16 نوفمبر، 2024 10:53 م
Search
Close this search box.

آزادوهي صاموئيل.. رائدة من رواد المسرح العراقي عرفت بغزارة عملها

آزادوهي صاموئيل.. رائدة من رواد المسرح العراقي عرفت بغزارة عملها

 

خاص: إعداد – سماح عادل

“آزادوهي صاموئيل” أيقونة المسرح العراقي من أكثر الممثلات العراقيات غزارة ومشاركة هامة في تاريخ المسرح العراقي.

حياتها..

ولدت عام 1942 في عائلة مسيحية تحب الفن وترتاد الحفلات الموسيقية رغم  صعوبة الحالة المادية، درست الابتدائية في مدرسة الارمن الغربية وبعد انهاء الدراسة المتوسطة دخلت معهد الفنون الجميلة. وهي أول فتاة تتخرج من قسم المسرح في المعهد، وأثناء دراستها مثلت مسرحيات:

– الثري النبيل ل”مولير”.

– عطيل ل”شكسبير”.

– اوديب ملكاً ل”سوفوكلس”.

المسرح..

فتحت الفنانة “آزادوهي” للفنانات العراقيات الطريق من بعدها، بدخولها الشجاع كأول فتاة إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد آنذاك وفي قسم الفنون المسرحية وهيأت الامر أمام من انخرطن بعدها لاحقا لدراسة فن التمثيل من الفنانات العراقيات، فتدفقن ببطء على المعهد في السنه الثانية من دراستها، وكانت الفنانة “هناء عبد القادر” ثم جاءت من بعدها “سميه داوود”، وبعد سنتين كان من طلاب المعهد “فوزية الشندي”، و”رؤيا رؤوف”، و”ساهره أحمد”، و”شوبو محمد”، و”منيره عباس”، “بلقيس الكرخي”، واللاتي أصبحن فنانات كبيرات بعدها.

بعد تخرجها من المعهد تم تعيينها معلمة في النشاط الفني في مدينة الرمادي ولمدة 10 سنوات نقلت من خلالها تجربتها هناك، وبدأ المسرح في الرمادي مع مجيء “ازادوهي صاموئيل” لأنها أقنعت بعض الفتيات بالصعود على خشبة المسرح.

عام 1955 كانت بدايتها وعن طريق الصدفة حيث طلب من “آزادوهي صاموئيل” للانتماء لفرقة المسرح الفني الحديث من قبل أخت “سامي عبد الحميد”، وهي طالبة قد أكملت توا المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى الدراسة المتوسطة، أخبرت عائلتها بالموضوع، لم يبد الأب رأيا وأحال الموافقة إلى إخوتها الثلاثة بحجة أنه أمي ولا يفهم في هذه الأمور ولا يريد أن يتحمل ما سيجري لها لاحقا في سلوكها.

هذا الدرب الذي كان يدرك أنه صعب وغير مأمون على طفلة بسنها، ويخشى في نفس الوقت أنه قد يظلمها في حالتي الموافقة أو الرفض فوافق أخوتها الثلاثة فورا، حيث أعطوها نصا مسرحيا بفصل واحد في مسرحية (ست دراهم) من تأليف المرحوم الفنان “يوسف العاني”.

زاهدة سامي..

كانت تحمل اسما فنياً في الاعلانات (زاهدة سامي) استمر معها إلى ما بعد تموز 1958 حيث مثلت تحت هذا الاسم أيضا في مسرحيتي (آني أمك يا شاكر) و(أهلا بالحياة). بعد أن تخرجت من المعهد عام 1962، عينت معلمة في بغداد، ثم سرعان ما اعتقلت وطردت من التعليم بعد انقلاب 1963، واضطرت خلال الفترة من 1963 وحتى 1965 للعمل حلّاقة في صالون نسائي لسد الرمق.

مثلت وهي في الرمادي مسرحية “النخلة والجيران” حيث كانت تكمل دوامها في الرمادي صباحاً وتحضر مساءً لأداء دورها في المسرحية في بغداد وتعود ليلاً الى الرمادي. أغلب أدوارها كانت تمثل شخصية الأم من خلال شكلها العام وصوتها. كما مثلت فيلم “وجهان في الصورة” وفيلم “الجزاء” الذي لم تكمله لخلافها مع منتج الفيلم.

عملت “ازادوهي صموئيل” منذ صعودها على خشبة المسرح مع العديد من المخرجين المسرحيين الكبار أمثال: ­­”جعفر السعدي وابراهيم جلال وجاسم العبودي وقاسم محمد وبهنام ميخائيل وبدري حسون فريد ومحسن العزاوي وجعفر علي” وغيرهم من العمالقة في المسرح.

أعمالها في المسرح..

ما بين 1954 – 1968:

  • مسرحية (إيراد ومصرف).
  • مسرحية (حرمل وحبة سودة).
  • مسرحية (ست دراهم).
  • مسرحية (آني أمك ياشاكر).
  • مسرحية (اهلا بالحياة).
  • مسرحية (فوانيس).
  • مسرحية (صورة جديدة).
  • مسرحية (مسألة شرف).
  • مسرحية (المفتاح).
  • مسرحية (النخلة والجيران).
  • مسرحية (الخرابة).
  • مسرحية (آني أمك ياشاكر).
  • مسرحية (أهلا بالحياة).
  • مسرحية (فوانيس).
  • مسرحية (مسألة شرف).
  • مسرحية (صورة جديدة).
  • مسرحية (المفتاح).
  • مسرحية (تموز يقرع الناقوس).
  • مسرحية (النخلة والجيران).
  • مسرحية (جزيرة افروديت).
  • مسرحية (ابن ماجد).
  • مسرحية (لغة الامهات).
  • مسرحية (الروح الطيبة).
  • مسرحية (ثورة الموتى).
  • مسرحية (محطات السنيين).
  • مسرحية (المزيفون).
  • مسرحية (العاصفة).
  • مسرحية نساء في العاصفة (2006).

العراق بيتي..

في حوار معها تقول الفنانة “آزادوهي صاموئيل”: ” أن العراق هو بيتي الذي أعيش فيه بين أناس أحببتهم وأحبوني طوال عمري، فقد ولدنا هنا وضحكنا هنا، ومن المستحيل مغادرته وسأموت فيه ولن أهجره أبدا مهما حدث من مصاعب، وأنني واثقة أن ما يحدث اليوم من ظروف سوف تنتهي يوما ويعود العراق إلى طبيعته الساحرة وجمال وطيبة أهله، وأن الأصلاء من أهل العراق لن يتركوا بلدهم.

عاشت “آزادوهي” وسط عائلة أخيها الكبير الذي تمتن لمساندته لها دائما وتحمد الله على مستوى معيشتها وتؤكد عدم حاجتها لدعم مادي، وأنها تستلم راتب تقاعدي شهريا وتنفي ما روج له بعض الأشخاص من ضيق العيش والحاجة المادية.

كانت “آزادوهي صاموئيل” تتكلم فرحة وهي تستقبل مجموعة من ناشطي المجتمع المدني العراقي أثناء الحوار قائلة لهم لقد افرحتموني بمروركم وزيارتكم لي دعم معنوي كبير جدا يسعدني كثيرا.

رائدة المسرح العراقي..

في مقالة بعنوان (آزادوهي صاموئيل رائدة المسرح العراقي) كتب “لطيف حسن” عن عملها بفرقة “يوسف العاني”: “أفراد عائلتها لم يكونوا بعيدين عن الشارع المسيّس، وكان إخوتها من المساهمين النشيطين في التظاهرات والاعتصامات التي لم تكن تنقطع في الفترة مابين (1954-1956) وتعرض منهم للاعتقال أكثر من مرة، وافقوا على عملها بالفرقة شرط أن يرافقها أحدهم عند ذهابها للتمارين وعودتها منها، وشجعوها على أساس هوية الفرقة السياسية التي ينسجمون معها ومعرفتهم الجيدة المسبقة بالفنانين الذين يعملون فيها، وكانوا يحترمون الفرقة ويعتبرون نشاطاتها محركاً لم ينقطع لإثارة السخط على الإنكليز وعلى الأحلاف والعملاء.

وكان يرافق آزادوهي في التمارين أحد إخوتها، عادةً أخيها (هايك صاموئيل)، وكانت في بداياتها تتحدث بلغة عربية غير سليمة، تغلب على لهجتها اللكنة الأرمنية، كانت طفلة بمعنى الكلمة (12 سنة) ألبسوها ملابس الأم ووضعوا على رأسها عباءة وحملت بين يديها دمية ملفوفة، وأصبحت أمّاً على المسرح، هذا ما كانوا يحتاجونه منها. أن تكون أمّاً وليس طفلة”.

ويضيف: “مثّلت في الفترة ما بين 1954 – 1958 مسرحية (إيراد ومصرف) على قاعة الكلية الطبية وفي أماكن أخرى و(حرمل وحبة سودة) و(ست دراهم) لنفس المؤلف يوسف العاني، ولنفس المخرج إبراهيم جلال، وكانت تحمل اسماً فنياً في الإعلانات (زاهدة سامي) استمر معها الى ما بعد تموز 1958، حيث مثّلت تحت هذا الاسم أيضاً في مسرحيتي (آني أمك ياشاكر) و (اهلا بالحياة).

بعد أن أنهت الدراسة المتوسطة عام 1958، وهي ما تزال تعمل في فرقة المسرح الحديث، كانت مواهبها الفنية وثقافتها المسرحية قد تبلورت الى حد كبير بالتمارين والمراس على يد إبراهيم جلال، ورعاية باقي أعضاء الفرقة لها، فدخلت معهد الفنون الجميلة – قسم المسرح – والذي كان منذ تأسيسه في عام 1945، ولغاية ذلك التاريخ 1959، معهداً يدرس فيه الذكور فقط، ولم تجرؤ أو حتى تفكر أي فتاة الإقدام على الدراسة فيه قبل آزادوهي”.

ويكمل: “تعلمت آزادوهي الكثير في المعهد، بما يساعدها في أن تتخلص من الخجل والتوجس وتمتلك شخصية متحدية، وجرأة اجتماعية، من هذه التمارين الطريفة وغير المألوفة في العادات العراقية آنذاك، والتي كان يطلبها منها أستاذها بهنام ميخائيل، أن تتوقف مثلاً عند ماسح أحذية في الشارع وتطلب منه أن يمسح لها الغبار عن حذائها الذي تحتذيه. بعد أن تخرجت من المعهد عام 1962، عيّنت معلمة في بغداد، ثم سرعان ما اعتقلت وطردت من التعليم بعد انقلاب 1963، واضطرت خلال الفترة من 1963 وحتى 1965 للعمل كحلاقة في صالون نسائي لسد الرمق.

بعد أن أعيدت لفرقة المسرح الفني الحديث أجازتها في عام 1965، وجرى لمّ شمل الأعضاء القدامى إليها اشتركت بنشاط في كل الأعمال المسرحية التي قدمتها في تلك الفترة (فوانيس)، (صورة جديدة)، (مسألة شرف)، (المفتاح)، (النخلة والجيران)، و(الخرابة).

كانت تعمل في صالون الحلاقة بشكل متواصل من الساعة التاسعة صباحاً الى الساعة السابعة مساءً، ثم تتمرن من الساعة السابعة وحتى الساعة العاشرة في مقر الفرقة، دون أن تأخذ أجوراً على عملها المسرحي، كباقي أعضاء الفرقة في ذلك الزمان.

أعيدت الى الخدمة في عام 1968 عندما شملها قرار بإعادة جميع المفصولين لأسباب سياسية، الى وظائفهم، وعيّنت معلمة، ولكن هذه المرة في مدينة بعيدة هي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، والرمادي تبعد عن بغداد غرباً بـ 200 كيلومتر، فتضطر أن تستيقظ في وقت مبكر وتذهب لتقطع يومياً مسافة ساعتين في الباص ذهاباً لتلتحق بعملها في الوقت المناسب، ثم تقطع نفس المسافة بعد انتهاء الدوام الرسمي في طريق العودة الى بغداد، لتذهب بعدها مسرعة الى مقر المسرح الفني الحديث لتتدرب على مسرحيات تعد للعرض. ثم تصل في نهاية مطافها اليومي الى البيت وهي منهكة فيما يقارب منتصف الليل.

بقيت على هذا الحال أكثر من ثلاث سنوات، أتعبها التنقل اليومي بين مدينتين، فاضطرت للسكن والاستقرار في الرمادي والتفرغ لعملها الوظيفي فقط، يأساً من أي حل قريب لمشكلتها.

لكنها لم تقف ساكنة في انقطاعها عن العاصمة وأجوائها المسرحية، شكّلت هناك للتنفيس عن طاقاتها الفنية فرقة مسرحية محلية من خريجي معهد الفنون الجميلة من أبناء المدينة، وبعد عشر سنوات من الشقاء في الرمادي والإبعاد المتعمد عن بغداد والانقطاع عن مسارحها، انتهت عذاباتها في عام 1977 بنقل خدماتها الى الفرقة القومية الحكومية، وعادت الى النشاط المسرحي في أعمال مهمة للفرقة القومية، وواصلت إبداعها دون انقطاع”.

وفاتها..

توفيت الفنانة العراقية “آزادوهي صاموئيل”، الجمعة 25 فبراير 2023، عن عمر ناهز 81 عاما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة