خاص: قراءة- سماح عادل
رواية “الشاردة” للكاتبة المصرية “أمل زيادة” تحكي قصة رومانسية عن شاب وفتاة يلتقيان مصادفة، ثم تحدث بينهما مشاكسات كثيرة لتتحول حياتهما.
الراوي..
الرواية تعتمد على راوي عليم يحكي عن الشخصيات، ويركز الحكي على البطلين وتطور مشاعرهما والأحداث المتعلقة بتطور علاقة الحب بينهما.
السرد..
الرواية تقع في حوالي 293 صفحة من القطع المتوسط، ويعتمد الحكي على رسم شخصيات الأبطال وفهم دوافعهم ومشاعرهم وانفعالاتهم، حيث تركز الحكي على “رنا” البطلة و”وليد” البطل وجاءت الشخصيات الأخرى لتساعدهما مثل “بهاء” و”ندى”، وتنتهي الرواية نهاية سعيدة.
انجذاب المتنافرين..
تعتمد الرواية على قصة حب تنشأ نتيجة حدوث خلافات ومشاكل ومشاكسات بين الحبيبين، وهي موتيفة معروفة وشائعة في قصص الحب، حيث يتولد الحب من الاختلاف ومن تنافر الحبيبين في البداية، ثم تبدأ مشاعر الإعجاب والانجذاب التسرب إلى قلب الحبيبيين في غفلة منهما، ليجدا أنفسهما في النهاية قد انجذبا لبعضهما البعض.
“رنا” طيبية تشعر بالوحدة نتيجة موت والديها وموت حبيبها، فتشعر أنها لا تستطيع مواصلة الحياة في الأماكن التي عاشت فيها ذكرياتها مع أهلها وحبيبها وتقرر الهجرة، وتحاول باستماتة فعل ذلك، لكن المصادفة تضع في طريقها الطبيب “وليد”، والذي يكون مشاكسا وغاضبا دوما ويستفزها في كثير من الأحيان، لكنه يتحول إلى صديق قريب ويهتم بها وبحياتها ويكون دعما كبيرا لها عندما تتعرض لحادث مفاجئ.
من جانبه “وليد” شاب لا يحب الاستقرار أو الزواج ولا يفكر في أن يحب فتاة واحدة، وإنما يتعامل مع الفتيات كوسيلة لتمضية وقت جميل. لكن تحدث له تحولات حينما يرى “رنا”، وتبدأ التحولات تربكه ويشعر أنه أخيرا قد وجد الحب الذي لم يكن يؤمن به بل ويسخر منه. هذه التحولات تثبت قوة الحب السحرية وقدرته على إحداث تغييرات كبيرة في نفوس من تطالهم عصاته السحرية.
و”رنا” من الناحية الأخرى وبعد أن أغلقت قلبها تماما وفقدت الإيمان بالحب، نتيجة لفقدها الصعب، تقاوم أكثر من “وليد” وتتأخر في شعورها بلمسة الحب التي لمست قلبها، بل وتظل لا تفهم أنه يتقرب إليها نتيجة لانجذابه نحوها، ولا تفهم كل مساعيه للاقتراب. لكن حين يبوح لها بحبه تتحول طريقتها في التعامل معه من عناد وندية ومشاكسة إلى اهتمام واستجابة وتوافق.
لكنها مع ذلك تظل تقاوم حتى قرب نهاية الرواية، حتى تهم بالصعود إلى الطائرة لتهاجر، لكن خطاب منه يعيد لها صوابها ويشعرها بمدى أهمية “وليد” في حياتها وكونه الحبيب الذي انتظره قلبها طويلا.
طيبة..
رغم أن الرواية تركز بشكل كبير على قصة الحب التي تنشأ وتنمو وتطور، إلا أنها قدمت شخصية “رنا” كشخصية الفتاة الطيبة التي تعطف على الفقراء، وعلى الشباب الذين تدفعهم الظروف القاسية للحياة إلى ارتكاب الجرائم والى الانحراف عن طريق الصواب. فهي تسامح شابين سعيا لسرقتها وإيذائها بل قدمت لهما فرص عمل ولم تعاقبهما على فعلتهما، مما يعني أن الرواية تقدم نماذج جيدة للتعامل الطيب مع الناس وترسخ قيم المحبة والسلام.
وقد اعتمدت الرواية على لغة عذبة وتصوير عميق للشخصيات وعلى إرساء بعض القيم الايجابية والخيرة.
لكن لابد هنا وأن نطرح تساؤل، هل أصبحت الروايات الرومانسية رائجة لفئة معينة من الشباب في مصر، وهذه الفئة من القراء تسعى إلى نوع الروايات الرومانسية ويشكلون جمهورها مما دفع إلى انتشار ذلك النوع من الروايات وإقبال دور النشر عليها؟.
الكاتبة..
“أمل زيادة” حاصلة على ليسانس حقوق جامعة عين شمس، تعمل صحفية حرة بجريدة السياسة الكويتية، وجريدة الأهرام ومجلة الثقافة الجديدة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وهي عضو عامل بإتحاد الكتاب.
رواياتها..
روايات تنوعت ما بين الرومانسي والخيال العلمي والدرامي والاجتماعي الروايات: (صهر الحديد، الكهف، جبل الأساطير، في الخاطر، دماء في الغربة، الشاردة).
فازت الكاتبة بعدة جوائز في مسابقات محلية شاركت فيها بقصص قصيرة، فازت رواية “جبل الأساطير” بجائزة “نهاد شريف” لأدب الخيال العلمي، وقد ناقش صالون “نهاد شريف” لأدب الخيال العلمي رواية الكهف وقدم دراسة نقدية أذيعت في إذاعة صوت العرب.