6 أبريل، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

سكان جوف الأرض (2).. منعت أمريكا أية أخبار عن تلك الكائنات

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد – سماح عادل

سنكمل مغامرة ” ريتشارد بيرد” لنتعرف على ما قاله له سكان جوف الأرض.

مذكرات “ريتشارد بيرد”..

يحكي ” ريتشارد بيرد” في مذكراته كيف دخل إلى جوف الأرض وقابل سكانه يقول: ” هناك أصوات تصدر من جهازنا اللاسلكي، ويأتي صوت إنكليزي خافت كان بلكنة إنكليزية ألمانية. والرسالة هي: أهلاً وسهلاً يا أدميرال بيننا، سوف تهبط أرضا في غضون سبع دقائق، استرخِ يا أدميرال، فأنت في أيد أمينة. لقد لاحظت أن محركات طائرتنا توقفت عن الدوران، والآن طائرتنا تحت تأثير سيطرة غريبة تحركها بنفسها، كما أن أجهزة التحكم أصبحت عديمة النفع.

وصلتنا رسالة لاسلكية أخرى، نبدأ عملية الهبوط الآن، وقد بدأت الطائرة تهتز بخفة لعدة دقائق، وتبدأ بالانحدار كما لو أن رافعة غير مرئية تمسك بها. إنني أقوم بتسجيل آخر الملاحظات في سجل الطيران، عدة رجال قاماتهم طويلة وشعرهم أشقر يقتربون من مركبتنا مشياً على الأقدام، وعلى مسافة منا بدت هناك مدينة تومض بشكل خفيف نابضة بخطوط قوس قزح. ما كنت أعرف ماذا سيحدث الآن، ولكنني لم أرى إشارات لأسلحة يحملها هؤلاء الناس، ثم أسمع صوتاً يناديني بالاسم ويأمرني بفتح باب البضائع، فأستجيب للأمر…. نهاية السجل.

اعتباراً من هذه النقطة سأكتب كافة الأحداث بالاعتماد على ذاكرتي. هذا الأمر لا يصدّق إنه يفوق الخيال يمكن اعتبار كل هذا عبارة عن جنون لولا أنها تحدث حقاً!

أخرجنا أنا ورجل اللاسلكي من المركبة حيث استقبلنا بأقصى الترحيب ثم اصطحبنا إلى منصة صغيرة شبيهة بعربة نقل دون عجلات تحركت بنا بسرعة كبيرة باتجاه المدينة المتوهجة. وحالما اقتربنا بدت المدينة وكأنها مصنوعة من مادة شفافة، وفي الحال وصلنا إلى مبنى كبير لم يسبق لي رؤية مثيل له من قبل، بدا لي وكأنه من تصميم فرانك “لويد رايت””.

ويواصل: “قدموا لنا نوعاً من المشروبات الساخنة، لم يكن لها طعم ظاهر لكنه يبدو لذيذاً، وبعد عشرة دقائق جاء مضيفانا اللطيفان وطلبا مني مرافقتهما لم يكن لدي الخيار سوى أن أستجيب. تركت رجل اللاسلكي خلفي ثم مشينا مسافة قصيرة ودخلنا إلى مكان يبدو أنه مصعد، نزلنا منحدرين لبضع دقائق. توقفت الآلة وتحرك باب المصعد إلى الأعلى بهدوء ثم تقدمنا نازلين على طول طريق القاعدة التي أضيئت بضوء وردي كان منبثقاً من الجدران نفسها، أشار إلى أحدهما بأننا قد وصلنا. وقفت أمام باب كبير وفوق الباب كانت عبارة مدونة لم أستطع قراءتها، فتحت زلاجات الباب الكبير دون صوت ودعيت للدخول، قال أحد المضيفان: لا تخف أيها الأدميرال عليك مقابلة السيد.

دخلت وخطف نظري اللون الجميل الذي ملأ الغرفة، بعدها بدأت أرى ما يحيط بي وما رأت عيني كان المنظر الأكثر جمالاً والأهم من وجودي في الداخل، ففي الحقيقة كان شيئاً جميلا جدا ورائعا، كان منظرا لطيفا خلابا، لم أعتقد أن هنالك تعبيرا بشريا يصف بالتفصيل كل هذا وينصفه! صوت دافئ وقوي قطع سلسلة أفكاري بأسلوب حميم: “أقول لك أهلا وسهلا في ديارنا أيها الأدميرال”، رأيت رجلاً بملامح أنيقة لطيفة تحفر السنون على وجهه، كان يجلس على طاولة طويلة أشار لي أن أجلس على إحدى الكراسي وبعد أن جلست شبك أصابع يديه وتبسم، تكلم مرة ثانية بهدوء وقال لي: لقد سمحنا لك أن تدخل هنا لأنك شخص نبيل ومعروف على سطح العالم أيها الأدميرال تنهدت نصف تنهيدة: “نعم”، أجاب السيد بابتسامة:” أنت الآن في منطقة “الأرياني” في القسم الداخلي للكرة الأرضية! سوف لا نؤجل زيارتك طويلاً، وستعود بأمان إلى سطح الأرض”.

