كتبت: آمال دمق
عد رائدا للأدب التجريبي في العالم العربي، فهو الذي حقق قفزة في عالم السرد إلى ما بعد الحداثة، الروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي مختلف تمام الاختلاف عن أدباء عصره فهو الذي أحدث ثورة في الرواية فلم نعد نتحدث عن نص مرتبط بالمكان والزمان أو بحقبة تاريخية معينة، حيث أصبحت الرواية تجمع بين الأزمنة بتحليل عميق نحى منحى الفلسفة والعلوم، يفهم الواقع بعد دراسته من زوايا متعددة اجتماعية وسياسية بما تشهده من تحولات كبرى وصغرى في العالم فيستشرف المستقبل
الأمين السعيدي اهتم بالجوانب الفنية: الأسلوب واللغة والحبكة…
وتجاوز ذلك إلى تحويل الرواية الى وثيقة تمكن الشعوب من تجاوز الأزمات والكلاسكيات من أجل تحرير العقل والرقي به وهو ما يؤكد حرص السعيدي على إيقاظ المثقف في العالم وتوجيهه نحو إصلاح الشعوب وتغيير العقليات من أجل التقدم والإضافة للحضارة الكونية…
الأمين السعيدي تجاوز الدور الكلاسيكي للروائي الذي كان يشتغل على النص فقط ليصبح هو الموجه والمصلح في مجتمعه… فشغل الناس وملأ الدنيا بفطنته وحكمته حتى ترجمت أعماله الى عدة لغات…
مدينة النساء..
وستصدر في هذه الأيام روايته “مدينة النساء” باللغة الانجليزية في أمريكا وانجلتر وتونس… هذه الرواية التي انتشرت في العالم وحققت مبيعات كبيرة فتحولت إلى حدث قادح في عالم الأدب، بعد أن صدرت في شهر نوفمبر من سنة 2021
وروايته “ظل الشوك” التي صدرت سنة2020 ستنشر كذلك باللغة الانجليزية بعد ترجمتها، وسيعاد طبع كل أعماله، روايته “ضجيج العميان” التي صدرت سنة 2018 وكانت بداية فعلية في عالم الأدب وثورة حقيقية في عالم السرد، كما سيعاد طبع روايته “المنفى الأخير” الصادرة سنة2020 هذه الرواية الذهنية التي تتمحور حول صراع المثقف مع المجتمع والسلطة.
الأمين السعيدي في بضع سنوات تمكن من إحداث ثورة عميقة في الرواية. مكنته تجاربه المتعددة من ذلك إضافة الى عمق تحليله ورؤيته وفطنته، هو اصيل ولاية سيدي بوزيد بالوسط التونسي. ولد في 10ماي1983، أستاذ لغة وآداب عربية عمل بالصحافة المكتوبة والمسموعة، وساهم في تأسيس عدة نوادي في تونس تهتم بالأدب.
صدرت له أربع روايات:
“ضجيج العميان” و”المنفى الأخير” و”ظل الشوك” و”مدينة النساء”، وله رواية جديدة تحت الطبع عنوانها “أحبها بلا ذاكرة”.