الثورة الحسينة الخالدة، كان والدي عليه الرحمة، يشبهها بأنها عملية رضاعة، بين الأم ووليدها دون فطام مطلقاً، وهي ليست طقوس للكرامة، تجيز للناس المؤمنين بشرعيتها، أن يسحبوا النار الى رغيفهم الحر، وإقصاء الآخرين، بل على العكس كان الإمام الحسين (عليه السلام)، مصدر إلهام للإباء والصبر، لكل الديانات السماوية، فقد شارك في الطف النصراني، والمسيحي، والحبشي، نساء ورجالا يأتين من كل فج عميق، فباتت كربلاء كعبة الأحرار، وصرخة حق بوجه الطواغيت!
نشر مركز أبحاث فوسل التابع، لوكالة الطاقة الروسية، تقريراً حول بقايا ألواح خشب الساج، من سفينة النبي نوح (عليه السلام)، أيام الطوفان، وقد ترجمت الكلمات الموجودة، على إحدى الألواح البالغ، طولها14 عقدة وعرضها10، فكانت كما يلي: (محمد، إيليا، فاطمة، شبر، شبير، إنهم جميعاً عظماء ومطهرون، ولقد تأسست الدنيا لأجلهم، فساعدني بحق أسمائهم)، كما يروى أن أحد أفراد طاقم البعثة، قام بدق مسمار على الإسم الخامس، فإنبعث دم عبيط من تحته!
اللوح المحفوظ، الذي وجدت عليه الأسماء المطهرة، ما زال موجوداً في أحد متاحف موسكو، وهو آيات بينات، على عظمة أهل البيت (عليهم السلام)، أصحاب الكساء الذين خلق الكون لمحبتهم، فهم الوسيلة المباركة الى الباريء عز وجل لتسهيل الأمور، إنهم ليسوا مجرد أصحاب كهف في نوم سرمدي، ولا مجرد أجساد موزعة، بين المدينة والبقيع، والنجف وكربلاء، ولا أشلاء مقطعة الأوصال، مضرجة بالدماء على رمال نينوى، إنهم الحبل المتين للرحمن، بين الأرض والسماء!
إن معركة الإمام الحسين (عليه السلام)، أراد بها خروج الأمة، من ذل المعصية، الى عز الطاعة، من خلال مواجهة الفساد، والطغيان الأموي طلباً للإصلاح، وإثباتاً لدعائم الدين المحمدي، وتأكيداً لمشروعية النهج الحسيني القويم، والخلاص من البدع والضلالة، وهذا هو حال العراقيين اليوم، حيث إنبرى غيارى الحشد الشعبي، تلبية لنداء المرجعية الرشيدة في الجهاد الكفائي، ضد أراذل بني امية عليهم اللعنة، الذين ما زالوا في طغيانهم يعمهون، ولكن هيهات منا الذلة!
كربلاء والحسين قضية عالمية، لا ترتبط بطائفة معينة، بل هي ملحمة ثوار أحرار، إقترنت محاربتهم للباطل والكفر، بقرابين طاهرة قدموها، وهم في قمم السعادة الأبدية، فقصت رؤوسهم الشامخة، حكاية الصبر على القضاء، والرضا بكرامة الشهادة والسبي، بما قدموا للخالق سبحانه وتعالى، لذا لا غرابة أن يتبرك علماء مركز فوسل الروسي، بلوح مطهر يحمل الأسماء، التي علمها الرب لآدم فتاب عليه، حيث له صنعت حرية الحسين (عليه السلام)، أرضاً صالحة للحياة!