حروب شرسة..

وعن الحروب الشرسة نرى حديث الكائن ل”ريتشارد بيرد”: “والآن أيها الأدميرال سأخبرك لماذا استدعيت هنا، إن اهتمامنا بجنسكم البشري الذي فجر القنابل الذرية الأولى فوق هيروشيما وناجازاكي في اليابان وكان ذلك الوقت وقتاً مزعجاً أرسلنا فيه المركبات الطائرة التي تدعى “فلجلرادس” إلى سطح عالمكم لبحث ما كان قد قام به جنسكم البشري. ذلك بالطبع كان تاريخا قد مضى الآن أيها الأدميرال العزيز ولكن هناك المزيد من الكلام، أنت تعرف أننا لم نتدخل من قبل في حروبكم العنصرية والبربرية ضد البشرية، والآن علينا أن نتدخل لأنكم تعلمتم أن تتلاعبوا بطاقة ليست من قوى الإنسان أساسا إنما هي قوة الطاقة الذرية.

لقد استلم جواسيسنا رسائل مسبقة عن قوى عالمكم وبعد ذلك لم يعيروا انتباههم لها أما الآن فقد اختاروك أن تكون شاهدا هنا بأن عالمنا حي. وأنت تعرف أيها الأدميرال أن ثقافتنا وعلمنا سابق لعنصركم البشري بعدة آلاف من السنين. قاطعته: ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لي أيها السيد. ثم بدت عيناه تمخران عقلي بعمق، وبعد عدة لحظات أجاب: إن عنصركم البشري قد وصل الآن إلى نقطة اللاعودة. هززت برأسي ثم استمر السيد قائلاً: في عام 1945م وما بعده حاولنا أن نتصل بجنسكم البشري، بيد أن جهودنا واجهت العداء حيث أطلقوا الصواريخ على مراكبنا الـ ” فلجرلونت” نعم، حتى أن طائراتكم الحربية لاحقتها بحقد وعداوة، لذلك أقول لك الآن يا بني أن هناك عاصفة قوية تتجمع في عالمكم، إن هناك غضب أسود لا يتلاشى لعدة سنوات سوف لا يكون هناك جوابا أو حلا في قواتكم المسلحة وسوف لا يكون هناك أمان في علمكم وتكنولوجياتكم.

ويمكن أن يتفاقم الوضع حتى أن كل زهرة من زهرات ثقافتكم تداس وكل ما يخص البشرية جمعاء توضع في مرحلة اضطراب كبير. كانت حربكم الأخيرة مقدمة لمآسي كثيرة سيعاني منها جنسكم البشري. إننا ندركه هنا بوضوح.. و يتضح أكثر في كل ساعة. هل تقول إنني على خطأ… أجبت: لا، لقد حدث ذلك مرة وجاءتنا العصور المظلمة واستمرت لأكثر من خمسمائة سنة.

أجاب السيد: نعم يا بني، إن هذه العصور المظلمة ستأتي الآن على جنسكم البشري وستغطي الكرة الأرضية مثل غطاء النعش ولكنني اعتقد أن بعض من جنسكم البشري سينجو من وسط العاصفة ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك وإنني أرى أفق بعيد المدى حيث أن عالمكم سينهض من الدمار الذي خلفه جنسكم البشري، ويبحث عما خسره من كنوزه الأسطورية الضائعة.. لكنها ستكون هنا يا بني آمنة في رعايتنا.

وعندما يحين الوقت سنتقدم إلى الأمام ثانية لنساعد على إعادة إحياء ثقافتكم وجنسكم البشري وربما عندها تكونون قد تعلمتم توافه الحرب و النزاعات وبعد ذلك، يمكن لبعض من ثقافتكم وعلمكم أن يعود لجنسكم البشري ليبدأ منحى جديد أنت يا بني عليك أن تعود إلى سطح الأرض حاملاً هذه الرسالة …!!

بهذه الكلمات الختامية يبدو لقائنا في نهايته وقفت للحظة كما لو كنت في حلم أما بعدها فقد عرفت أن هذا الحلم أصبح حقيقة ثم انحنيت ببطء لسبب غريب ما إما الاحترام أو التواضع لم أعرف أيهما فجأة كنت مجددا مدركاًأن المضيفين اللطيفين الذين جاءا بي إلى هنا كانا من جديد إلى جانبي، تحرك أحدهم قائلاً: من هنا أيها الأدميرال!”

