ورد في إحدى زيارات الحسين عليه السلام، بعد قول:( لبيك داعي الله):إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ورأيي وهواي.
العالم النحرير، والمتبحر في علم المعقول والمنقول، وحيده عصره، الفقيه آية الله الشيخ جعفر التوستري ـ قدس سره ـ شرح في كتابه( الخصائص الحسينية)، معنى:(لبيك داعي الله)، قال:
(والوجه في التلبية انه الداعي الثاني الى الله بعد جده، فأنه الداعي الأول، دعى الى الاسلام والشهادتين؛ فأظهرهما الله بنصره برعب القلوب وذلك بأمداد الملائكة، وبحسام اسد الله الغالب عليه السلام،…
والحسين عليه السلام داعي الله الثاني، دعى الى الايمان والاعتقاد بالامام الحق، والأئمة الراشدين، ودعاؤه الى ذلك كان بشهادته ومظلوميته،…)،ثم عرّف التلبيات السبعة الواردة في الزيارة، لاستنصارات سبعة وقعت منه عليه السلام،ومنهم من أجاب التلبية، ومنهم من رفض وتعذر.
من استنصاره عليه السلام، من أشراف الكوفة ممن يظن انه كان على رأيه وهو: بسم الله الرحمن الرحيم( من الحسين بن علي عليه السلام الى: سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجية، ورفاعة بن شداد، وعبدالله بن وال، وجماعة المؤمنين.
أما بعد فقد علمتم أن رسول الله( صلواته تعالى عليه وعلى آله) قال في حياته:”من رأى منكم سلطاناً جائراً؛ مستحلاً لحرام الله، ناكثا لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان، ثم لم يغيّر بقول ولا فعل، كان حقيقاً على الله أن يدخله مدخله”.
وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتولّوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، وأستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلال الله…).
هذه الأوصاف التي ذكرها الحسين عليه السلام، موجود في كل عصر ومصر، واليوم في العراق، تجدها في دواعش السياسيين الفاسدين( الذين أسأثروا بالفيء)، ودواعش الأرهاب( الذين لزموا طاعة الشيطان، وأحلوا حرام الله)، وبما ان لكل عصر داعية لله، فقد دعت المرجعية الدينية، لضرب الأثنين معاً، ضرب الفاسدين بيد من حديد، وفتواها بالجهاد ضد الأرهاب، لكن الحكومة لم تستجيب للتلبية بضرب الفاسدين، والحشد الشعبي أستجاب لفتواها بالجهاد، وحقق الأنتصارت الباهرة المتلاحقة، بفضل طاعة للمرجعية، وصدق النية مع المولى عز وجل.
نعم! ابيك داعي الله، سيدي أبا عبدالله عليك السلام مني، لقد أجابوا أستنصارك الحشد الشعبي، عندما لبّوا النداء، لولدك السيد السيستاني، فهو أمتداد لفكرك ومنهجك، وما زالوا ثابتين الخطى في ميادين القتال، يتأسون بأصحابك يوم عاشوراء، ويرددون إنشودة العاشقين:
يحسين بضمايرنه صحنه بيك آمنه لا صيحة عواطف هاي ولا دعوة ومجرد راي هاذي من مبادئنه.