  • أنا أحب وطني جدا، لكني في مرحلة من المراحل أحسست بالضياع وباليأس من التغيير على المستوى القريب والمنظور، ثورة شباب التحرير أعادت الأمل، بل حققته.

(كتابات) ظهرت تعاملات إنسانية راقية في ساحات التظاهر.. هل الثورة خلقت وعيا إنسانيا جديدا بين المشاركين في رأيك؟

  • فعلا ساحات التحرير طورت العقل الجمعي العراقي وانعكست آثارها حتى على الخلق المجتمعي وعلى مختلف جوانب الفكر، هناك خطا حثيثة نحو النضوج، هناك تلاحم ومحبة وإيثار، مجتمع مصغر متكامل، وأحب أن أسميه جمهورية التحرير، الطائفية انتهت في العراق، والشعب فهم اللعبة، نحتاج فقط لقلع جذور المستفيدين منها، وهو أمر قريب.

(كتابات) شدد المتظاهرون على عدم استخدام أوصاف طائفية.. هل هذه هي بداية التخلص من الطائفية التي زرعها الاحتلال الأمريكي؟

  • الثورة نجحت في تحقيق الكثير من أهدافها الشعبية، تبقى الأهداف السياسية بين كر وفر، والمعركة الآن معركة صمود وتأقلم وتطوير للأساليب، أتوقع النجاح للتجربة الثورية وهي بحاجة أكيد للتطوير والتكامل. أملي وأمنيتي أن أرى شعبي ووطني عزيزا وقد تحرر من قيود وإرادات الخارج، وأن يعيش العراق حرا أبيا كريما ويتجنب شعبه الصابر شر الحروب والفتن.

(كتابات)  في رأيك العنف المفرط التي تعاملت به السلطة ساعد على انضمام مزيد من العراقيين للثورة أم لا؟

  • الأكيد أن الشعب بعد أن يأس من حكومته الفاسدة وصار واضحا له حجم الاستهتار بالإنسان وبالدم العراقي صار لزاما عليه نصرة إخوانه المذبوحين من حكومة القناصين، الدم الذي أريق في الثورة جعل العراق معسكرين، معسكر الشعب ومعسكر الحكومة، بغض النظر عن كذبة الطرف الثالث المضحكة السمجة. كل الشعب التحق بإخوته كل بحسب إمكانياته المادية والمعنوية.

ويهدي “مظفر طاهر” الثوار نص:

سلام الإله على خافقيك

على كل طيب وضوع عطر

سلام على كل خنسى هناك

على كل طفل وشيخ حضر

شباب غيارى بعمر الورود

وشيب تحدوا جنون الخطر

فلبى الجميع نداء الجميع

لذا فالجميع هناك انتصر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة