23 ديسمبر، 2024 10:44 م

نعم …أخطأنا الحساب…والتقدير؟

نعم …أخطأنا الحساب…والتقدير؟

كثيرة هي المسلمات التي كنا نعتقد فيها صحيحة،لكن الواقع الجديد بعد التغيير السياسي في العراق في 2003 أثبت بأننا كنا على خطأ كبير يقتضي ان نعترف به خدمة للتاريخ.
كنا نناقش الاخوة والمحبين لما تصورناه في عملهم حقائق مطلقة، بينما كانت هي الباطل المطلق معهم أجمعين . فهل نسمي هذا نقد الثوابت،وهو في السياسة معارضة للسائد كما هو في القديم.كما هو احترام للعقل بعد ان ثبت ان عقولنا كانت تحاكي القديم.كل شيء كنا لا نصدقة الا من يخون وهو يتزعم قيادة الدين،حين ظهروا أنهم اكثر الناس خروجا على الاعراف والتقاليد المتمثلة في ثوابت الدين وأصول التشريع ، وأختراقا للفرقان في القرآن الكريم،هذا الذي ما كنا نتوقعه منهم ابداً. فيا حسرة على الوقت الذي قضيناه معهم ونحن اليوم نادمين..لكن الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين.

قرأت التاريخ بأمعان كما قرأه معاوية بن ابي سفيان،وحين قرب اجله قال :وكأني ما قرأت الاخبار والتاريخ وسير الرجال وكل من حكم في العالمين،واليوم انا نادم لكن لاينفع الندم الخاسرين (سيرة معاوية في دائرة المعارف الأسلامية)..

كنا نعتقد ان هؤلاء سيكونون اول المناصرين للمظلومية التي نادوا بها سنين ، وهو امر في غاية احترام الناس لمواجهة من احتكروا السلطة والدين.وما درينا انهم أول من يقف عائقاً في مواجهة المآثور وحداثة القانون. كنا نعتقد ان النص الديني عندهم ثابت في النظرية والتطبيق،لكن تبين لنا ان له تفاسير تتعدد بتعدد الظروف والبشر ومتغيرات الزمن وطمع الطامعين…وكنا نعتقد ان هناك اسلام وحيد أحد مطلق في الصحة والسلطان، لا أسلامين أحدهم مع كشف العورات،لا للتغطية عليها،وهتك الأسرار، ولا التستر عليها،هي محاولة منهم لملأ الفراغ الذي تركه سدنة الدين . هناك تحت منابر معابدهم التي تنطق اليوم بكل مخازيهم وخروجهم على العادة والتقليد وما جاء به الدين.

كانوا يقولون نحن مع الانسان وحقوق الانسان أياً كان جنسه أو لونه أوعقيدته،ان كان هو مع الوطن والأرض والتاريخ كنا نصدقهم ،وليس مع من لا يؤمنون الا بأسلام مزيف خارج على وطن لا يعرف الاسلام الصحيح ،لأن الاسلام قانونه ( لكم دينكم ولي دين )،لكنهم ظهروا انهم بالجملة مع اسلام هيلامي (لهم دينهم وليس للأخرين دين كما يعتقدون) هو اسمه اسلام الناكثين والحانثين بالعهد واليمين، لا اسلام الله والناس أجمعين.هم ضد حوار الاديان والحضارات والانسان،هم ضد محاولة الاصلاح المرتقب. فلا بدين يؤمنون ،ولا بشريعة يعتقدون ،ولا بحق يطبقون،بل

2

يباعدون ولا يقربون،يقتلون الناس والعلماء ويسرقون المال العام ولا يحافظون،كل طروحاتهم ظهرت عكس ما كانوا يعلنون ويدعون.

لقد أصبحنا من خلال مسيرتهم معنا انهم كتاب يدقون بنا ناقوس الخطر في عالم شغل عن كل شيء الا عما يربطه بهم بالملهيات والمغريات وعنصرية العنصريين. فهل نفقد الأمل بالله وبأنفسنا وبأهل البيت والصحابة الاخيار الذين بهم ناكثون…لا ابداً، ففينا من يعتقد بوجود من يستطيع القيام به في العمل المضاد من اجل دحرهم وموتهم وايجاد البديل،وتصفية كل الشوائب وما يحتاج الى تبديل،كي لا نفقد الثقة بالله وما نسميه بحق الامة التي جاء بها الاسلام. ولا نتيح الفرصة لاعداء العراق والدين ان يغرزوا اظافرم في كل ما كنا نأمله من التغيير.

اليوم كنت اتابع قناة البغدادية التي اراها كل يوم بشوق لمقدم برنامج الساعة التاسعة الذي ليس له في كل الفضائيات نظير،فأفرحني الخبر ان بعض مؤيديهم اصبحوا ممن بدأوا يستفيقون الضمير،كما في حاكم الزاملي الذي حكمنا علية بالمصير،,لربما سيستفيق غدا حسن الياسري ويفضح المستور.ساعتها سنقول ان الزمن فعلا يلعب دورا في عالم التغيير.اقدموا يا مخلصين وافضحوا الاسرار فقد اصبحت مفضوحة لا تحتاج الى دليل.

اشحذوا الهمم ، وتدافعوا نحو التنقيب،وفتشوا عنهم في سراديب الكفر والنفاق والكذب والتهويل…ستجدونهم خانعين ..ساعتها سيبدأ الحساب من الشعب اولا ثم يليه حساب رب العالمين.لماذا لا نصلي لله الذي فضحهم كمسلمين مزيفين…الحقيقة يجب ان نصلي صلاة الأحتفال بهزيمتهم هزيمة دولة أساطين الدين ، والدين ورب العالمين منهم براء ،لانهم والله ماجاؤا ولا عرفوا وطن وقيم وانسان ودين ،بل أرهاب وأستئثار وقتل وسرقة واستغلال وكلها مفاهيم ضد ارادة الله و الدين…ونحن نعلم ونعتقداعتقاد اليقين ان محمداً (ص) ما انتصر بجيوشه على المنافقين الا بالحق والعدل واستقامة المستقيمين.

ليعلموا ان الأيام دول فقد آن لمشايخنا ان يتركوا ملف الأصلاح والنزاهة لأهله واصحابه بعد ان اصبحوا عمالة زائدة في سجل العاملين.فهل سنهملهم مع الزمن نكاية بهم وبالتاريخ ام ننصحهم لأعادة التأهيل ونقول لهم : اذهبوا انتم الطلقاء لكن عليكم ان تصحوا مثلما صحى كل الأخرين …فهل سيصحى غدا حسن الياسري ويعترف بحقيقة الدين …؟ ومن يدريك ما يعترف كبارهم غدا – وهم يدرون أنهم يدرون- بكل الأثام وخيانة الوطن، طمعا في العفو ومغفرة الدين؟.

نحن يا سادة لا نخون الوطن، لا والله والشعب ولا القسم ولا الميزان …لأننا نعرف الله والوطن والناس والغفران وكما قال القرآن (ولا تكن للخائنين خصيما ) فالحق والفرقان هو خصيمهم في

الميزان ,لا نخون الله والاخوان ،فالأمانة اعطيت للجبال فلم تستطع حملها فحملها الأنسان…فكيف الخيانة بمعاييرها التي لا يقبلها الحيوان .

اخرجوا من رؤوسكم يا سادة كل الخرافات لتركبوا معنا سفينة النجاة نحو االله والانبياء والرسل وحضارة الانسان. كلنا غدا أنتم ونحن سننزل في قبور بأكفانٍ بلا جيوب امام الحساب والغفران…؟

نعم علينا ان نعترف اننا أخطأنا الحساب …لكن المرأ لايلدغ من جحر مرتين مع ناكثي العهد والأيمان…؟

[email protected]