خاص: إعداد- سماح عادل
كانت الجائحة التي اجتاحت العالم في 2020 بمثابة رسالة للناس جميعا، لكي يستفيقوا من وهمهم، وينتبهوا لأمور لم يكن لينتبهوا إليها في ازدحام تفاصيل الحياة اليومية، منهم من عرف قيمة وأهمية الحياة التي كان يعيشها قبل ظهور الجائحة، ومنهم من اعترف بقيمة العزلة الاختيارية التي كان يسعى إليها بعد أن ذاق طعم العزلة الإجبارية، ومنهم من انتبه إلى تأثير هذه الجائحة على العلاقات الإنسانية والتي تحولت بفعل ملابسات تلك الجائحة العالمية، ويبقى التأثير على الأدب والثقافة واضحا للجميع، خاصة مع انخفاض القوة الشرائية للناس مع وجود الأزمة الاقتصادية العالمية التي صاحبت الجائحة.
لذا كان لنا هذا التحقيق الصحفي الذي يجمع آراء الكتاب والكاتبات حول تأثير العزلة العالمية بسبب الفيروس عليهم، وقد وجهنا لهم الأسئلة التالية:
– كيف كان تأثير ظهور فيروس “كوفيد ١٩”والعزلة التي صاحبته لمدة عام ونصف على الكتابة لديك؟
– هل أثرت العزلة على حركة الثقافة وعلى نشر وتوزيع الكتب خاصة مع قلة الفاعليات الثقافية من معارض كتب وندوات؟
– ما هي البدائل التي لجأ إليها الكتاب للتواصل والتفاعل في مجال الثقافة؟.
تحولات في العلاقات الإنسانية..
تقول الكاتبة العراقية “سالمة صالح”: “لم تعطِني عزلة كورونا فسحة أكبر من الوقت مما كانت لي قبلها، فقد اتخذ يومي إيقاعا رتيبا منذ أن بلغت سن التقاعد وأعفيت من العمل المنظم الذي كان يلتهم وقتي سنوات طويلة. لكن هذه العزلة أعطتني فرصة للتأمل في تحولات العلاقات الإنسانية. فأنا شأن كل كاتب مراقِبة منتبهة لما يحيط بي وما يحدث حولي.
رأيت الناس في الشوارع والأماكن العامة يهربون من بعضهم وكأن الآخر قد أصبح كلبا مسعورا أو كأن الجذام قد استوطن في كل مكان، وليس أمامك إلا أن تهرب منه وتنجو بجلدك. لم تساعد الكمامات كثيرا في طرد الخوف وإشاعة الطمأنينة. فما دامت أسواق المواد الغذائية تضع إشارات تبعد عن بعضها مترين لمكان وقوف الزبائن في الصف، ولا تسمح بدخول زبون لا يضع كمامة، ويضع بعضها تحت تصرف الزبائن عند دخولهم مناديل للاستعمال مرة واحدة مشبعة بمحاليل معقمة، ويشترط بعض الأسواق على الزبون لدخول السوق أن يكون قد تلقى اللقاح أو حيازته على نتيجة فحص سلبية تثبت سلامته، ما دامت كل هذه الإجراءات قائمة سيبقى الخوف ويتجذر فلا يمكن التخلص من آثاره بعد انحسار الوباء.
لقد أنشأ انتشار المرض أنماطا جديدة من السلوك وأضر بالعلاقات الاجتماعية وترك تأثيره على اللغة أيضا. لقد عرف المجتمع البشري وباء الطاعون ووباء الكوليرا، لكننا نتحدث اليوم عن الجائحة. وتكاد مفردة “مطعوم” تزيح كلمة اللقاح التي كانت شائعة حتى اليوم. وكتبت الأغاني والطرائف عن المرض، لا أشك في أننا سنقرأ قريبا روايات وقصص كثيرة تتخذ من كورونا موضوعا لها. ربما استحق موضوع تأثير كورونا أو الأمراض بشكل عام على اللغة دراسة خاصة. فما زال المرض العضال يعني شيئا واحدا: السرطان، ويثير الاسم وحده الذعر فيتجنب الناس ذكره”.
وتضيف عن الكتابة: “أنا أتابع عملي ككاتبة كما كنت أفعل دائما. أجيب باختصار على رسائل المسنجر في الصباح، وأقرأ ما يكتبه الأصدقاء على مواقعهم وشيئا مما أحتفظ به في مكتبتي الالكترونية التي تكتنز بمئات من الكتب التي يضيق وقتي عن قراءتها بالإيقاع الذي أتمناه، وأكتب قدر ما أستطيع.
سأنتظر قليلا قبل أن أقرر إرسال مجموعتي القصصية “الجملة المفقودة” التي أصبحت الآن ناجزة مع صورة للغلاف إلى الناشر. وأتابع العمل في “تقاطع الطرق” فلعلي أستطيع التقدم في العمل بعد أن تأخر طويلا”.
حرب غريبة دون قتال..
وتقول الكاتبة التونسية “حياة الرايس”: “لست منزعجة كثيرا من الحجر الصحي العام فأنا بطبعي لا أخرج إلا للسفر أو لحضور بعض الندوات والملتقيات التي لي مشاركة فيها. أو لقضاء بعض الشؤون… لا أهدر وقتا عبثا.
أنا بطبعي امرأة متوحدة مع ذاتي وأركاني وأشيائي وطقوسي وعاداتي بالبيت. أحب بيتي كثيرا لأنه يشبهني أو صمّمته بطريقة أرى نفسي فيه ويراني كل من يدخله في ديكوره وفي روحه التي تعكس شخصيتي. وأنا متصالحة حتى مع حجر جدرانه. عندما أكون ببيتي أشعر أنى ملكة ترفل في أرجائه.
أسعد أوقات حياتي عندما أصحو الصبح ولا تكون عندي أي التزامات أو مواعيد أو ارتباطات في الخارج فأشرب قهوتي على مهل وأبدأ يومي بالقراءة أو الكتابة التي لن يزعجني فيها أحد. وأطوف بكائنات حديقتي أصبّح على الشجرة وأقبّل خدود الوردة والزهرة، أكلّمها وأحاورها وأبارك نموها وأربت على كتف عودها فيميل تيها ونشوة ويزهر نخوة وتتدلي أكثر الثمرة
نتبادل الأحاسيس والشعائر الصباحية والتراتيل الكونية التي لا يسمعها سوانا، نسبّح بعظمة الخلق وعطاء الطبيعة البكر وهي تبدع ذاتها. امتلئ بها حتى أشعر بنوع من الفيض الصوفي أسكبه في نصوصي وفي قصائدي في محاولة للعيش إبداعيا وشعريا على الأرض. الشعر هو أن ترهف السمع بحس شفيف إلى روح الطبيعة في أدق جزئياتها وتفاصيلها في كل كائناتها وتجلياتها وإيقاعاتها. الشعر في الكون وليس في القصيد بالضرورة” .
وتواصل: “أنعم بحياتي الداخلية كأني أنتقم من تلك الأعوام التي قضيتها في خدمة المنظمات والمجتمع المدني، عندما كنت أخرج الصبح ولا أعود إلا المساء وأحيانا نعود بالليل خاصة لما تكون لنا أمسيات ونشاطات ثقافية ليلية في مثل هذا الوقت من رمضان خاصة. عندما كنت مديرة ل” فضاء 13 اوت الثقافي”. كان نوعا من العمل الإداري والنضالي والتطوعي والجمعياتي … دام عشرات السنين أخذ وقتي وأحلى سنوات عمري على حساب النص طبعا.
افتح الانترنت لأتابع أخبار البلاد والعالم وخاصة أخبار “السيّدة كورونا” التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. هذا الكائن اللامرئي الذي استطاع أن يخلي الشوارع بين يوم وليلة ويقفل المحلات والوزارات والمؤسسات. ويفعل ما عجز عنه الحكام والسلاطين. يقلب نظام الكون ويحشر الناس داخل بيوتها:
” تخرج تموت. تقترب من أي شخص تموت. تعطس تموت . تسلّم باليد تموت. تعانق تموت. تبوس تموت ….” كائن يكره الحبّ والقرب والجنس… كأنه يريد أن يقطع التواصل وحتى التناسل ويقضي على هذا الجنس البشري.
يكره الرجال والنساء على السواء ولا يحب أن يقترب أحد من أحد. يغضب إذا رأى اثنان يشربان حتى فنجان قهوة مع بعض فما بالك بكأس… بغيض غيور من حميميات البشر وتوادهم وتحاببهم… يحذرهم أن يضحكوا مع بعض ربما تناطر رذاذ من أفواه بعض. يستهدف كبار السن ويحقد عليهم حقدا خاصا. الحقيقة أننا أمام قاتل غريب في حرب غريبة على المخلوقات البشرية دون غيرها من المخلوقات الأخرى، التي خلى لها الكون، بعدما حشرنا في منازلنا وقفلنا علينا أبوابنا…”.
وتستفيض في وصف الفيروس: “”الكوفيد 19” على وزن “جيمس بوند 007” عميل المخابرات الأمريكية والمهمات المستحيلة. لكن الكوفيد 19 لصالح من يعمل يا ترى؟ ومن الذي سلّطه علينا؟ لكن والحق يقال أنه “قاتل شريف” لا يغدر. يختلف عن عزرائيل الذي يباغتك على حين غفلة. كأن له غرضا آخر غير القتل؟
لو كنا في زمن الأساطير لقلنا أنها رسالة تأتي من الغيب. لكن الآن نستطيع أن نقول ربما هي رسالة تأتي من الأرض. الأرض التي ضاقت ذرعا بهذا المخلوق الإنسان الذي يعيش فوقها وقد عاث فيها فسادا وتلوثا وشوّه جمالها واخترع الحروب وسفك الدماء وحوّل كل جميل إلى خراب وحوّل كنوز البشرية إلى صناعة الدمار. عندما رفع هذا الإنسان السلاح في وجه أخيه الإنسان منذ قابيل وهابيل، لينهبه خيراته وممتلكاته بغية التوسع والثراء طمعا ونهبا وجشعا وبطشا. عندما دمر الحضارة ووقف على تلتها.
هل هذا فعلا إنسان؟؟؟ لعله جاء خصيصا إلى هذا الإنسان المحارب الراكض وراء عربات الموت ليقول له توقف. وعد إلى ذاتك وأعد حساباتك …
وهذه أول حرب لا يطلب فيها منا أن نحمل السلاح ونخرج لنلاقي العدو في الخارج بل أن نبقى في بيوتنا ننعم بالرفاه والراحة والنوم والأكل والشرب. حتى أنهم أعفونا من الشغل وتعب المواصلات التي أهانت الإنسان بما فيه الكفاية.
إنها حرب غريبة أيضا. قاتل غريب وحرب غريبة ولكنها لحظة فارقة في تاريخ الإنسانية لوباء عمّ العالم من شرقه لغربه دون أن يستثني بلدا لا رئيسا ولا مرؤوسا لا امرأة ولا رجل لا كبيرا ولا صغيرا ألغي الفوارق. لأول مرة يشعرنا أننا سواء في البلاء فلا أحد يزايد على أحد. لحظة وبائية عامة ترتعد لها الجبال ولكن تحمّلها الإنسان، لأنه ببساطة يحب هذه الحياة ويقاتل من أجل البقاء. لأنه ليس له أوهام حياة ثانية”.
عزلة فجائية وإجبارية..
وعن الكتابة تقول: “لكن الذات الكاتبة فيّ محرجة الآن في كبريائها واختيارها. كانت تظن أن عزلتها اختيارية وخاصيّة أهل الفكر والأدب. فقد كانت الوحدة والعزلة دائما امتياز الأدباء والشعراء والفنانين والزهاد والمتصوفة وفي بعض وجوهها أيضا فضيلة أرستقراطية للفلاسفة أو ترفاً أدبيّاً للرومانسيين.
لكن هذه العزلة التي نعيشها الآن هي عزلة فجائية، إجبارية، قسرية، فرضها علينا خطر انتشار هذا الفيروس المعدي اللعين. انتشارا عالميا وبشكل غير مسبوق.
وقد جردها هذا الوباء من كلّ قيمة رمزية كانت تتميز بها. عزلة أساسها الخوف بل الرعب الوبائي من عدوّ غير مرئيّ، يهاجمك على حين غفلة، ينتشر بشكل سائل أو هلامي. غير واضح الهوية ليس له دواء إلا الانعزال والابتعاد عن البشر مخافة العدوي في سجن جديد هو عبارة عن تمرين ما بعد أخلاقي على التوحّد بوصفه حمية عضوية ضد الوباء، وليس موقفا فلسفيا ولا قلقاً وجودياً من الكينونة في العالم.
ومهما يكن من أمر مادامت “السيّدة كورونا” تحب أن تعيش وحدها في المساحات والشوارع وتحشرنا بالبيت فانا أحب البقاء في البيت كما أسلفت وسأغتنم الوقت لأنجز عدة أعمال متراكمة …
كأن أراجع مجموعتي القصصية التي تنتظرها إحدى دور النشر التونسية، واشتغل على مجموعة شعرية ثانية بها كثير من القصائد الجديدة… أن أكمل مسرحية تدور بمدينة “أثينا” اليونانية تحمل نفس الاسم مبدئيا. تقريبا جاهزة.
اشتغل براحتي على نص روائي يتضمن أيام كورونا أيضا. يطبخ على نار هادئة، دون استعجال. فانا لا أحب الطبخات السريعة (الرواية الكوكوت) خاصة في مثل هذه المناسبات.
أنا متأسفة فقط على بعض المشاريع التي توقفت بسبب الكورونا، هناك طبعة ثانية لروايتي “بغداد و قد انتصف الليل فيها”علقت بمطبعة “هيئة قصور الثقافة” بمصر وقد أوشكت على نهايتها وصدورها بعدما أعطيت الموافقة على البروفة الثالثة والغلاف. طبعة ثالثة من الرواية تنتظر مصيرها في إحدى مطابع بغداد. أعول عليها كثيرا لأن الرواية ستعود إلى موطنها الأصلي بغداد. وذلك منتهى أملي.
الفرقة المسرحية التي تتدرب على مسرحيتي “عشتار” للمشاركة بها في مهرجان المسرح العربي متوقفة أيضا. وقد كان حدثا فرحت به كثيرا. أتمنى أن يتواصل بعد هذه الجائحة. أعمال أخرى ومواعيد أدبية عالقة بتونس.. سفر تعطل إلى المشاركة في ندوات في الخارج إلى كل من مصر والأردن وإسبانيا وهولندا. عودتي إلى فرنسا جانب ابني تعطلت أيضا وقد كنت أقضي السنة بين تونس وغرونوبل”..
الحجر الصحي..
وتؤكد: “هذا على الصعيد الشخصي، أما على الصعيد العالمي فإن جائحة كورونا التي ألزمت الناس منازلها فيما يسمى “الحجر الصحّي” الذي عمّ العالم في محاولة للوقاية من فيروس كوفيد 19 الذي لم تجد له الإنسانية بكل تطورها الطبي والعلمي دواء أو مضاد يقتله إلا الاختباء في المنازل كمرحلة أولى ألزمت بها أغلب حكومات العالم شعوبها حتى تنفرج هذه الجائحة. بما شلّ الحركة عالميا فتوقفت المعامل والمصانع والمؤسسات والوزارات والمنظمات.
ووجدنا أنفسنا أمام رهانات وفرضيات مفتوحة على صعيد احتمال تشكّل نظام عالمي جديد وتبدل في طبيعة الاقتصاد العالمية وسيطرة أقوى للتّكنولوجيات الرقمية، وهو نوع من التعويض عن عجز الطب عن القضاء على هذا الفيروس باستغلال أكثر فأكثر القفزات التكنولوجية الهائلة لمواجهة تعطل الحياة الاقتصادية المهنية والجامعية والمدرسية وكل أنواع التواصل التقليدية واستبدالها ولومؤقتا بالتواصل عن بعد وقد أنقذتنا التكنولوجيا من هذه العزلة.
وقد عرفت البشرية وعبر تاريخها هذه العزلة كما عرفت الأوبئة التي أثرت على الحضارات في العالم منذ أول تفش معروف عام 430 ق م خلال الحرب البيلوبونيسية (بين حلفاء أثينا وحلفاء اسبرطة) وكان للعديد من هذه الأوبئة مثل (الموت الأسود) و(الجدري) والكوليرا والطاعون والأنفلونزا الاسبانية وانفلوانزا الخنازير وايبولا …. تداعيات كبيرة على المجتمع البشري بداية من قتل نسب كبيرة من سكان العالم، وصولا إلى جعل البشر يفكرون في أسئلة أكبر عن الحياة والوجود وأساليب عيشهم من جديد.
فنحن إذا على أعتاب ولادة نظام عالمي جديد أساسه التواصل عن بعد واستبدلنا على مضض حياة القرب بالحياة عن بعد وإن كان معروفا من قبل ولكنه الآن صار معتمدا وبصفة رسمية وعاما وشاملا لأغلب بلدان العالم، و قد اعتبر الكثيرون أن وباء كورونا إنما جاء ليقضي على الرأسمالية، وقد قرأ العديد من الفلاسفة الغربيين أمثال سلافوي جيجيك الفيروس الأخطر على الرأسمالية وهو بذلك ينقل الأزمة من السياق الوبائي الخاص إلى السياق الأوبئة الأيديولوجية”.
وعن البدائل تقول: “عرفت الحياة التواصل عن بعد حتى قبل هذه الجائحة في ميدان العمل مثلا قبل أن يصبح وقاية ضرورية لوباء لم يعرف له دواء إلى الآن. بالنسبة لنا نحن الكتاب فنحن في أغلبنا كائنات تحب العزلة وتنشدها ذلك أننا نؤسس عوالم أخرى تحتاج الانفصال ولو مؤقتا عن هذا العالم وهذا يختلف باختلاف طقوس الكتابة عند كل كاتب. ولكن عموما فقد اعتدنا الحياة عن بعد والعمل عن بعد حتى قبل زمن الكورونا، ذلك أننا نكتب نصوصنا ونبعثها إلى مختلف جرائد ومجلات العالم والمواقع وعلى صفحات الانترنت. بفضل هذا التطور التكنولوجي الذي سهّل حياتنا كثيرا، حتى دور النشر نبعث إليها مخطوطاتنا عبر الإيميلات والمراجعات تصير عبر الإيميل كذلك حتى يصدر الكتاب ونراه على صفحات الانترنت قبل أو نتلمسه ورقيا خاصة إذا صدر في بلد آخر يجب أن ننتظر المعارض حتى نراه أو صندوق البريد.
إلا أن ما يؤثر فعلا هو إلغاء الندوات والملتقيات والمهرجانات المباشرة حيث كانت لنا فرصة جميلة وحميمة لنرى أصدقائنا من العائلة الأدبية من مختلف أنحاء العالم، ونخرج بأصدقاء جدد أيضا ونتبادل الخبرات والتجارب والمشاريع الأدبية التي يمكن أن تنتج عن هذه اللقاءات المباشرة.
شخصيا افتقدت كل ذلك وبأسف كبير خاصة وأننا كنا نستعد لندوات هامة جدا هنا وهناك. وقد عوضت بعض اللقاءات المباشرة عن طريق البث المباشر الالكتروني أو الفيديوهات في سهرات أو لقاءات فكرية وأدبية منظمة في استضافة بعض المنصات الأدبية كمنصة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، التي دأبت على استضافة عدد كبير من الكتاب والشعراء والروائيين العرب على مدى الأيام والليالي في بث مباشر يكون الضيف في لقاء مباشر في حوالي الساعة مع قرائه وأصدقائه، وقد كان لي شرف المشاركة به في سهرة حميمة لأصدقاء وقراء من مختلف أنحاء العالم تسجل على اليوتيوب وتبقى في أرشيف الذاكرة الالكترونية، ولكن نحن ننحني للعاصفة حتى تمر بسلام ونخرج بأخف الأضرار. أتمنى السلامة للجميع وأن تعود الحياة أجمل ممّا كانت عليه”.
ضعف القوة الشرائية..
ويقول الكاتب المصري والطبيب “شادي خيري”: “أثرت فترة كوڤيد ١٩ على وقت الكتابة لدي، نظرا لعملي كطبيب. حيث تضاعف الضغط على العاملين بالقطاع الطبي أثناء فترة الوباء مما أدى لتناقص الوقت المخصص للكتابة، ربما بعكس العاملين بالمهن الأخرى الذين ازدادت أوقت فراغهم”.
ويضيف: “بالطبع أثرت العزلة على الحركة الثقافية للأسباب التالية:
– إلغاء الفعاليات الثقافية والندوات تماما، ثم عودتها بعد ذلك بحذر.
– خوف القراء من ارتياد المكتبات لخوفهم من الإصابة بالعدوى.
– ضعف القوة الشرائية لدى المواطن نظرا لتناقص الدخل مع الأزمة الاقتصادية المصاحبة للجائحة وتغير أولويات الإنفاق.
وكانت البدائل التي تم استخدامها:
– تحميل الكتب على مواقع النشر الالكتروني.
– كل دور النشر والمكتبات أصبحت تقدم خدمة التوصيل للمنازل.
– عمل اللقاءات أونلاين باستخدام تطبيق زووم”.