مسعود وفي الزمن اللاقومي, قادم من عتمة مخيلته ليعود اليها بأمبراطورية وهم لا تغيب عنها الشمس, هكذا قبله حلم مجانين القومية العربية فسقطوا في حفر الحقيقة تاركين خلفهم شعوباً مشوهة فاقدة المعنى, يرسم حدوده من شمال العشيرة الى جنوبها ومن شرقها الى غربها, معتقداً وحده الضرورة ولا شيء سواه, هو الشعب اذا نطق ومن مزاجه الشخصي يولد الدستور والقوانيين والديمقراطية, السلطات والثروات والسطوة والوجاهة والأعلام حصته, يحدد اقدار الناس ولا وريث له غير الذين خرجوا من خصية فرسان العائلة وكأن الأكراد شعب معوق تحت وصايته ورحمته.
انه آخر ما تبقى من سلالة الأنغلاق العشائري, متكلس بين فكي محارة حزب العشيرة, لا يرى من خارج عالمه الضيق ما يحدث من تحولات ومتغيرات في بحر الأهتزازات الوطنية الأقليمية والعالمية, نهج منفرد لا يصلح للأندماج مع محيطه, لا يفرق في حضن اي شيطان كان او سيكون, يحاول فصال الدنيا على مقاس محارة العائلة وحزب العشيرة.
كم مرة خرج عن اطاره الوطني وخذل بيئته وسقط من عشه في مستنقع العزلة والأنهيار, واهماً ان ورمه عافية يستطيع فيه الأستحواذ على شمال العراق وجنوب تركيا وغرب ايران وشرق سوريا وفي كل جانب له بحر يصدر منه فائض اوهامه, وبوسع امبراطورية اقليمه ان تعلن حرباً كونية باردة متحالفاً مع اقطاب شياطين لعبة المصالح الدولية الأقليمية, يجتر حلمه كابوساً مكبوساً داخل محارة العائلة وحزب العشيرة.
خذل العراق ووضع اقليمه على طاولة اللاعبين, فوجد نفسه (خردة) يتبادلها اللاعبون, كان مسؤولاً عن ابشع الأنتكاسات الدموية, ارواح دماء وهجرة ضياع في الشتات, لكنه ومن شدة تأثير مسكنات موروثاته العائلية لا يقر هزائمه وانه المنتصر ما دام حزب عشيرته مؤهلاً لصفقة خذلان جديدة وانه الوريث الشرعي لأمبراطوية جنون مخيلتة.
قبل 2003 وبعدها لعب ادوار جوكر الفتنة والوقيعة في لعبة مشاريع الأطماع الخارجية, انهك الدولة العراقية وجلب لشعبه كراهية المكونات الشقيقة وخاصة عراقيو الجنوب والوسط المعروفين بطبعهم التضامني, وخسر صداقة وثقة مكونات عراقية من داخل الأقليم كالتركمان والكلدواشوريين والأيزيديين والشبك, في لعبة بمنتهى القذارة, جعل من اربيل ماخوراً لدواعش الخلافة الأسلامية ومنفذاً كريهاً لأحتلال ثلث الأراضي العراقية وسلم اراض من جغرافية الأقليم, وبعد ان وجد نفسه مهدداً في عقر اربيله, استنجد بايران والتحالف الدولي.
كنا نعتقد ان الثروات النفطية المهربة وحصة الأسد من الموازنة العراقية وواردات معابر الحدود في الشمال تذهب لأزدهار الأقليم, وكنا نحسد اشقائنا, الأحداث الأخيرة كشفت عن فساد مسعود وحبربشية حزبه, الشعب الكوردي اختار طريق التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقه المشروعة, هذا الذي لا تستوعبه مخيلة القائد الضرورة, وبدلاً من الشفافية في تفهم وتلبية مطاليب المتظاهرين, يطلق حزب العشيرة الرصاص الحي على صدور الأبرياء لتسقط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح ثم يحاول واهماً تاديب احزاب وقوى كردستانية لها عمق جماهيري لا يستهان به وكأنها افخاذ في عشيرته.
حزب قوارض العشيرة, كالقطط التي تفترس صغارها, يتعامل بوحشية موروثة مع متظارين مسالمين دفعتهم قسوة العوز الى المطالبة بحقوقهم المشروعة, وهم على يقين ان ثروات الأقليم تذهب الى الخزائن السرية لعوائل المنتفعين من حزب العشيرة المتسلط جاهلياً على رقابهم, انه شعب كما نعرفهم, يرفضون ان يسرق من يمثلهم ثروات وطن ينتمون اليه وارزاق اشقاء لهم.
نسألكم انتم دعاة النضال والعلمنة والليبرالية واليسارية والتمدن و “يا عمال العالم اتحدوا” هل بوسعكم ان تفسروا لنا ما يجري في الأقليم من استهتار وغطرسة عشائرية, وانتم اعضاء اللجنة العربية للتضامن مع القضية الكردية, ماذا تقولون ازاء الكارثة التي تهدد صميم القضية, وعن ديمقراطية الرصاص الحي ومنع رئيس السلطة التشريعية الدخول الى اربيل وهو الأكثر شرعية واهمية من رئيس تصريف اعمال في الوقت الضائع, وشاب متبرج وبميوعة صبيانية يعزل خمسة وزراء هم اكثر شرعية من كامل شلة قطاع الطرق لحزبه, دعاة الشفافية بربكم اين شفافية نيجرفان وديمقراطية مسعود ومدنية حزب العشيرة..؟؟؟.
شخوا مقالاتكم وبياناتكم وتحليلاتكم والمتبقي من اسهالاتكم الفكرية والسياسية والنظرية فقط قولوا شيئاً, سنصدقكم كالعادة حتى ولو كان كذباً من وزن التدليس, قولوا قبل ان نقول لكم, ان مسعودكم اصبح نافقاً مستهلكاًعلى قارعة الأرهاصات القومية وقد تجاوزت نهايته استحقاقات الأصلاح والتغيير, ولا يوجد بعده من يتصفح سجلات المكرمات ودفاتر الأرتزاق, عليكم كأهون الشرين ان تتمسكوا بعروة المتبقي من بقاياكم لعلكم تتناسون ما كنتم عليه, ضعوا اقلامكم في مشاجب التوبة والندم, الناس لازالوا طيبون متسامحون ومستعدون ان ينسوكم وينسوا ما كنتم عليه, فالشق ايها الرفاق اتسع والرقعة “خشت بالغسل” .