26 ديسمبر، 2024 7:50 م

“باولو كويلو” .. الساحر الذي يؤمن بقوة روحه

“باولو كويلو” .. الساحر الذي يؤمن بقوة روحه

كتبت – سماح عادل :

ولد الكاتب البرازيلي الشهير “باولو كويلو” في “ريو دي جانيرو” 24 آب/أغسطس 1947، عمل في الإخراج المسرحي والتمثيل، كما عمل كمؤلف غنائي، وصحافي.. وكتب كلمات الأغاني للعديد من المغنيين البرازيليين فيما يزيد عن الستين أغنية.. ثم بدأ في كتابة الروايات، في سن متأخرة نسيباً، روايته “الخيميائي” هي الأشهر.. ترجمت إلى 80 لغة، وبيع منها 150 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم.

نشر أول كتبه عام 1982، بعنوان “أرشيف الجحيم”، ولم ينجح، ثم في عام 1986 قام “كويلو” بالحج سيراً لمقام “القديس غايمس” في “كومبوستيلا”، وقام بتوثيق تلك الرحلة في كتابه “الحج”، ونشر في العام التالي رواية “الخيميائي”، وقد كان الناشر متردد في نشرها، ولكنها أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعاً.

أعتبر “كويلو” أعلى الكتاب مبيعاً بروايته “إحدى عشر دقيقة”، حتى قبل وصولها إلى أميركا أو اليابان و10 بلدان أخرى، واحتلت روايته “الزهير” المركز الثالث في توزيع الكتب عالمياً، بعد روايتي “دان براون”، “شيفرة دافينشي” و”ملائكة وشياطين”.. سنتوقف عند بعض رواياته..

رواية “إحدى عشر دقيقة”..

تحكي عن فتاة برازيلية فقيرة اضطرتها الظروف إلى العمل في مجال البغاء، حيث تعرضت لخديعة من أحد الرجال وتم احتجازها في سويسرا، ونجحت في أن تهرب منه وتعمل بمفردها.. تتناول الرواية عالم البغاء من خلال “ماريا”، التي أجبرت على الدخول في هذا المجال وتعاملت معه على أنه مهنة مؤقتة، ستجمع منها الأموال لتعيش حياة مستقرة فيما بعد، وبدأت تكتب يومياتها وانطباعاتها.. يكشف “كويلو” عن قسوة هذا العالم الذي تُضطر فيه بعض النساء إلى بيع جسدها لكي تعيش، لأن هناك رجال يتكالبون على سوق البغاء لكي يحققوا لذة وقتية.. تعتمد الرواية على قصة حقيقية لفتاة قابلت “كويلو”، وبعدها بدأ في جمع المعلومات عن البغاء وكتب روايته، تنتهي حكاية “ماريا” بقصة حب مع رسام، يستطيع أن يتواصل معها روحياً، وتكمل معه باقي حياتها.. سعى “كويلو”، كما قال في نهاية روايته، إلى أن يكتشف لما تحول الجنس من طقوس مقدسة في بداية حياة الإنسان إلى فعل مدنس في الوقت الحالي ؟!

رواية “بريدا”.. 

تحكي عن فتاة تدعى “بريدا”، شغوفة بالسحر، تقرأ عنه كتباً كثيرة لكنها لا تستطيع تطوير مهاراتها إلى حين ان تتعرف على ساحرة كبيرة “ويكا” لتعرفها على طقوس السحر.. ونتعرف نحن القراء على جو غريب يملئنا شغفاً، عن عالم السحر وطقوسه.. ثم تلتقي “بريدا” بساحر آخر تتبين أنه توأم روحها، “كويلو” ممتلئ بعالم الروحانيات، يؤمن بالسحر، وبتناسخ الأرواح، ويظهر ذلك في أحداث الرواية، كما يؤمن بأن لروح كل منا شق آخر تلتقي به إذا تحسن حظها.. لكن السحر أيضاً لدى “كويلو” يأتي بعد قدرة على مجاهدة النفس وتحدي الصعاب.

رواية “ألِف”..

تحكي رواية “ألِف” عن رحلة لكويلو في قطار لمدة ١٥ يومًا في روسيا، يقابل فيها فتاة تركية تدعى “هلال”، ويكتشف أن روحيهما تلاقت من قبل في عصور سابقة، وحين يعرف متى تقابلا تطمئن روحه، كما تجد هي السلام الداخلي في وجوده.. يقول “كويلو” أنها قصة حقيقية حدثت له، ويؤكد على حبه لزوجته التي عاشت معه طويلاً رغم أنه قد يجد أرواحاً تتلاقى وروحه في طريق الحياة.

رواية “فيرونيكا تقرر أن تموت”..

عن فتاة تدعى “فيرونيكا” تحاول الانتحار، وتدخل مستشفى الأمراض العقلية.. يحكي فيها عن خبرته هو حين دخل في حياته الحقيقية هذه المستشفى، لأن والداه ظنا أنه مريض بسبب اختلافه، ويقوم أحد الأطباء بحيلة بعد أن يتم إنقاذ حياة البطلة، يوهمها أنها ستموت بعد أيام لتتحول من كارهة للحياة إلى محبة لها.. ويحكي لنا “كويلو” عن “زيدكا”، التي تعاني من الاكتئاب، و”ماري” المحامية الناجحة التي تعاني من الخوف المرضي، و”إدوارد” الذي يعاني من الفصام، والذي يقع في حب “فيرونيكا”.. ليقول أن الحياة عندما تفهمها جيداً تستطيع أن تعيش فيها.

رواية “الشيطان والآنسة بريم”..

يحكي “كويليو” عن الصراع الأزلي بين الخير والشر في نفس الإنسان.. هل الإنسان بطبيعته يسعى للشر أم للخير، من خلال إغواء أحد الغرباء لفتاة تعمل نادلة في قرية فقيرة بأن يعطيها ذهباً إذا ساهمت مع أفراد القرية في عمل جريمة قتل، رغم أن القرية متحابة فيما بينها إلا أن إغواء الذهب يغريهم ويقررون قتل سيدة عجوز وحيدة، لكنها تُنقذ في اللحظة الأخيرة.. يطرح “كويلو” أسئلة نعرفها جميعاً، لكننا لا نعرف الإجابات بنفس سهولة معرفة الأسئلة.

رواية “الزانية”..

اختارت الدار العربية التي تترجم لكويلو أن تطلق هذا الاسم على الرواية، كما عاب عليه بعض الكتاب العرب أنه صور البطلة التي ارتكبت جرم خيانة زوجها في صورة امرأة حكيمة تغوص في أعماق نفسها وتستنبط الحكمة من الحياة ومن معرفة الذات.. لكن “كويلو” يهتم بأمور الروح والذات، وتعرف الإنسان على قوته الداخلية ونوازعه، لم تشغله الخطيئة بمعناها الذكوري، بقدر ما شغله أن يحيد الإنسان عن حياته، يذهب بعيداً عن ما خطط لها، ثم يعود بعد إفاقة ويكتشف أن لحياته معنى لكنه كان قد توقف عن الشعور به.

كان كويلو في بداية حياته بوهيمياً، ثم انجذب لوقت إلى النظرية الماركسية، لكنه وجد نفسه في تعلم السحر، والغوص في عوالم الروح، يتقبل كل الشعوب والأعراق، ويؤمن بالمبادئ الإنسانية العامة، ويؤمن أن قوة الإنسان في داخله لكن عليه أن يكتشفها بنفسه بعد مجاهدة وصبر، كما يعطي للمرأة قدرها، وأشار في أكثر من رواية إلى أن المرأة كانت تُعبد في سالف الأزمان، وأن المرأة هي من ابتدأت السحر ومعرفة كنه الحياة والعالم وأسرار الطبيعة ثم سلبها الذكر ذلك.

أعماله:

  • 1982 أرشيف الجحيم
  • 1986 الدليل العملي للخفشنة
  • 1987 الحاج
  • 1988 الخيميائي
  • 1990 بريدا
  • 1991 الهدية العليا
  • 1992 فالكيريس
  • 1994 على نهر بيدرا جلست وبكيت
  • 1996 الجبل الخامس
  • 1997 رسائل حب من رسول
  • 1997 دليل محاربي الضوء
  • 1998 فيرونيكا تقرر أن تموت
  • 2000 الشيطان والآنسة بريم
  • 2001 حكايات للأبناء والآباء والأجداد
  • 2003 إحدى عشرة دقيقة
  • 2005 الزهير
  • 2006 كالنهر الجاري
  • 2006 ساحرة بورتوبيللو
  • 2008 الفائز يبقى وحيداً
  • 2009 الحب
  • 2010 ألف
  • 2011 الخرافات
  • 2012 مخطوطة وجدت في عكرا
  • 2014 الزانية
  • 2016 الجاسوس

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة