إعداد/ مصطفى صلاح
علاقات متميزة تضرب جذورها أعماق التاريخ؛ حيث تشهد العلاقات الصينية الإماراتية تقدمًا في العديد من المجالات، تتميز العلاقات الإماراتية الصينية بمتانتها وشراكتها الاستراتيجية من جوانب عديدة، منها السياسية والاقتصادية والثقافية. ولعل زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينج” في 19 يوليو 2018، للإمارات والتي تستغرق 3 أيام تتويجًا لهذه الشراكة المتميزة. وتعد الزيارة أول رحلة خارجية له، بعد إعادة انتخابه رئيسًا لبلاده، ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، والآفاق الكبيرة لتعزيزها على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
جذور الصداقة
بدأت العلاقات بين البلدين وخاصة الجانب الاقتصادي منذ القرن السابع الميلادي، إلا أن هذه العلاقات تطورت بشكل كبير عقب إعلان الإمارات في الأول من ديسمبر 1971، استقلالها، والتي حينها بعث المغفور له الشيخ المؤسس “زايد بن سلطان آل نهيان” برقية إلى “شو ان لاي” رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها بقيام الدولة ورد” شو ان لاي” ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.
على المستوى الدبلوماسي بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر 1984، وتم افتتاح السفارة الإماراتية في بكين في 19 مارس 1987، وافتتحت الإمارات قنصلية عامة لها في “هونج كونج” أبريل عام 2000 وأخرى في شنغهاي في 6 يوليو 2009، إضافة إلى كوانجو في 13 يونيو 2016. وافتتحت جمهورية الصين الشعبية سفارتها في أبوظبي في أبريل 1985 وقنصلية عامة في دبي نوفمبر 1988.
وتوالت الزيارات المتبادلة بين الجانبين؛ حيث قام الشيخ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بزيارة تاريخية للصين عام 1990، وفي عام 2015 قام صاحب السمو الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة تاريخية أخرى كشفت عن مرحلة جديدة من تعزيز العلاقات الإمارات الصينية، كما أعقب ذلك زيارة الشيخ “عبدالله بن زايد آل نهيان” وزير الخارجية والتعاون الدولي بزيارة أخرى في مايو2017. كما شهد ذات الشهر زيارة كل من “محمد بن أحمد البواردي” وزير دولة لشؤون الدفاع ومعالي الدكتور “سلطان بن أحمد الجابر” وزير الدولة.(1)
وقد لعبت الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين دورًا كبيرًا في دفع العلاقات السياسية بين الجانبين الإماراتي والصيني نحو مزيد من الشراكة الاستراتيجية خاصة وأن البلدين يشهدان نموا غير مسبوق عالميًا على كافة الأصعدة.
شراكة اقتصادية
تستمد العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين متانتها ورسوخها من الاستراتيجية بعيدة المدى التي ربطت بين البلدين منذ وقت مبكر من تأسيس الإمارات، مما انعكس على التبادلات الاقتصادية والتجارية المتنامية عبر الزمن، وأيضًا بفضل العلاقات الثقافية التي أصبحت أكثر غنى وتنوعًا مع تزايد الاهتمام بثقافة البلدين بشكل متبادل. وفي القطاع السياحي، نرى انعكاسًا واضحًا لهذه العلاقات الوثيقة، حيث تصدرت الصين منذ بداية العام قائمة أكبر الأسواق الخارجية من ناحية عدد النزلاء من مواطنيها بالمنشآت الفندقية.
كما وتعتبر الإمارات من بين أهم الشركاء التجاريين للصين في الشرق الأوسط، والصين تعد شريك هام للدولة بعد اليابان كأكبر شريك تجاري لها، حيث أن الصين استطاعت أن تجعل من دبي مركزًا تجاريًا لإعادة تصدير منتجاتها للكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، الأمر الذي ساعد في جعل الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي ضمتها قائمة الثلاثين أكبر دولة مستوردة للبضائع في العالم و المركز السابع و العشرين، كما أن الشركات الصينية استطاعت دخول أسواق الإمارات و تستثمر في مجالات المقاولات و تشييد البنية التحتية وحتى في قطاع نقل المعلومات.
كما تم تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلديـن وإقامة شراكه استراتيجية وتبادل الخبرات وتشكيل لجنة مشتركة عامة بهدف تعزيز العلاقات المشتركة في الجانب الاقتصادي والقانوني والعلمي والسياحي . وبما أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية . فقد دأبت الدولتان على تقليل حجم التوازن في الميزان التجاري بتخفيض الرسوم الجمركية على بعض السلع الإماراتية المصدرة للصين مثل الالمونيوم ، وتجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري قد بلغ 36.22 مليار دولار خلال عام 2016، كما يوجد أكثر من 4000 شركة صينية بما فيها شركات المناطق الحرة إضافة إلى ما يقرب من 300 وكالة تجارية و 5000 علامة تجارية.
وترتبط الدولتان الصديقتان مع بعضهما البعض بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية ومتنامية باستمرار، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2017 حوالي 20.25 مليار دولار أميركي، منها 13.97 مليار دولار أميركي قيمة صادرات الصين إلى الإمارات وما يعادل 7.871 مليار دولار أميركي قيمة وارداتها من الإمارات. وفي مجال الطيران بلغ عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة التي تقوم بها الناقلات الوطنية الإماراتية 60 رحلة جوية أسبوعيًا. (2)
في حين زار الإمارات أكثر من 20 ألف زائر صيني، ويتوقع في ظل إعفاء مواطني الدولتين من التأشيرة المسبقة أن يرتفع هذا العدد إلى معدلات كبيرة خلال الأعوام المقبلة، عوضًا عن وجود عدة فرق صينية تشارك في المهرجانات الإماراتية، كما أن الكثير من الفنانين الإماراتيين يزورون الصين وهناك أيضًا تبادل طلابي، بجانب وجود 11 مدرسة تدرس اللغة الصينية، وهذا سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
إن العلاقات الوطيدة بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية الصين قد ساهمت في النمو الملحوظ في أعداد السياح الصينيين إلى الامارات وزيادة معدلات الاستثمار الاقتصادي والتجاري المتبادل بين البلدين. وقد شجعت الامارات هذا النمو على تنظيم المزيد من الحملات الترويجية في المدن الصينية عن مميزات الوجهة السياحية، وتنوع الخيارات الترفيهية والتسوق والمقومات الثقافية والتراثية الجاذبة.(3)
وتقديرًا للعلاقات بين البلدين، قامت جمهورية الصين الشعبية بإعفاء مواطني دولة الإمارات من حملة جوازات السفر العادية من تأشيرة السفر المسبقة، وتم تطبيقه فعليا ابتداءً من 16 يناير 2018، حيث أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أنه واعتبارًا من هذا التاريخ، سيكون بإمكان مواطني دولة الإمارات السفر إلى الصين بدون تأشيرات مسبقة مع إمكانية البقاء فيها لمدة زمنية أقصاها 30 يوماً في كل زيارة، وقد صدر قرار الإعفاء بناءً على مذكرة تفاهم تم توقيعها بديوان عام وزارة الخارجية بأبوظبي.
وقد حرصت الإمارات في سياستها الخارجية على إقامة جسور من المحبة والتواصل واتباع خطط إيجابية مثمرة في علاقاتها الإقليمية والدولية للمساهمة في بناء مستقبل مشرق وبناء لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار العالمي.
توافق إقليمي ودولي
اتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا من خلال الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر 2012، بمبادرة من سفارة الدولة ببكين لتكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أفضل النتائج في إطار الزيارات القيادية المتبادلة عالية المستوى والتي تشكل حجر الزاوية لتنسيق المواقف وتكامل الأدوار بين الدول في سعيها إلى تحقيق مصالحها الفعلية. ومن خلال العلاقات المتينة والتاريخية القائمة على الصداقة والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين أصبح هناك شراكة استراتيجية شملت قطاعات حيوية مختلفة أبرزها المتعلقة بالتنمية الاقتصادية.(4)
على صعيد التعاون الدولي فقد اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون وتوحيد المواقف تجاه العديد من القضايا الدولية الراهنة في المنظمات الدولية مثل التغير المناخي وأمن الطاقة وأمن الغذاء، وإصلاح الأمم المتحدة ، والتعاون في مجال تبادل الترشيحات في المناصب الإقليمية والدولية غير المتعارضة مع مصالح كل من الدولتين.
وعلى الرغم من العلاقات بين الصين والإمارات كانت في بداية عهدها قاصرة على التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري، إلا أنها بدأت تتوسع لتشمل المجالات الأخرى الثقافية والسياحية والصحية إلا حديثًا بفضل الجهود المشتركة التي تبذلها الدولتان والتطور الذي حققه الاقتصاد الصيني، لتصبح الصين أكبر سوق عالمي على مستوى العرض والطلب. ومن أجل توثيق التعاون الثنائي فقد أقدمت الدولتان على توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم كان أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، اتفاقية إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة، واتفاقيات حماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي، اتفاقية التعاون الثقافي واتفاقية تبادل المجرمين، وغيرها من اتفاقيات كان لها الأثر الكبير في تعزيز وتطوير علاقات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة.
كما تواجه الإمارات في الكثير من المحافل الدولية محاولات تايوان بالحصول على اعتراف من قبل الدول، وقد عبرت الحكومة الصينية عن شكرها للإمارات لإحباط محاولة تايوان لإنجاز المشروعات المتعلقة بها في اجتماعات الدورة الـ122 للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، ورفضت أيضًا الطلب الذي تقدمت به تايوان للانضمام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” بصفة مراقب. و قد حاولت تايوان سابقًا أن تؤثر علي الدول الفقيرة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وذلك بتقديم المساعدات المالية لها ولكن هذا لا ينطبق على دولة الإمارات وأن موضوع زيارة التايوانيين لها أمر تجاري بحت لا يؤثر على الموقف الرسمي لدولة الإمارات ولا يشكل اعترافا بتايوان.
زيارة استراتيجية
مثلت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى الإمارات حدث محوري في مستقبل العلاقات بين الدولتين؛ حيث تضمنت زيارة الرئيس الصيني مجموعة من اللقاءات الرفيعة المستوى، الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، ورفع حجم التبادل التجاري، وتوسيع التبادل الثقافي والاجتماعي بين الصين والإمارات، من خلال مجموعة من الزيارات والندوات الثقافية والسياسية.
وفي حديث للرئيس الصيني أعلن أن دولة الإمارات تمثل واحة التنمية في العالم العربي، مشيرًا إلى أن البلدين الصديقين يكملان بعضهما البعض في التنمية”، وأعرب الرئيس الصيني، في مقال بعنوان “يدًا بيد.. نحو مستقبل أفضل”، عشية زيارته إلى الإمارات، عن يقينه التام بأن بكين وأبوظبي ستفتحان فصلًا جديدًا من التعاون المشترك لتقديم مساهمات أكبر للعالم ومستقبل البلدين المشترك، وأضاف أن الصين والإمارات شريكان مهمان للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، لما لديهما من رؤى تنموية متقاربة وأهداف سياسية متطابقة وروابط تعاون متنامية.
على الجانب الإماراتي أعلن الشيخ “محمد بن زايد”، بأن الإمارات “سعداء بزيارة الصديق العزيز معالي شي جين بينج الرئيس الصيني الى الامارات.. زيارة تاريخية بكل المقاييس وتوثق لمرحلة جديدة من مسارات التعاون بين البلدين في كافة المجالات بما يعود على شعبي البلدين نماء وتطورًا وإزدهارًا؛ حيث يجمع الإمارات والصين اهتمامات عديدة تشمل السلام والاستقرار و التنمية والاستثمار والاستعداد للمستقبل، علاقتنا الراسخة وشراكتنا القادمة تأتي استجابة للمتغيرات ومتطلبات التنمية في كلا البلدين، ثقتنا في رؤية الرئيس شي والبناء على زيارته التاريخية محطة رئيسية لتحقيق أهدافنا المشتركة”.
كما منح رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الجمعة، “وسام زايد” للرئيس الصيني شي جين بينج، ويعد هذا الوسام الأرفع في دولة الإمارات، وسلمه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، للرئيس الصيني، خلال حفل اختتام الاستقبال الرسمي الذي شهده قصر الرئاسة في أبوظبي.(5)
يأتي هذا التكريم على خلفية توقيع الطرفان 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، شملت بناء مباني السفارات، والأخرى بشأن إقامة مراكز ثقافية، ومذكرتي تفاهم بين وزارة الاقتصاد ووزارة التجارة الصينية حول التعاون في مجال التجارة الإلكترونية، والأخرى حول تعزيز التعاون في معرض الصين الدولي للواردات، ومذكرتي تفاهم للتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ووزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، الأولى في مجال الزراعة، والأخرى للتعاون في بناء سوق الجملة للمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية.
إضافة إلى مذكرتي تفاهم بين الإمارات والصين، الأولى للتعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، واتفاقية تعاون استراتيجي بين شركتي أبوظبي الوطنية للنفط والصين الوطنية للبترول
كما شملت الاتفاقيات؛ اتفاقية بين الإمارات والصين بشأن التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في الشؤون الجمركية، واتفاقًا إطاريًا للتعاون بين سوق أبوظبي العالمية والمنطقة التجريبية الصينية – الإماراتية لإنشاء منصة الخدمات المالية والابتكار بشأن التعاون في القدرات الصناعية في إطار مبادرات الحزام والطريق، واتفاقية شراكة واستثمار في أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم.(6)
المراجع:
1- عمر الأحمد، الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية، جريدة الاتحاد، بتاريخ 16 فبراير 2018، على الرابط:
http://www.alittihad.ae/details.php?id=11641&y=2018&article=full
2- كلنا الإمارات”تشيد بتطور العلاقات الإماراتية الصينية”، جريدة الوطن، بتاريخ 19 يوليو 2018، على الرابط:
http://alwatannewspaper.ae/?p=355974
3- عمر الأحمد، الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية، مرجع سبق ذكره.
4- العلاقات الإماراتية الصينية نجاحات وتطورات متواصلة عبر التاريخ، صحيفة البيان، بتاريخ 18 يوليو 2018، على الرابط:
https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2018-07-18-1.3317608
5- شادي شلالا، الإمارات تقلد الرئيس الصيني “أرفع أوسمتها”، سكاي نيوز عربية، بتاريخ 21 يوليو 2018، على الرابط:
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1165819-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%94%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%94%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%94%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7
6- الإمارات والصين توقعان 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، صحيفة الشرق الأوسط، 21 يوليو 2018 مـ رقم العدد [14480]، على الرابط:
https://aawsat.com/home/article/1338416/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86-13-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9
المصدر/ المركز العربي للبحوث والدراسات