ويكمل عن رجوعه: “عدت أكثر من مرة ونظرت للخلف نحو السيد، ابتسامة رقيقة كانت قد طبعت على وجهه الضيف القديم والعجوز فقال: وداعاً يا بني ثم أومأ بيد جميلة نحيلة بحركة هادئة. وكانت مقابلتنا انتهت حقيقة وانتهى الاجتماع بإخلاص. وبسرعة عدنا من الباب الكبير لحجرة السيد ومرة أخرى دخلنا إلى المصعد. نزل الباب بهدوء وبلحظة كنا في الأعلى إحدى المضيفين قال مجدداً: يجب علينا الآن أن نسرع يا أدميرال، فالسيد لا يرغب أن يعوق جدول أعمالك لوقت طويل، عليك أن تعود برسالته بأقصى سرعة إلى جنسك البشري. لم أقل شيئاً، لكن لازلت أعجز عن تصديق كل هذا، وقطعت سلسلة أفكاري من جديد حين توقفنا ودخلت الغرفة وكنت مع رجل اللاسلكي الذي كان قلقاً وحين اقتربت قلت: “حسناً، هاي، كل شيء على ما يرام “.

أشار لنا المرافقان باتجاه آلية النقل، فصعدنا، وبعد لحظات وصلنا إلى مكان طائرتنا. كانت المحركات خاملة وصعدنا إلى الطائرة فورا، بدا الجو مشحونا بحالة طوارئ . وبعد أن أغلق باب البضاعة ارتفعت طائرتنا بواسطة قوة خفية إلى أن وصلنا على ارتفاع 2700 قدماً كانت المركبتان المرافقتان تطير بجانبنا تقودنا إلى طريق العودة. علينا القول هنا أن مؤشر السرعة لم يسجل إي قراءة مع إننا نتحرك في الهواء بسرعة عالية جدا.

وصلت رسالة لاسلكية تقول: إننا نغادركم الآن أيها الأدميرال.. أجهزة التحكم أصبحت حرة عندكم الآن وقد راقبنا طائرات “الفلجلارد” التي يقودونها وهي تطير مبتعدة إلى أن اختفت في الأفق. فجأة شعرت المركبة كما لو أنها تهبط بشكل حاد! وبسرعة سيطرنا من جديد على جهاز تحكمها، فاستقرت الطائرة ثانية. لم يتكلم أحدنا مع الآخر لفترة زمنية طويلة، حيث أن كل منا يحاول أن يستجمع ما حصل في الساعات العجيبة السابقة.

ومن جديد نحن فوق مناطق الثلج والجليد الشاسعة وعلى وجه التحديد27 دقيقة من قاعدة المعسكر، نتصل بهم لاسلكياً يجيبوننا لنسجل التقرير المعتاد عن الأحوال هي أحوال عادية قاعدة المعسكر تعبر عن ارتياحها في اتصالنا “.

منع وحصار..

وعن رد فعل النظام الأمريكي على ما حدث يواصل “بيرد”: “في الحادي عشر من آذار 1947م كنت قد حضرت اجتماعا لهيئة الطيران في البنتاجون وصرحت على الملأ بما شاهدته وبالرسالة من السيد الذي قابلته. كل شيء مسجل وقدمت النصيحة إلى الرئيس. وقد احتجزت لعدة ساعات، وجرت معي مقابلة من قبل قوات الأمن العليا والفريق الطبي. كانت بمثابة محنة. وضعت تحت الإقامة الجبرية من قبل جميع فروع الأمن الوطني للولايات المتحدة الأمريكية.

أمرت بأن أبقى صامتاً بخصوص كل ما شاهدته وسمعته في مهمتي المذكورة خاصة تلك الرسالة الموجهة لكافة البشرية هذا لا يصدق! ثم تذكرت بأنني رجل عسكري ويجب على أن أطيع الأوامر.

في 30/12/1956م مرت هذه السنوات القليلة منذ عام 1947 والتي لم تكن فترة سهلة والآن أقوم بآخر مدخل لي في هذه المذكرة الوحيدة وبالختام يجب أن أصرح بأنني قد احتفظت بهذا السرّ بصدق وأمانة كما أمروني، طوال هذه السنوات. رغم أنها كانت ضد قيمي الأخلاقية. أما الآن فأشعر أن الليل الطويل قادم وهذا السر سوف لا يموت بموتي بيد أن الحقيقة الجلية هي التي ستنتصر.

يمكن أن يكون هذا الأمل الوحيد للبشرية. لقد تعرفت على الحقيقة وقد رفعت بمعنوياتي عالياً، وحررتني. وقد قمت بواجباتي كاملا تجاه بلادي والتي هي في الحقيقة تجاه الشركات الصناعية العسكرية المتوحشة أما الآن، حيث يبدأ الليل الطويل بالاقتراب وكأنه لن يكون له نهاية كما ليل المناطق القطبية الطويل لكن في نهايته ستبزغ الشمس من جديد نور الحقيقة الساطع سيشع بقوة وهؤلاء الناس الذين يعيشون في الظلام سيطولهم نورها ويغمرهم”.. لقد شاهدت تلك الأرض المزدهرة وراء القطب الشمالي حيث يكمن المجهول العظيم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب