لا عش يا طيرَ القطا *
تأوي اليه وتستقرْ
تغدو طريداً
في الدنا
إذ تشتهي دفءَ الشجرْ
ان نمتَ متَ بسهمهمْ
او طرتَ تعلو في خطرْ
اين المفرْ
اين المفرْ
ريحٌ تمورُ برملها
حولاءُ لا تبقى شموعاً أو تذرْ
تاه الشراعُ بحولها
والبحرُ مرآة
تراودها أخاديد الرزايا
في تسونامي الكسرْ
لا حضن ينبت بالمطرْ
اذ لا مطرْ
يأتي به هذا المطرْ
والجنحُ ضاقَ بثقلها
هذي حقيبتكَ التي
لا شيءَ فيها تصطفيهِ
من متاعٍ
للهروبِ من الخطوبِ
فالتجافي
للمنافي
والسفرْ
ملاى حقيبتك التي
حرثت ضلوعكَ
او ضياعكَ
بالحكاياتِ العجيبةِ
والقصائدِ والجمرْ
….الا الشعرْ
فرطتَ في كلِ الالى……
ولا
فلا….
يبقى لديكَ سوى الشعرْ
ضيعتَ ظلكَ في متاهتكَ
التي بدأت بدائرةٍ
تضيقُ على سؤالكَ…يا متى
حتى متى
هذي متاك طويلة شطبت برقبتها
عيون المستقرْ
آ….ياجبرْ
كسرتَ جبركَ يا جبرْ
ومددت طولكَ فوق نهركَ
كي يمر الناهبون سلالَ عمركَ يا جسرْ
وثقبتَ طولكَ كي تصير الناي
في شفة الضفافِ
فتستفيض بشدوها
لحنا يتوق له السحرْ
وغويتَ عمركَ يا جبرْ
قايضت في عمر القطا
عمراً تكورَ في سماءٍ تحتفي
فيها زواريبُ الجفرْ
وكسرتَ جنحكَ
كي تطير بنصفِ جنحٍ مستميتٍ
كم تبللَ باللظى ….
هلا تعللَ او تململَ واعتذرْ
وكم دنا
بالرشدِ صيادٌ حنونٌ
ما استمعت لنصحِ سهمهِ
ان اتى فصلُ الخبرْ
فانعم بدائمةِ الدوائرِ
اذ تعود اليوم من بلوى حجارتكَ
التي فارقتها لتصيرَ
في انكى حجرْ
القي حقيبتك الثقيلة
واسترحْ
وتوارى في عشٍ غريبٍ
عن غياهبِ غابةٍ
وانقر بمنقارِ الجماعةِ
من اطايبِ كلِ منقوعِ الثمرْ
آ…يا جبرْ
آ….يا بشرْ
هذا قطاك الزئبقي
لا تطاولهُ النصائحُ والمصائدُ والعبرْ
….لا عشَ يا طيرَ القطا
تأوي اليه وتستقرْ
تغدو طريداً
في الدنا
إذ تشتهي بردَ السفرْ
أين المفرْ
أين المفرْ ؟!!
…………….
اجاري الليل في سفري وجنحي
واغوي الروح في خطأي وجنحي
فكم من ميت جن وجن حي
اذا عصفت به ريح فتية
.
————————————————————-
*القطا هو طائر جميل الشكل غالي الثمن، تفنن العرب في مطاردته ليلا ونهارا فكان هذا الطائر لا ينام لكثره مطاردته، ويطير باستمرار خشية اصطياده، وقد شبه الامام الحسين ع حاله وملاحقة الأعداء له بهذا الطائر حين سألته ابنته السيدة سكينة في فاجعة كربلاء: يا أبة ردّنا إلى حرم جدّنا، فقال ع :
هيهات لو ترك القطا لغفا ونام.