كتب – هاني رياض :
لم تكن “هيباتيا” الفيلسوفة والعالمة الجامعية السكندرية “350 – 370 تقريبًا – 415م” أول معلمة فى الحضارة المصرية الممتدة من 3200 ق. م.. ولم تكن مدرسة ومكتبة الإسكندرية في نهاية العصر المتأخر، وبداية العصر البطلمي، والتي كانت منارة للعلم وللعلماء في جميع العالم ليس للمصريين فقط، بل وفلاسفة ومؤرخين وعلماء اليونان الذين تتلمذوا على يد العلماء والفلاسفة المصريين، وتعلموا من علومها وارتقت حواسهم من آدابها وفنونها، أول المدارس أو المكتبات المصرية.. فقد اكتشف المصري القديم قيمة التعليم كمقياس لحضارته العظيمة التي تعتبر عن حق حضارة الكتابة كما وصفها العلماء، ومؤشراً لرقيه وتقدمه فى الحياة بين الأمم والحضارات، فأنشأ المدارس المختلفة، والمكتبات العامة، ووضع المناهج التعليمية، وطرق التعليم، وصنع أدوات الكتابة.
مكانة التعليم عند المصري القديم..
لم يكن الحافز المادي فقط هو الهدف الوحيد من التعليم عند المصري القديم.. بل أعتقد أن التعلم يساعد على أن يسموا الإنسان معنوياً وروحياً ومادياً، وأن الهدف من التعليم أسمى من أن يكون مادياً كما يقول “د. رمضان عبده” في كتابه “حضارة مصرالقديمة ج 1″، فكان له هدف روحي وهو “بلوغ السعادة فى الدنيا، فالعلم ضرورة ملحة لفهم الديانة المصرية وتعاليمها حتى يحقق الإنسان السعادة فى الدنيا”.
ونظراً لأهمية العلم والكتابة، فقد اتخذ لها معبودين هما “تحوتي”، وكان يرمز له برمزين الأول هو طائر المنجل نظراً لإستقامة خطوط جسمه، ووقفته الثابتة، والذي يسير بثقة ووقار وهدوء، ويبحث عن ديدان الأرض بمنقاره أثناء الحرث ليخلصها من الشوائب مثل الباحث في باطن المعرفة، حتى يصل للمعرفة الخالصة التي لا تشوبها شائبة، والرمز الثانى هو قرد “البابون” الذي يمتاز بالذكاء والفطنة، فهو يرمز إلى التأمل والفهم السريع.
والمعبود الثاني هو “سشات” معبودة الكتابة والتسطير، وكان لقب كاتب من أحب الألقاب إلى نفوس المصريين القدماء، وكان من احب قطع الأثاث الجنائزي التى يرغب الكاتب أن توضع معه فى المقبرة، هي لوحة الكتابة والمحبرة والأقلام.
عن مكانة التعليم جاء في إحدى البرديات التي كتبها المدرس لتلاميذه وفيها: “إنّ كاتبًا واحدً الأعز قيمة من بيت الباني، ومن مقصورة فى الغرب (الحياة الأخرى)، وأجمل من قصر مُشيّد، ومن نصب تذكاري فى معبد”، وفى بردية أخرى كتب: “إنّ الكتابة أعز من قبر فى الغرب وألذ من إمتاع النفس”. وتدلنا تعاليم “خيتي دواوف” لابنه “بيبي” من عام 1300 ق. م: “لا شئ يعلو على الكتب، الإنسان الذي يسير وراء غيره لا يُصيب نجاحًا، ليتني أجعلك تحب الكتب، لا توجد مهنة من غير رئيس لها إلا مهنة الكاتب هو رئيس نفسه، إنّ يومًا تقضيه في المدرسة يعود عليك بالنفع”، وقال أيضاً: “أحبب الكتب مثل حبك لأمك فليس في الحياة ما هو أغلى منها”.
ومن دلائل قيمة ومكانة التعليم عند المصري القديم، أنه أطلق على المدرس أو المعلم ألقاب كثيرة أشهرها لقب “سباو” أي النجم، أو الهادي، أو المرشد، أو المعلم، في حين أن التلميذ أو الطالب للعلم لقب بألقاب منها “نزز” أو “غرد”. وكتبتْ العالمة مرغريت مري: “كان تعليم الأطفال أمرًا بالغ الأهمية، ويظهر أنهم كانوا يُرسلون إلى مدرسة داخلية فى سن الرابعة، وكانت هناك كتب كثيرة أخلاقية تـُكتب للصغار مليئة بالحِكم كتلك النصيحة التى توجّه للطفل ليحب أمه”.
دونت إحدى البرديات الملاحظات التي كتبها المعلم للتلميذ جاء بها: “لقد بلغني أنك أهملتَ دراستك، وأنك تتسكع فى الطريق إنّ مثلك مثل المجداف المحطم، أنظر إليَ عندما كنتُ صبيًا مثلك لقد مكثتُ في المعبد ثلاثة شهور لا أخرج منه، وعندما خرجتُ تفوقتُ على زملائي في العلم فافعل ما قلت لك”.
أهداف التعليم:
أولاً: تربوياً وعلمياً وعملياً..
حيث قد جاء في إحدى الكراسات: “لا تضع وقتك في التمني، وإلا ساءت عاقبتك. اقرأ بفمك الكتاب الذي بيدك؛ وخذ النصيحة ممن هو أعلم منك”. يقول الكاتب “آمن – مس” لتلاميذه: “اكتب بيديك وناقش منه وأعلم منك ولا تنس أن المناقشة تدفع إلى التقدم، لا تهمل الكتابة، اجعل قلبك ينصت إلى أحاديثي فستجدها نافعة لك”.
شمل التعليم أهداف أخلاقية وتربوية للأطفال، حيث جاء في لوحة محفوظة بمتحف “تورين” بإيطاليا تقول: “احذر أنْ تسلب فقيرًا، أو تكون شجاعًا أمام رجل مهيض الجناح، ولا تمد يدك لتمس إنسانـًا بسوء، كنْ متلطفـًا مع الضعيف والمسن، كنْ رحيمًا مع المذنب الذي تنتابه المصائب، فكر قبل الكلام، لا تسخر من الكبير فى العمر، لا تشتبك فى جدال مع الأحمق، راقب من يكون ظالمًا للضعيف، لا تعتدى على حرث آخر، إنّ الثروة لو أتتْ عن طريق السرقة فإنها لا تمكث معك سواد الليل، إحفظ لسانك من الألفاظ الشائنة، لا تفصل قلبك عن لسانك، لا تتلاعب بالميزان، لا تقبل هدية من رجل قوي فتظلم الضعيف من أجله، لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم، لا تمنع إنسانـًا من عبور النهر عندما يكون في قاربك مكان”.
ثانياً: بلوغ السعادة في الدنيا والآخرة..
كان التعليم في مصر القديمة يمثل مصدر للسعادة في الدنيا.. حيث يقول أحد الحكماء لتلميذه: “أعلم ان مهنة الكتابة هي تجلب السعادة من ميراث الدنيا”. يوصي أحد المعلمين تلميذه: “اترك المصائد، وأكتب بالنهار، وأقرأ بالليل وآخي القرطاس والدواة، فإن في ذلك نشوة ألذ من نشوة الشراب”.
ثالثاً: الحفاظ على تراث الأجداد..
يهدف التعليم إلى حفظ تراث الأولين من أجدادنا الملوك والحكماء العظماء.. يقول الملك “امن محات” في نصائحه لابنه “مري كارع”: “اسلك سبيل آبائك وأسلافك، فإن أقوالهم مسطرة وباقية في الصحف اي “البردى” فانشرها بين يديك، وأقرأ، وأنشد الحكمة فيها”.
رابعاً: الحصول على المزايا المادية..
للتعليم في مصر القديمة قيمة ومزايا مادية كبيرة مازالت متوارثة حتى الآن.. منها الحق فى التوظيف والتعيين في الوظائف الحكومية، وهذه الفرصة كان يعلمها المدرسين لتلاميذهم لتحفيزهم على التعليم. أحد النصوص المحفوظة لتعاليم المدرس لتلميذه تقول: “سطر بيدك، واتل بفمك، وأفعل ما أمرك به، حتى لا يضيق صدري بتعليمك، ولسوف تجد في ثمرات التعليم ما هو أغنى من حياة موفرة بالطعام والشراب، تفوق على زملائك حتى يمكن تعيينك، أقبل على الدرس، وأهجر الرقص لتصبح موظفاً يقظاً”.
ويصف الحكيم “خيتي” الذي عاش في عصر الدولة الوسطى حوالي 2000 ق. م، وهو يصاحب ابنه “بيبي” للذهاب إلى المدرسة، فضل التعليم، ومكانة المتعلم، وهو ينصح ابنه معدداً مزايا مهنة الكاتب، إذ يقول: “أما الكاتب في أي وظيفة في العاصمة، فهو لا يعاني الفاقة في ذلك، عندما تستوفى العطاءات، فلا توجد وظيفة تفوق الكاتب، سأجعلك تحب الكتب أكثر من أي شئ، وأنا سأضع محاسنها أمامك، فوظيفة الكاتب تفوق أي منصب، ولا يوجد شئ مثلها على الأرض، فأنت قوي منذ بدأت التعلم في طفولتك، وهو ما يفضي إلى الاحترام”.
نصيب الفتاة من التعليم..
أظهرت بعض النصوص والوثائق أن الفتيات كن يعرفن القراءة والكتابة، وبعض النسوة نلن قسطاً من التعليم، مما سمح لهن المشاركة فى الحياة الإجتماعية في مصر القديمة، وكان في الأغلب تعليم الفتيات يتم من خلال المنازل، ولكن كان تعليماً لأميرات إلزامياً، وكان التعليم يساهم في ترقيتهن لأعلى المناصب مثل وظيفة المحاسبة في القصر الملكي، والمديرة، ورئيسة الخزانة، ومراقبة المخازن الملكية، والمشرفة على غرفة الطعام، والمشرفة على الملابس، ومديرة قطاع الأقمشة، ومديرة الكهنة الجنائزيين، ومديرة النائحات، والمسؤولة عن الضياع الجنائزية، والمشرفة على الأجنحة السكنية الملكية، ومديرة الخزانة والمسؤولة عن جميع أملاك سيدها، ومديرة الأختام.
كما تدلنا الألقاب التي اكتسبتها بعض السيدات في مصر القديمة على توفر التعليم للفتيات، مثل لقب “القاضية والوزيرة، والطبيبة”. ففي عصر الأسرة السادسة عام 2332 ق. م، لقبت السيدة “بنت” بلقب القاضية، وهناك الطبيبة “بسشن” من الأسرة الرابعة 2575 ق. م، ويعتبر لقب “الكاتبة” من أهم الألقاب في المناصب الحكومية، وقد حصلت عليه السيدة “ثات”، وكانت وكيلة أملاك الحاكم “خنو محتب الثاني” ببني حسن من عصر الأسرة الثانية عشر حوالي 1950 ق. م.
مراحل التعليم..
لم يضع المصريون القدماء فواصل جامدة بين مراحل التعليم المختلفة كما هو الحال الآن.. وإنما كانت تدريجياً حسب ظروف وميول كل تلميذ، ولكن كان هناك ثلاث مراحل عمرية تقريبية للدراسة، مدة كل مرحلة خمس سنوات، المرحلة الأولى من سن 4 – 10 أعوام وتمثل مرحلة “التعليم العام”، أما المرحلة الثانية كانت من 10 – 15 عاماً “مرحلة النسخ”، والمرحلة الثالثة تمثل مرحلة التعليم العالى، وهي مرحلة متقدمة دراسياً للطلاب المتخصصين، تشبه التعليم الجامعي اليوم، فقد تعلم بها العلماء والفلاسفة اليونانيين أمثال أفلاطون 13 سنة، وفيثاغورث 23 سنة.
أنواع المدارس:
قد اقتصر التعليم في البداية على تعليم الصغار في القصور الملكية، وبيوت النبلاء، وبعض مكاتب الإدارات، وكان التعليم يقتصر على معرفة مبادئ اللغة والحساب والمعلومات العامة، ثم بدأ في إعداد أماكن خاصة لتعليم الأطفال ملحقة بالمعابد، ومع التطور تم الاهتمام بدراسة العلوم المختلفة مثل الجغرافيا والتاريخ، والفلك، والفنون المختلفة مثل الموسيقى والرسم، والنحت، إلى جانب تعلم اللغة والحساب، أما العامة من الفقراء كان التعليم بالنسبة لهم في حجرات بسيطة تشبه “الكُتَاب” في القرى اليوم، والأماكن البعيدة عن المدن، ثم توسع المصري القديم في إنشاء المدارس المختلفة والمتعددة، وظهرت ثمانية أنواع من المدارس، نستطيع أن نوجزها من كتابات المتخصصين أمثال “د. أحمد بدوي”، “د. جمال مختار”، وهي:
1- مدارس “عت سبا” أي قاعة الدرس أو المدارس التقليدية، وكانت في العواصم والمدن، وكانت أحياناً داخل المعابد وملحقاتها وأحياناً أخرى تكون فى مباني مستقلة، مدرسة حول معبد “الرمسيوم”، وأخرى بدير المدينة بجبّانة طيبة، وكانت “عت سبا” المدرسة في دير المدينة، وهي قرية العمال والفنانين في طيبة الغربية والتي تعود لعصر الدولة الحديثة، من أشهر المدارس والتي كان يدرس فيها التلاميذ الكتابة والقراءة، وكان يلحق بها تلاميذ من فئات مختلفة من الشعب وكانوا يلتحقون بها في سن مبكرة ما بين خمس وعشر سنوات.
2- مدارس تجمع ما بين الدراسة النظرية والتطبيقية في الوظائف العامة، وكانت داخل الدواوين الحكومية وإدارات الجيش والمعابد، وكان على الطالب ان يعرف أسماء المناصب الإدارية والألقاب، والصيغ المستعملة في البلاط الملكي، والإدارت الحكومية، ووحدات الجيش، وإدارات المعابد.
3- مدارس “بر – عنخ”، وتعني بيت الحياة، وكانت ملحقة بالمعابد الكبرى مثل معبد “منف”، وأبيدوس، والعمارنة، وأخميم، وقفط، وطيبة، واسنا، وادفو، وغيرها، وهي معاهد علمية لإجتماعات أهل العلم، والأطباء، والطلاب لتبادل الآراء، وكان المتخرج منها يحصل على منصب مرموق، وكان يشرف عليها مجموعة من العلماء والكهنة، وكان يلحق بها مدارس لدراسة الطب والعلوم المختلفة.
4- مدارس ملحقة بالقصر الملكي، وهي مدارس خاصة لتربية ونشأة الأمراء الصغار وأبناء رجال الدولة الذين يتعلمون القراءة والكتابة والثقافة العامة، وآداب وتقاليد البلاط الملكي لتأهيلهم ليصبحوا وزراء، أو حكام أقاليم، أو قيادات في الجيش.
5 – المدارس الدينية، وهي مدارس توجد داخل العواصم، والمدن الكبرى لتعليم الكهنة كل شؤون العبادة والطقوس وخدمة المعابد.
6 – المدارس الفنية لتعليم الرسم، والنقش، والنحت، والموسيقى، والرقص.
7 – مدارس التربية العسكرية لتعليم الشباب فنون القتال والرياضة العسكرية.
8 – مدارس الطب وهي ملحقة بالمعابد لتدريس الطب.
وإلى جانب هذه المكتبات كان يوجد مكتبات عامة أيضا كما يقول “د. أنور شكري”، في كتابه “العمارة فى مصر القديمة”، وتكون تابعة للدواوين الحكومية، والإدارات العامة، بالإضافة إلى مكتبات القصور الملكية، وهناك دور للوثائق مثل “الأرشيف”، وكان ملحق بالمعابد لحفظ البرديات والمراسلات الأجنبية، وكان يطلق عليها “قاعة المخطوطات”.
المناهج التعليمية..
كانت المناهج التعليمية عبارة عن دروس تعليمية مختلفة كتبها المعلمون والتلاميذ على كسر الفخار وشطفات الحجر الجيرى “الاوستراكا”، والألواح الخشبية. وكانت تكتب بالخط الهيروغليفي، أو الديموطيقي، أو القبطي، واختلفت المناهج التعليمية تبعاً للمرحلة التعليمية، ففي المرحلة الأولى يتعلم التلميذ اللغة، وقواعدها، وطرق كتابتها، ثم مرحلة لاحقة يقوم التلميذ بنسخ الكتب للتدريب على الكتابة، وتعلم مقتطفات من الأدب القديم وقصصه وتعاليمه، وكان على التلميذ تعلم بعض المعلومات الجغرافية مثل أسماء الظواهر الطبيعية كالفيضان والأعاصير، والرياح، والتاريخية مثل قصص الأبطال التاريخيين ومعاركهم، وكفاحهم ضد أعداء مصر، وهناك أيضاً مناهج التعاليم الدينية كالقصص الدينية وأسماء المعبودات، والمذاهب الدينية الرئيسية، وأسماء الرموز الدينية، والتربية “الخلقية” وهي نصائح وتعاليم حكم موروثة للآباء والمعلمين والحكماء، وأيضاً كان التلميذ يدرس الرسم والتلوين، ومناهج خاصة للتربية البدنية التي تعلم الطفل فنون الرياضة البسيطة لتربية بدنه بطريقة سليمة، وبعض العلوم مثل الرياضيات كتعليم وحدات الطول، والمساحات، والمكاييل، والموازين، والجمع، والطرح، والقسمة، والضرب، وغيرها من العمليات الحسابية والرياضية، والفلك مثل أسماء الكواكب والنجوم، والأبراج السماوية.
من أهم المواد المقررة التي وصلت لنا هي تعاليم “خيتي دواوف” لابنه “بيبي” وانتشرت في مدارس الأسرة 19 (130ق. م) وكانت مكتوبة على الاستراكا “الشقافات” ووُجدتْ كاملة فى بردتىْ “ساليه” و”أنسطاسي” في المتحف البريطاني، وكانت تعاليم الحكماء بمثابة كتب المطالعة، وتم العثور على لوحة محفوظة بمتحف “تورين” من الخشب وكان التلاميذ يتعلمون منها، وكان هناك مناهج متخصصة لمرحلة التعليم العالي تهتم بتدريس حِكم الحكماء مثل نصائح الحكيم “آنى” وغيره من الحكماء.
طريقة التعليم..
دلت الاكتشافات الأثرية في مقبرة “توت عنخ آمون “، واكتشافات الدولة الحديثة المحفوظة في متحف “برلين”، على طرق التعليم وأدوات الكتابة في مصر القديمة. كان المعلم يقوم بتلقين وإملاء التلاميذ بعض النصوص، ويقوم التلميذ بتدوينها في الكراسات، وتدون بالمداد الأسود غالباً، ويقوم المعلم بإصلاح أخطاء التلاميذ في الهوامش الموجودة بالكراسة، ويتم التصحيح بالمداد الأحمر.
أما عن “أدوات الكتابة” فقد صنع المصري القديم العديد من أدوات الكتابة لتساعده على التعلم، من هذه الأدوات أوراق البردي التي صنعها من سيقان نبات البردي، واستخدم أيضاً رقائق الحجر الجيري، أو قطع الفخار المكسور التي تسمى “أوستراكا”، وهناك أيضاً الألواح الخشبية، التي كان بالإمكان مسحها وتنظيفها لإعادة استخدامها، وكذلك النصوص الأدبية، واستخدم أقلام البوص ذات النهايات المشقوقة لتعطي خطاً أدق وأرفع، وهناك أيضاً الدواة والمقلمة، وكان المداد يحتوي على حفرتين الأولى للحبر الاحمر، ويستعمل في كتابة العناوين، والثانية للحبرالأسود ويستعمل في كتابة العادية، وبها صندوق مستطيل لحفظ الأقلام، ويحصل الطالب في نهاية فترة تعليمه على شهادة محررة من المدرسين الذين قاموا بتعليمه، في وثيقة من القرن 15 ق. م، تدل على أن ضابط قد حصل على شهادة تعليمية على غرار منح الأوسمة والنياشين أو توصية إلى كبار المسؤولين في الدولة من معلمه انه التلميذ قد اجتاز مرحلة تعليمه.