25 ديسمبر، 2024 9:34 م

رواية بكائية الصعود إلى السماء.. الشعب المصري ثائر على مر العصور

رواية بكائية الصعود إلى السماء.. الشعب المصري ثائر على مر العصور

خاص: قراءة- سماح عادل

في رواية “بكائية الصعود إلى السماء “، للكاتبة المصرية “نادية شكري” الصادرة عن دار ليان للنشر، تحكي عن ثورة يناير وعن حركة السبعينات الطلابية وعن نضال الشعب المصري الذي يتواصل عبر التاريخ في حلقات متواصلة.

الشخصيات..

البطلة: البطلة امرأة في الخمسينات من عمرها، تشارك ابنها الوحيد معايشته لثورة يناير، كما تتذكر نفسها وقت أن كانت في عمره أيام حركة السبعينات.

الزوج:  تذكرته البطلة في البداية، وهي مهندس يموت في حادثة سيارة ويتركها تربي ابنها وحدها.

شريف: الابن، أحد الشباب المنخرطين في ثورة يناير العظيمة.

وهناك شخصيات ثانوية تظهر في الحكي مثل زميلات السجن .

الراوي..

الراوي هو البطلة، تحكي مشاهدتها لأحداث ثورة يناير من خلال الميدان ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة، كما تحكي أحداث السبعينات كما عاشتها هي.

السرد..

السرد هادئ الإيقاع، يتنقل بين الحاضر والماضي بسلاسة، تهتم الكاتبة بالأساس بالحكي عن نضال الشعب المصري رابطه بين عصور تاريخه المختلفة، وركزت بالأساس على عصر الشهداء أيام الرومان، وعلى أحداث السبعينات وثورة يناير، الرواية تقع في حوالي 160 صفحة من القطع المتوسط.

ثورة يناير والشهداء..

تحكي الرواية عن ثورة يناير وكيف اندلعت وملابسات بدايتها، وعن التصرف العنيف من قبل السلطة وسقوط الشهداء في الأيام الأولى، وكيف كانت السلطة الغاشمة عنيفة وقاسية، وكيف تآمرت على الثورة وركزت على حادثة ما يعرف ب”موقعة الجمل” التي تحالف فيها اصحاب رأس المال الطفيليين وعملاء النظام مع أفراد النظام البائد ومستفيديه على قتل الشباب وباقي طوائف الشعب، الذين كانوا يحتشدون في الميدان دفاعا عن أهم شعار للثورة “عيش- حرية- عدالة اجتماعية”.

وعن آلاف القتلى الذين تساقطوا أو ضربهم القناصة عمدا، و آلاف الجرحى الذين رفضت المستشفيات الحكومية علاجهم بحجة قلة الإمكانيات والمستشفيات الميدانية التي أنشأها الثوار في الميدان، وأمهات الشهداء اللواتي تجرعوا الألم والحزن.

وعن شبهة التآمر في فتح السجون وإحراق البلاد وتدميرها من قبل أفراد النظام السابق، وتخويف الناس على أرواحهم وأمنهم وبعث الفتنة بين طبقات الشعب خاصة الطبقة المتوسطة والطبقة الكادحة، بدعوى أن البيوت أصبحت غير آمنة من الجياع والفقراء المعدمين، وحث الناس على حماية بيوتهم وعمل لجان شعبية لإلهاء الناس عن النزول إلى الميدان، والانضمام لصفوف الثورة، رغم أن الكادحين والفقراء انضم كثير منهم إلى صفوف الثورة ولم يهدد أمن الناس سوى بلطجية النظام الذين يستأجرونهم للتهريب.

عصر الشهداء..

قارنت الكاتبة ما حدث في ثورة يناير من قتل للشهداء بوحشية وقسوة وما فعله الرومان بالمصريين الذين كانوا قد اعتنقوا المسيحية، وكيف أنهم عذبوهم وقتلوهم لكي يتركوا دينهم الجديد، وكيف تزايد أعداد الشهداء والضحايا واستشهدت بحكاية أم قتل أبناءها الأربعة أمام عينيها ورغم ذلك لم تتنازل عن دينها هي وأبناءها، وكيف أن قسوة الرومان المحتلين والمغتصبين تشبه إلى حد بعيد النظام البائد الذي نكل بالمصريين طوال فترة حكم الرئيس الأسبق، الذي خلعه المصريين، وحين ثاروا عليه لم يدخر أية وسيلة وحشية لقتلهم وتعذيبهم لكن الشعب استطاع بمثابرته وصبره وإرادته إزاحة الطاغية.

حركة السبعينات..

ثم تستعيد الكاتبة أحداث حركة الطلاب في السبعينات، والتي اشتعلت نتيجة لتسويف السادات ورفضه استرداد الأرض ومحاربة إسرائيل، وكيف أن طلاب الجامعات كانوا الشرارة الأولى للحركة، ثم انضم إليهم بعد ذلك العمال وباقي أفراد الشعب، وحكت عن وقائع اعتصام الطلاب في قصر الزعفرانة الذي هو مبني جامعة عين شمس، وكيف استبسل الطلاب ذكورا وإناثا عدة أيام إلى أن تم القبض عليهم بالتحايل حين دخلت قوات الأمن من سرداب قديم كان الملك قد أمر بتأسيسه لكي يتسنى له الهروب حين حدوث تمرد شعبي.

الطبقية داخل السجن..

استمرت الكاتبة بالحكي عن ظروف اعتقال الطالبات التي كانت منهن، ودخولهن سجن القناطر بالمخالفة للقوانين، حيث أنهن كن معتقلات ولسن مجرمات محكوم عليهم بأحكام قضائية، ورغم ذلك تم احتجازهن في سجن القناطر، وكذلك زملائهم من الرجال كانوا قريبين منهم، ورصدت الكاتبة حركة التمرد في صفوف الطالبات والتي قوبلت بعنف ووحشية من قبل إدارة السجن، ثم الإضراب عن الطعام والذي نجح وجعل السلطة تستجيب لمطالبهم.

وأثناء حكيها عن نضال الطلاب داخل السجن أشارت إلى وجود فارق طبقي داخل السجن كما في أنحاء المؤسسات داخل الدولة، حيث أن السجينات الغنيات اللاتي يتاجرن بالمخدرات يتمتعن بكافة المزايا حتى أنهن يطبخن طعامهن بأنفسهن، وتتوفر لديهن السلع النادرة التي لا تتحصل عليها باقي السجينات مثل الشاي، في حين أن السجينات الفقيرات يعانين من الأمراض والفقر المدقع وسوء معاملة السجينات اللاتي يتقبلن الرشوة برحابة صدر.

الرواية تشير بشكل واضح إلى أن الشعب المصري شعب ثائر، مهما استكان لفترات من الزمن وخمدت حركته وظن الكثيرون أنه استسلم إلا أنه يثور في لحظات القهر الكبرى، بعد أن تختمر لحطة التمرد في وعيه الجمعي، وتؤكد على أن نضال الشعب المصري متواصل منذ أيام الدولة المصرية القديمة وحتى ثورة يناير التي تعتبر آخر حلقات النضال المصري.

الكاتبة..

نادية شكري، كاتبة مصرية، تنتمي لجيل السبعينات، انخرطت في الحركة الطلابية في السبعينات ولها مؤلفات ادبية عديدة منها (“رحلة القشاش (رواية) 1998– دموع الجيوكندة (رواية) 2005– رائحة الحناء (مجموعة قصصية) 2013 – بكائية الصعود إلى السماء (رواية) 2014”).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة