8 مارس، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

عبقري السينما المصرية “توغو مزراحي” .. المتهم الدائم بإسرائيل رغم عدم صهيونيته

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – سماح عادل :

توغو مزراحي (1901 – 1986) من الجالية الإيطالية التي عاشت في مصر.. ولد في الإسكندرية، وحصل على دبلوم التجارة الفرنسية، وأرسلته أسرته الغنية لإكمال دراسته في إيطاليا عام 1921، لكنه ذهب إلى فرنسا واشتعل شغفه بالسينما هناك.. تعرف وقتها على آلة تصوير سينمائي 53 مللي، وتعلم آليات التصوير السينمائي وقام بتصوير بعض الأفلام القصيرة عن معالم باريس وروما والبندقية.

“الكوكايين”.. كان البداية..

توغو مزراحي

عاد للإسكندرية عام 1928 مقرراً أن يواصل عمله السينمائي.. وفى 1930 عرض أول أفلامه “الهاوية” الصامت بدار سينما “بلفي”، بالإسكندرية، وبعد ثلاثة أشهر عرض في القاهرة باسم آخر “الكوكايين” حيث قام مزراحي بإنتاج وإخراج وكتابة السيناريو والحوار وعمل المونتاج لهذا الفيلم وتصميم الديكور، وقام بتمثيله ممثلون بأسماء مستعارة مثل “عبد الله ثابت” و”فاطمة ثابت” و”فاطمة حسن مشرقي”.

في 1932 قدم فيلم “5001” وقامت ببطولته “دولت رمزي”، وفى 1933 قدم فيلمه الناطق الأول “أولاد مصر” من تمثيله، حيث اختار لنفسه اسم “أحمد المشرقي” مع “حنان رفعت” وشقيقه الذي اختار لنفسه اسم “عبد العزيز المشرقي”.

خلال 1934 قدم أول فيلم كوميدي “المندوبان” وقام بتمثيله أشهر ثنائي كوميدي في المسرح المصري، في ذلك الوقت، “فوزي الجزايرلي” في دور “المعلم بحبح” و”إحسان الجزايرلي” زوجته “أم أحمد”، ونجح الفيلم، واستمر “مزراحي” مع الثنائي الكوميدي فعملا في  فيلم “الدكتور فرحات” عام 1935، وشاركهما مزراحي بالتمثيل فيه.

صاحب سلسلة أفلام “شالوم”..

اما فى عام 1935 قدم فيلمين، الأول “شالوم الترجمان” بطولة “شالوم”، وهو ممثل مصري يهودي ولد عام 1900 وتوفي في روما عام 1948، اكتشفه مزراحي وكان أول ممثل كوميدي في تاريخ السينما المصرية تقدم الأفلام باسمه الحقيقي، وجاء بعده “إسماعيل يس” ليكرر نفس التجربة، مثلت في الفيلم “بهيجة المهدي”، ممثلة يهودية واسمها الحقيقي “هنريت كوهين” و”عبده محرم”.. والفيلم الثاني كان باسم “البحار” بطولة فوزي وإحسان الجزايرلي وقام “مزراحي” في الفيلم بدور “حميدو” ابن البلد.

وفى 1936 قدم فيلمين أيضاً مع “على الكسار” الأول “مئة ألف جنيه” والثانى “خفير الدرك”، وشاركته البطولة في الفيلمان “زوزو لبيب”.. واصل مزراحي تعاونه مع الممثل الكوميدي “علي الكسار”، وأخرج له تسعة أفلام وهما “الساعة سبعة” عام 1937، وفيلم “التيليغراف” عام 1938، و”عثمان وعلي” عام 1939، و”ألف ليلة وليلة” عام 1941، و”علي بابا والأربعين حرامي” عام 1942، و”نور الدين والبحارة الثلاثة” عام 1944.. وقد استلهمت آخر ثلاثة أفلام من التراث العربي بنكهة مصرية، و أضاف إليها الكسار حسه الكوميدي معتمداً على شخصية سيئة الحظ.

وعندما حل عام 1937 قدم فيلم “العز بهدلة” بطولة زوزو لبيب وأحمد الحداد وشالوم، وفيلم “الساعة سبعة” بطولة على الكسار وبهيجة المهدي، وفيلم “عز الطلب” و”شالوم الرياضي”.

ثم قدم عام 1938 “التلغراف” بطولة على الكسار وبهيجة المهدى، وفيلم “أنا طبعي كده” بطولة زوزو شكيب وفؤاد شفيق.

تأسيس شركة الأفلام المصرية..

وخلال عام 1939 قرر مزراحي أن ينتقل إلى القاهرة، وأسس شركة سينمائية اسماها “شركة الأفلام المصرية”.. واشترى أستوديو وهبي الجديد بميدان الجيزة ليحوله إلى أستوديو ومعمل، وكان شعار شركته “الهلال بداخله النجوم الثلاث”، وهو شعار العلم المصري في تلك الفترة، كما قدم في نفس العام الشابة “ليلى مراد” وأعاد اكتشافها فصنع معها خمسة أفلام في سنوات متتالية، وقدمها في ثاني أفلامها “ليلة ممطرة” مشاركة البطولة مع “يوسف وهبي”.

الثنائي الجزايرلي

يعد “توغو مزراحي” بعمله السينمائي الذي كان متنوعاً ومميزاً، من تمثيل وإخراج وتصوير وكتابة سيناريو وصناعة ديكور، أحد أعمدة السينما المصرية، وقد اشترك مع المخرج “أحمد بدرخان” في إنشاء “نقابة السينمائيين المصريين” وهو حلم تحقق عام 1955 حين دشنت هذه النقابة، كما صنع أفلاماً كوميدية واستعراضية ودرامية تعد جزءاً من تراث السينما المصرية.

وفي عام 1944 قدم “أم كلثوم” في فيلم “سلامة” من إنتاجه وإخراجه، وبطولة “يحيى شاهين” و”زوزو نبيل” و”استيفان روستي” و”عبد الوارث عسر”، يعد “سلامة” أول فيلم تاريخي قام بإخراجه مزارحي، تدور أحداثه في فترة الدولة الأموية، وعرض 1945 في سينما ستوديو مصر.. ومع قرب نهاية حياته المهنية، أنتج مزراحي الكثير من الأفلام للعديد من المخرجين الشباب الواعدين في تلك الفترة، منها ثلاثة أفلام من إخراج “يوسف وهبي” وهي: “ابن الحداد” عام 1944 وفيلم “الفنان العظيم” عام 1945 وفيلم “يد الله” عام 1946، كما أنتج للمخرج “نيازي مصطفى” فيلم “شارع محمد علي” عام 1944 وفيلم “ملكة جمال” عام 1946، وللمخرج “حسين فوزي” فيلم “اكسبريس الحب” عام 1946 بطولة “صباح” و”فؤاد جعفر”، الذي عرض في ديسمبر 1946 بسينما كوزمو ويعد آخر فيلم قام توغو بإنتاجه.

كل ما صنعت من أفلام “زي الزفت”..

رغم أنه من صناع السينما البارزين إلا أنه في حوار نادر معه قال: “أني من سنة 1903 – وهي السنة التي بدأت فيها بإنتاج الأفلام – حتى اليوم لم أنتج في نظري فيلمًا عظيمًا أو متوسطًاً، بل إن جميع الأفلام التي أنتجتها “كلها زفت”، ورب سائل يسأل لماذا لم تنتج أفلامًا ترضيك؟.. فمصر بها كل شئ يجعلنا نعمل، نقدم أفلامًا تنافس أعظم أفلام أوروبا وأميركا من ممثلين وممثلات ومصورين ومهندسين.. والإجابة هي تجارة السينما فما الفائدة في أن يصرف المنتج على فيلم عظيم وناجح مبلغًا لا يستطيع الحصول عليه من سوق الأفلام المصرية، مهما بلغ من نجاح، وهذا هو السبب الحقيقي الذي لا يسمح لأي شركة إنتاج أن تحسن، وتجود إنتاجها مرة واحدة، وأما إذا أراد أحد أن يقارن بين الأفلام التي أنتجت في عام 1936 وعام 1942، فلابد أن يجد مجهودًا كبيرًا، وتقدمًا هائلاً”.

قال عنه الممثل أنور وجدي: “تجتمع في توغو شخصيتان متناقضتان.. تحارب إحداهما الأخرى، هما شخصية المنتج وشخصية المخرج.. فهو بلا جدال مخرج ناجح جداً، مخرج مصر الأول، استطاع أن يقذف إلى الشاشة بعدد غير قليل من الأفلام المصرية الناجحة دائماً، وكثيراً من الشخصيات العادية، في إطار محترم جميل، وكثيراً ما صعد بشخصيات إلى قمة المجد، أخفقت مع غيره إخفاقاً واضحاً.. ثم هو بلا جدال منتج مصر الأول، استطاع في مدة وجيزة أن يسيطر على السوق السينمائية في الشرق كله، ويوجهها كيفما يريد ويهوى، لو أنه استطاع أن يفرق بين شخصيتيه المتحكمتين فيه، لكان رجلاً خالداً”.

شالوم

وعبر مقال كتبه الناقد السينمائي “أحمد كامل مرسي” في مجلة “السينما والناس” عام 1970 يقول: “توغو بدأ بتصوير أفلامه في المناظر الخارجية، ثم انتقل إلى الأفلام ذات المناظر الداخلية البسيطة، وتدرج منها إلى الأفلام ذات المناظر الداخلية الضخمة، حتى أنه استخدم شارفنبرج في تصميم رائعته السينمائية “سلامة” بطولة أم كلثوم ويحيى شاهين”.

ويواصل مرسي: ” استمرت العلاقات الودية بيني وبينه، على الرغم من استقراره بعيداً في روما، عام 1970، سعيت لزيارة توغو في إيطاليا، واتجهت إلى عنوانه بشارع ثري مادونا، وأحسن استقبالي هو وزوجته، وغمراني بسيل من الأسئلة والاستفسارات عن مصر، عن أم كلثوم وعن.. حتى أنني شعرت بالدفء من حرارة لقائهما وصدق عاطفتهما “.

متهم بإسرائيل دائماً رغم عدم صهيونيته..

واجه توغو مزراحي هجوم شديد بعد نشأة دولة إسرائيل بسبب ديانته اليهودية.. اختفى توغو مزراحي من عالم السينما في القاهرة والإسكندرية بالتدريج ابتداء من 1946، واضطر إلى مغادرة مصر لكنه لم يذهب إلى الدولة الصهيونية ولكنه عاش في ايطاليا حتى وفاته.. كما استمر الانتقاد له ولأفلامه حيث اتهمه البعض بأنه كان يروج لهجرة اليهود لإسرائيل في أفلامه.

 

من أفلامه

شالوم الرياضي

https://www.youtube.com/watch?v=KgFalsmbLeg

فيلم الباش مقاول

https://www.youtube.com/watch?v=vbRaijELYV8

فيلم سلفني تلاتة جنيه

https://www.youtube.com/watch?v=FuR18cj7UCw

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب