18 ديسمبر، 2024 11:04 م

بين العمامة والانتقاد

بين العمامة والانتقاد

تتقاطع المنطلقات بين مؤيداً ومعارض ، وبين ممتدحاً وناقد ، دائهم انهم يتبعون منهج الوجود والعدم في انتقادهم ومدحهم مبتعدين كل الابتعاد عن المنطلقات العقلية والمنطقية في تقييمهم ، هنالك مجموعة حقائق يجب تسليط ألضوء عليها من أهمها :
1: في الاسلام ليس هنالك رجال دين لان الاسلام ليس فيه طبقات كما كان موجوداً في اوربا نتيجة التكتلات التي انشأت طبقة رجال الدين  ، في الاسلام يوجد علماء حالهم حال اَي تخصص علمي أو انساني اخر لان العالم كله متوجه نحو التخصص في ادق وابسط التفاصيل ، ان تعيب عليهم ذلك فهذا يعني انك تريد العودة الى ما قبل الثورة العلمية التي نادت بالتخصص ، وهذا ما لا ينسجم مع المنطق والتفكير العقلائي
2- قبل ان تطالب بفصل الدين عن السياسة أو الحياة بكاملها يجب عليك ان تطلع على علوم الأديان التي قسمت الأديان الى ( أديان الحد الأدنى ، أديان الحد الأعلى ) واعتمدت في تقسيمها على ان هنالك مجموعة من الأمور يجب ان يتضمنها كل دين ليكون ديناً وهو ( قصة كونية ، عبادة ، عقيدة ) وهذه المعايير الثلاث هي الحد الأدنى لان بعض الأديان كالإسلام تحتوي على ( تشريعات ، اخلاق ، وغيرها ) لذا حينما تطالب بتطبيق شعار على جميع الأديان فهذا يعني انك جاهل في هذا الأمور ولا تملك اي معرفة تفصيلية بما تنتقد
3- ان علماء الدين ليس لهم سلطة على احد ولا يمكنهم ان يجبروا احد على فعل امر لا يرغب به لان الله تعالى حين خاطب الرسول الكريم ص قال له ” إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ” وايضاً في أية اخرى قال تعالى ” من شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر ” وهذه الأيات جاءت مختصة بالدِّين فكيف بما يرتبط بالحياة العامة أو الحياة الخاصة للأفراد ، ولهذا فان علماء الدين لا يملكون اي سلطة قاهرة على الأفراد لإجبارهم على عمل معين او خيار دون غيره من الخيارات
4- متى تم الالتزام بوصية علماء الدين عموماً أو المراجع خصوصاً ليكونوا هم سبب التأخر ، أنتم دائماً معارضين لهم في كل شيء ( المعارضة من اجل المعارضة ) ، فرمي رجال الدين بتهمة انهم سبب التأخر يجب ان يطاعوا في بادئ الامر ليكونوا هم السبب ، والا فكيف يتم اتهام من ليس له امر مطاع ، ولا سلطان قاهر على الأفراد !؟
5- العراق عاد الى أهله وتحرر وتخلصنا من ابشع هجمة بربرية عرفها العراق بفضل فتوى المرجع الأعلى أو كما يسمونه ( رجل دين ) ، وإغفال هذا الامر او تناسيه يعكس ان المنتقدين او الرافضين لدور علماء الدين إنما يرفضون الدور نتيجة عقدة يعانون منها ، وليس لما يسببه هذا الدور على حد قولهم
6- حينما يتم الحديث عن الجانب الإنساني وحقوق الانسان والرعاية لذوي الشهداء ورعاية النازحين وتوفير الملاذ الأمن لهم اضافة الى الغذاء وقبل كل ذلك حفظ كرامتهم ، فمن اكثر من مكاتب العلماء دعماً وتوفيراً ورعاية ً للشرائح المذكورة آنفاً ، وهذا ما لا يمكن انكاره من اي متابع منصف ، بينما المنتقدون اكتفوا بسهر الليالي ( الحمراء ) وشرب الكحول حزناً على النازحين !
ويطول الحديث عن العديد من التناقضات التي نعاني منها ولكننا نحاول ان نخفيها أو نرمي بها على الآخرين ، فان كان ليس هنالك مفر من ذلك فاتركوا علماء الدين يخدمون المجتمع بدل ان تعيقوهم بكلامكم الفارغ الذي تنطقونه في كل وقت ومكان حتى اصبح يرافقكم أينما حللتم من دون حياء أو احترام لمشاعر من يقدرون ويحترمون علماء الدين الذين لا يودون التصادم معكم بسبب قلة احترامكم لمعتقدهم ومتبنياتهم .