8 سبتمبر، 2024 2:34 ص
Search
Close this search box.

Covid-19 مسلسل موجات تحور

Covid-19 مسلسل موجات تحور

د. ليث المهدي
يواجه العالم تحديات متعددة منها جائحة عالمية وأزمة مناخية. في يناير 2020 بدات أزمة صحية مزمنة ناجمة عن تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد COVID-19 ، وأدى انتشاره عالمياً إلى خسائر ضخمة في كثير من القطاعات الاقتصاد الحيوية.
لقد وجدت حوالي عشرة تحورات او متغيرات (Variants) منذ ظهور Covid-19 من سلالة التاجي الاصلي SAR-CoV-2 (السلالة المهيمنة على العالم) وهي موضحة بالجدول رقم (1). يتم التعرف على المتحور (Variant) من خلال الطفرة التي تحصل على البروتين الشائك S-Protein ، وهو نتوء على غلاف الفيروس يتيح له الالتصاق بالخلايا البشرية مسببا المرض (شكل 1 و 2 ).

ان الاختبارات المستخدمة للكشف عن COVID-19 قد لاتخبرنا عن نوع الفيروس المتحور لدينا.


عندما يصيب الفيروس الخلايا البشرية فان آلية استمراره تتم من خلال عملية النسخ لذاته اي يتم نسخ نفس الشيفرة الجينية RNA لتكوين او صنع جزيئات فيروس جديدة قابلة للاستمرار على البقاء. احياناً وفي بعض الحالات (الاحتمال واحد في المليون) في اثناء آلية نسخ الفيروس لنفسه تحدث بعض الاخطاء البسيطة مما قد تتحول الى طفرات. علماً ان اكثر هذه الطفرات غالباً ما تكون محدودة وبسيطة وغالباً لاتستمر في البقاء اي تموت.
بشكل عام ان الفيروسات اذا دخلت الخلية (في النبات او الحيوان او الانسان) فانها تتكاثر باستمرار داخل الخلية وكلما كان هناك تكرار اكثر للفيروس فربما وليس بالضرورة قد يحدث تغير بسيط (اخطاء). لكن هذا لايعني ان يظهر في كل بضعة أشهر متحور جديد variant في دولة ما. هذا مخالف للطبيعة لان الفيروسات اذا استطاعت ان تتحور في النبات او الحيوان او الانسان فانها تحتاج لعشرات السنيين كي تتكيف مع البيئة الجديدة لتتحور ومن ثم قد تحصل طفرة ما.
النظريات التي نشرت عن متحور فيروس كرونا (Covid-19)
من المحتمل ان أصل الطفرة البريطانية Alpha (B.1.1.7) كان في شخص كان يعاني من ضعف في الجهاز المناعي. نفس هذا الشخص مرض بالكورونا ولم ينجح جهازه المناعي في القضاء كليا على الفيروس. نتيجة لذلك استمر الفيروس في التكاثر وحدث خلال ذلك حصول الطفرة الجديدة التي سميت لاحقاً Alpha.
تقول إحدى النظريات عن متحور Omicron في جنوب افريقيا ربما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كما هو الحال في الاشخاص المصابين بفيروس HIV فان الفايروس يبقى لفترة اطول في اجسامهم، ومن هنا فان الفيروس كان قادرا على النمو والتطور بشكل مطرد. هولاء المرضى قد يكونون مصدرًا لمتغيرات فيروسية جديدة اي طفرة.

غالباً الاحتمالات المذكورة اعلاه عن نشوء متحور جديد تعتبر غير دقيقة علمياً. ان الفايروس عندما يدخل الى جسم ضعيف المناعة مثل مرضى نقص المناعة البشرية (الإيدز) فان الفايروس هنا لايجد مقاومة في الجسم وبذلك يتمكن على الجسم الضعيف ويقضي علية. غالبا الفيروسات تشكل او تطور مناعة مع مرور الزمن وذلك عندما تجد مقاومة في جسم المضيف ان كان نبات او حيوان او انسان.
ماذا تساعد الطفرة في المتحور الجديد
تجعل الفيروس اكثر قابلية للانتقال واكثر عدوى.
تساعد الفيروس المتحوّر على الارتباط والالتصاق بقوة أكبر بمستقبلات ACE2 التي تساعده على دخول الخلايا البشرية بسهولة أكبر.
ربما الطفرة تساعد المتحور على مقاومة بعض الاجسام المضادة.

ولكن حتى الآن، ما يزال من غير الواضح ما إذا كان اي متحور له قدرة قابلية الانتقال من سلالة التاجي الاصلي SAR-CoV-2 (السلالة المهيمنة على العالم) الى متحور او سلالة جديدة في فترة زمنية قصيرة على مدى عدة أشهر؟.

الطبيعة خلقت بشكل دقيق ومتوازن بحيث لاتسبب الاضرار للكائنات الحية بل تساعد احياناً على تفاديها. ان تدخل العامل البشري المقصود يلحق اضراً في البيئة وفي الكائنات الحية سواء كانت نبات او حيوان او انسان.

أحدث المقالات