بدت الأشياء المنجزة ملوثة لأن لم يكن لها نقيض لمواجهة العالم الخارجي ، فقد تم تعريف الواقع من خلال رؤية الوقائع المرئية ، سواء بالقص أو عن طريق العروض السينمائية ، وكان لتضخيم الأصوات وتقنيات الألوان والحيّل البصرية دورها في تقليص فجوات الإزدراء بين البياض والسواد ، وبين قبول الخلاص الحتمي وشرعنة اليوم المظلم أمام الثنائية الأبدية كي يبلغَ أحدٌ من بين التعساء أمورا عظيمة، وللتو حين سمع المنسيون ذلك خرجوا من المتاهة وكتبوا إهداءاتهم على صفائح المعدن قبل أن تُملأ البواخر بالنبيذ المرسل من جزيرة كريت ،
وعلى مسافة غير مُقدرة كتب أول إهداءاته لها :
لم يرحل
من أصحابِكِ أحدٌ
أيتها المعبودة
لن نشرب الجعةَ في المقاهي
سنشربها في درب النزهة
بين أشجار الزيزفون ،
وبطبشورٍ باردٍ كتَبَت له :
الذي يسيل
أزرق
من تحت جلدك الأبيض
بألحان وردية
محدثا إياك
باللغة الصريحة
أنا
لاغيري
تلك التي تعرفها ،
ومن هنا بدأت الفواصل بالإقتراب ، ماتمناه هو لمعيشة السنة الأولى وماشغل باله حين ترك الندى مبكرا سرير العشب ، وماشغل بالها هيَّ أن يظل
الرجال عراة الجذوع ،ومن يستمع لتلك الشواغل يعلم أن هناك أشياء تظل في لوائح الأسرار لذلك كان إفتعال النسيان ضمن مصائد الوهم وطلاء الروح بالحسرات رغم أن الآلهة قد ظهرت لها عشرات المرات بل أن زيوس نفسه أقسم لها بأنه سيلتقيها في مدرجات الأولمب ويمنحها الخلود ، مقابل ذلك الإنتظار كانت رؤية المكان رؤية مطلقة خارج النوع والإنتماء واللونية (أنتِ أيتها الشعوب .. إهرعي الى هنا )ليكون لنا أجمل المغامرات النبيلة على خطوط التوازي التاريخي وستكون الأسرار وحتى المخيفة منها أشكالا مرئية تستطع حواسنا من إلقاء القبض عليها ويكون لنا الحق أن نقول لاحاجة لنا بما سيقولهُ زيوس ولسنا مبالين إن وصل النبيذ من كريت أو لم يصل ، أو قراءت الآلهة الإهداءات التي نتبادلنا ، أو حتى أريد بنا ما أريد ،