18 نوفمبر، 2024 1:27 ص
Search
Close this search box.

الشهيد صالح حبيب الغالبي.. فتى الفرات/143

الشهيد صالح حبيب الغالبي.. فتى الفرات/143

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
“لا حكم للطاغية بعد اليوم” صرخة مدوية أطلقها فتى الفرات.. الشهيد صالح حبيب الغالبي، ملء الديوانية، التي ذهلت بجرأته.. شابا شجاعا، ذا صورةسحنة سمراء.
لاحقت صرخته البعثيين المتفرقة فلولهم، بعد هزيمة الطاغية المقبور صدام حسين، في غزو دولة الكويت الشقيقة، العام 1990، وهم يلتحفون أغطية الخيبة، على أسرة العدوان، مرتجفين فرقا، مرعوبين وقد نزلزلت عروشهم؛ فلم يغمض لهم جفن ليلتها، الى ان وقع الغالبي في قبضتهم.
بضعة أيام مرت، علت بعدها أصوات البنادق وشمر المنتفضون يزيحون أجهزة الأمن القمعية، من مقراتها الخسيفة، والشهيد صالح بين صفوف الشعب منتفضاً ضد سلطة الديكتاتور ضمن المقاتلين في آذار 1991، إذ جرت منازلة غير متكافئة بين جيش مدجج بأقوى أنواع الأسلحة، وثوار لا يملكون سوى أسلحة بسيطة وضمائر نقية.
صالح حبيب، نبت من طيب أرض “الكوجارات”.. عذب الشمائل، ذو نخوة تنتصر للمستضعفين بمواجهة الطغاة المستبدين، متصديا.. وعشرات المؤمنين يقاتلون من حوله.. ضد جيش بقيادة المقبور سيء الذكر صدام كامل المجيد .
تمتعت العلوية والدته، ببطولة منقطعة النظير، في سبيل إنقاذ جسد ولدها وفلذة كبدها البكر الشهيد صالح حبيب من أظافر وأنياب الوحوش التي تشبه بأشكالها البشر تتلبس عقل صدام كامل وحسين كامل وبقية الأسماء الممتلئة عفونة وبذاءة من الذين لم يستحقوا من ذاكرة العراقيين غير الذم وهم ينتقمون من جثث الشهداء ويسحقون الموتى بعقول متدنية.. مريضة .
فكم هو ثقيل، الألم الذي تحملته الوالدة الجليلة وهي تخفي خبر استشهاد ابنها صالح، مقدما روحه الطاهرة، فدى ذكر الله ودينه على الأرض، يؤسس حرية شعبية  مكفولة بالجد والعمل.
إستشهد الغالبي، أثناء قتال ضار، ضد جيش صدام، ودفن في مقبرة جماعية، ضمن أفواج مؤمنين آثروا الموت ليحيا العراق حراً كريماً، ريثما حقت صرخته على أرض الواقع، يوم الأربعاء 9 نيسان 2003؛ حين “لم يبقَ حكما للطاغية” فعلا.. صدقت نبوءة الشهيد، ولو بعد ثلاثة عشر عاما، وصدق ما عاهد الله عليه.. “إن الله متمٌ أمره”.

أحدث المقالات