خاص: قراءة – سماح عادل
رواية “بعد حلول الظلام” للكاتبة الأمريكية “إيه جيه بانر” رواية بوليسية بصبغة إنسانية، حيث تهتم بالتشويق وعمل إثارة للقارئ ولكنها أيضا تحكي عن علاقات إنسانية متشابكة.
الشخصيات..
الرواية تعتمد على بطلة واحدة هي ماريسا وعلى شخصيات ثانوية تدور بينهما الأحداث وتتفاعل البطلة معهم. ناثان وابنته آنا، لورين وجنسن، هيدرا وزوجها كيث.
الراوي..
الراوي هو البطلة التي تحكي بضمير المتكلم، والتي تروي الأحداث بشكل متصاعد، والتي تحاول جذب انتباه القارئ لمناطق كثيرة، ثم تكشف له الحقائق في النهاية. وقد انشغلت البطلة بالحكي عن مشاعرها وأحاسيسها في الحاضر والماضي إلى جانب محاولتها في كشف غموض الواقع.
السرد..
الرواية محكمة البناء، تعتمد على التشويق بشكل أساسي، وعلى الغموض والتوقعات، ثم تنحل في النهاية وتنتهي نهاية سعيدة، وأثناء محاولة البحث عن القاتل تستدعي البطلة الماضي في ثنايا الرواية لتربط ما بين الماضي والحاضر وتحاول الكشف عن الألغاز.
قصة بوليسية..
دارت الرواية حول مقتل لورين صديقة البطلة التي كانت تحضر العشاء الذي جهزته البطلة لتعلن عن خطوبتها بناثان، وتظل البطلة تصف مشاعرها تجاه لورين ومحاولة لورين التغزل في خطيبها وتزيد من ذلك الوصف، ثم كقراء نفاجئ بجريمة قتل لورين في اليوم التالي وتحاول البطلة مستميتة كشف من القاتل رغم كراهيتها الواضحة للورين، وتزيد من غموض الأحداث محاولة لاقتحام منزل البطلة الذي تركته مؤقتا وعاشت مع ناثان في بيته، ومحاولة الاقتحام تلك لم تسفر سوى عن سرقة فستان كانت قد أعلنت البطلة يوم إعلان الخطوبة عن أنها ستجعله فستان زفافها وتتعقد الأحداث وتتشابك.
وتدور أصابع الشك لتشير إلى أكثر من شخصية، أولهم ناثان خطيب البطلة الذي استيقظت في الليل واكتشفت ذهابه، ثم تبدأ البطلة بنفسها البحث عن خيوط خاصة وأن آنا ابنة ناثان تضطرب وتفعل أشياء مريبة. وأثناء محاولة كشف القاتل تشير لنا البطلة من بعيد إلى سر اضطراب علاقتها بلورين، وسر كراهيتها لها وتكشف شيئا فشيا أنهما كانت صديقتا عمر منذ الطفولة وحتى أيام الجامعة، لكنها تتباطأ في كشف ما هو الخلاف الذي جعل الصديقتان تفترقان رغم أنها لمحت له كثيرا دون تفاصيل.
الشعور بعدم الأمان..
تشعر البطلة دوما بعدم الأمان من جانب خطيبها ناثان، تشك دوما في محبته وإخلاصه ودائما تقدم إيحاءات أنها تشك بوجود علاقة بينه وبين لورين الراحلة، ثم تبدأ في مراقبته لنكتشف أنها يقابل زوجة أخيه في أحد الفنادق لتنتقل أذهان القراء نحو هيدرا وعلاقتها بناثان، وتطيل الكاتبة في هذا الأمر ثم نكتشف أن زوج هيدرا يسيء معاملتها ويعنفها ويضربها ويهدد حياتها، وأن ناثان يحاول إنقاذها منه وتشجيعها على الابتعاد.
عودة إلى الماضي..
ثم تنتقل البطلة للحكي عن جنسن الذي كانت تحبه كثيرا أيام الجامعة، وكيف أن لورين أغوته، وأنها كانت توشك على قبول طلب الزواج منه حتي ذهبت مبكرا إلى الشقة التي تسكن فيها مع لورين لتفاجئ، بأنهما لورين وجنسن يمارسان العلاقة الحميمية. ولا تغفر البطلة لجنسن ذلك أبدا رغم محاولته للرجوع إليها وتعبيره عن حبه لها، لكن وفي ظل شعورها بالخيانة وعدم المسامحة تخبر لورين جنسن أنها حامل، ويختار جنسن أن يتزوج من لورين وتحدث القطيعة مع ماريسا. ليس هذا فقط وإنما تعيش ماريسا سنوات أسيرة لتلك العقدة، ولا تستطيع عمل علاقة حب حقيقية. ثم تصادف ناثان الذي كانت تعالج ابنته وتتشبث به كوسيلة لتعيش ما فاتها من عمر، لكن الشك والقلق يملئان قلبها وعقدتها القديمة تطل، خاصة عندما تقرر لورين أن تسكن بجوار منزل ناثان هي وزوجها وابنتها وعندما تحاول مغازلة ناثان يوم الخطوبة.
ثم تتكشف كل الأمور بعد تطويل مبالغ فيه من البطلة التي تحكي، والكاتبة التي تتعمد شبك الأحداث والتباطؤ في الحكي لنكتشف أن القاتلة هي طليقة ناثان التي كرهت أن يتزوج ناثان بامرأة أخرى، وأنها ظنت لورين هي ماريسا فدفعتها من على حافة جرف خطر، ثم دخلت شقة ماريسا وأخذت الفستان ومزقته، ولم تكتف بذلك بل حاولت قتل أحد الجيران الذي رأي حادث دفع لورين. وتنتهي الرواية بحل كل المشكلات، تخلص هيدرا من زوجها العنيف ولجوئها لمنزل يحمي المعنفات، وعودة ماريسا لناثان وحل عقدة طفلته الصغيرة التي رأت أمها وهي تقتل.
تتميز الرواية أنها زاوجت ما بين الحكي عن أمور إنسانية وما بين الغموض الإثارة والتشويق في قصة بوليسية.
الكاتبة:
إيه جيه بانر، وُلِدت بالهند، وعاشت معظم حياتها بأمريكا الجنوبية، وقد تلقت درجتها الجامعية من جامعة “كاليفورنيا”. نشأت على قراءة روايات “أجاثا كريستي” و”دافني دو مورييه” البوليسية، ويبدو أنها قد قررت الانضمام للقائمة. “الحريق” هي روايتها البوليسية الأولى، ظلت مُعتليَة قائمة أمازون للروايات الأكثر مبيعًا لأكثر من شهر كامل! تعيش “إيه جيه” في شمال غرب المحيط الهادئ مع زوجها وخمس قطط مُتبناة.
