بينَ جَسدٍ ساكن ورح ثائرة، يتموقع المشروع، مرةً في الخير يصبُوينتصِب، وأخرى تنسلخ مِنَ المُصطلح، مِنْ روعته وحبكة حروفه، لذا؛ في لحظة فراقهما، يموت مشروعٌ ويحيا أخر، الأخر يحيا ويستمرويتجدد، مثل الشهداء، حيٌ كما هُم أحياء، يُرزق كما يُرزقون.
منذ بداية القرن الماضي، وجمهور المرجعية يقاوم ويتحدى، مِن هناكتعلم أبجدية الرفض، ذاك الإلتفاف مَثَلَ عبقرية مرجعية وشجاعةشعب، يطوفان سويةً حول كعبة الحرية.
زعامة السيد مُحسن الحكيم (قدس)، كرست مفهوم الموقف السياسيالقوي، الدخول مباشرةً؛ وطنياً وعربياً، أسلامياً ودولياً، حينما صمتآخرين، كانت صرخة المرجع موجعة، شمال العراق جغرافياً، وأسلامهعقائدياً، تناولهما المرجع بحكمته؛ حرمة الدم الكُردي، وكفر وإلحادالشيوعية، ومن مِصر إلى إيران، بين سيد قطب وثورة “١٥ خرداد”، يحاول المرجع تخليص العمامة السُنية والشيعية، من بطش مجرم.
الأعتدال؛ سِمة العظماء، الجينة الوراثية الأولى التي تتناقلها القيادة.
الثوابت؛ لا مجاملة مع الحاكم على حساب الشعب؛ أنظر: قصتين فيزمنين، زعيم الطائفة مع قاسم، وأبناءه مع صدام.
الأنفتاح؛ حرص على أدامة الحوار، حوار مهم بين المسلمين، في وقتيبني الآخرين مزيدا من الجدران!
الوطنية؛ عِمامة مُحسن لا تهدأ، قبل أن يحمل عمار قلماً وبندقية، وراثةجين الفكرة والأبداع بالوسيلة، بالفتوى أو بسرايا عاشوراء، الحسالوطني يتناسل.
الجماعة الصالحة؛ أسس وأساس، نجاح المشروع بالشعب، تحولاتكبرى والهدف واحد، بين جمهور السيد محسن وتنظيم السيد عمار،تسوير الجمهور وتهذيبه وتوعيته، الخلاص يعتمد على مدى وعيالشعب.
وحدة الخطاب؛ تفاهمات اليوم، وليدة عقود سابقة، للزعيم أو أبناءهالكُرد والسُنة والشيعة مدينون، أياديٍ كريمة بَنت وشائجاًرصينة، بَقتإلى الآن رُقية تمحو الخلاف.
الإيمان بالمرأة؛ الأول من صفر، ذكرى الحزن الزينبي، يوماً وطنياًللمرأة، تعترف بهِ الدولة ويحتفي به تيار شهيد المحراب.
كل ما تم ذكره، قد يميز التيارعن سواه، لكن؛ له ما يؤهله لدخولالمستقبل بقوة كما السابق؛ أن كل المراهنات على أنتهاء دور التيار، يأتيها الرد سريعاً مفاجئا.
القيادة؛ شخوص القيادة لهذا التيار الرائد ميزة مميزة، فلا يمكنللعدو إنكار الخصال الفريدة، التي اجتمعت بآل الحكيم؛ المروءةوالحكمة والشجاعة والذكاء والعمق، الدين والوطنية وانعكاسها تيارياًومجتمعيا.
الجهاد؛ يبقى التيار المجاهد صاحب الامتياز الاكبر، فقد شبعتالتربة من اجساد أبنائه، من هورٍ إلى جبل، تسكن رفات ابناء الحكيم،عجينة مقدسة لتربة شهيدة.
التنظيم؛ بعد سنواتٍ طوال من هذا المقال، لن يشهد الشرق الأوسطتنظيماً جماهيرياً مثل الذي صار، ايُ قائدٍ يخاطب جمهوراً منتصباًكالأسد، بصفار الشمس، بوثبة المؤمن، في عشرين موقعاً مختلفاً، بين موقعٍ وآخر مسافات ومسافات!
التغيير؛ فلسفة التيار التغييرية نختصرها: بمراجعة وأستفهامات،نقاط ومؤشرات، حلول جذرية، سواءً داخلياً أو سياسياً، ليكونالتيار مُتغيراً مع متطلبات المرحلة، مع الحفاظ على الثوابت.
المدنية؛ لا عسكرة للمجتمع، ولا أسلمة للدولة، بل ذوبان في روعة خلطةالعراق المجتمعية، وبالعدالة، في الحقوق والواجبات.
الشباب؛ مرَّ عليهِ مائة عاماً وهو مترع بالشباب! رغم أنه أقدم التياراتالسياسية، إلا أنه يمثل الشباب الدائم، بين فكرة ووجود، وأفكاره تمسواقعهم، ما يجعل التنبؤ بالمستقبل ممكناً، لمن يفرق بين الشبابوالكهول!
كالسيل النقي، كأنتقال شُعيرات الماس كخيوطه، ينتقل “الجين” الوراثي، من أمامٍ إلى سيد، حاملاً معه بشرف، سمات القادة الاوائل،تزرع في أجساد مُحبي التيار ومنتظميه، حُلماً، تزرع حقائق لا تزول،تُحضر وتنتظر وتهيأ، لأنهم أهل المنتظر ومريديه.