19 ديسمبر، 2024 11:55 ص

أقدمت الأمم المتحدة، على خطوات إنسانية جريئة؛ لحفظ حرمة الشرعية الدولية وحماية الأقليات الأثنية، يعد من أبرزها تحرير الكويت من غزو الطاغية المقبور صدام حسين، وردع سلوبوديان عن إضطهاد مسلمي يوغوسلافيا، وسواهما كثير من الأمثلة، التي تنطبق ظروفها تماما، على إحتلال تنظيم “داعش” الإرهابي، لمناطق من العراق وسوريا.

ما يضع المنظمة الدولية، أمام مسؤوليتها الدبلوماسية؛ بإستعادة الأراضي التي يحتلها “داعش” بقرار دولي ملزم، إن لم تنتظم مع إرادة الأسرة الدولية بموجبه، فيطبق عسكريا.. بالقوة.

إذ سر العالم.. وحتى نحن الضحايا المغلوبين على أمرنا، تحت جبروت سلطة صدام.. ترقبنا مجريات تقدم قوات الإئتلاف.. خطوة خطوة؛ كي يستعيد الشعب الكويتي الشقيق حريته، من الإحتلال، مع شديد قلقنا والألم يعتصرنا حزنا على جيش العراق العائد مهزوما.. “إذا رميت يصيبني سهمي”.

فالله يعلم، لو بقي الأمر مرهون بجيوب مقاومة كويتية للإحتلال الصدامي، او بمبادرة تتمخض عنها الإجتماعات الماراثونية، في جامعة الدول العربية “جا هسة” عبد الله الرويشد ونبيل شعيل، يؤديان الخدمة العسكرية الإلزامية، ضمن جيش القائد الضرورة؛ دفاعا عن البوابة الشرقية لـ “الأمة العربية”.

لكن تحرك القرار الأممي، الذي حث الإئتلاف الدولي، على تنفيذ المهمة، إستقطب دولا عربية، أسهمت بشكل فاعل، في تحرير الكويت الشقيقة.

والأمر ذاته (لا أقول يمكن تكراره) بل أقول يجب القياس عليه، من خلال الإئتلاف الدولي أيضا، لكن بإستقطاب الدول الإسلامية هذه المرة؛ لتحرير الأرض والعرض اللذين إستباحهما داعش، في الدولتين العربيتين الإسلاميتين.

صدور مثل هكذا قرار، في هذا التوقيت، عن الأمم المتحدة؛ يعد إختبارا لمصداقيتها، في إتخاذ المواقف بتجرد يمليه عليها واجبها، في إقرار الحق.. مثبتة أنها لا تتحمس فقط للغني القوي، إنما للفقير الضعيف؛ مؤدية واجبها.

وبهذا تحقق المبدأ الإسلامي العظيم، الذي لخصه الخليفة عمر بن الخطاب: “الضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق” لأنه يشعر بمسؤوليته عن المظلوم والظالم.. كلاهما معا، الأول بإستيفاء ما له، والثاني يحميه من الخطيئة؛ فهما مشمولان برعايته، حتى المسيء مسؤول عن رده الى منطق الصواب بالقوة؛ تقويما لمجتمع تمكن بمثل هذه الأخلاق من توحيد العالم تحت رايته.

وهذا هو الدور الذي يجب ان تؤديه الأمم المتحدة، فهي معنية بالمخطئ والمصيب على حد سواء.. لا تفرط بأي منهما،  في الوقت المعنية خلاله، بتنقية الأجواء، ولو بالقتال العسكري ضد من يتعمد تعكير صفو العالم، الذي لم يكتمل يوما، لكنه ممكن لو إشتغلت “المتحدة” بعدالة وحرص وإحترام لمصائر الشعوب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات