أريد أن أجدَ شيئا غائبا ،
لكن كثرة الأشياء التي أمامي
تحول بيني وبين التوصل السريع لذلك الشيء الغائب الذي أريد تذكره ،
لا يعقل من الكوب الفارغ الذي لايزال منذ الصباح أمامي ،
ولايعقل من قنينة الماء التي لم أشربها ،
ولا من مناديل الورق الناعم أن تمتد أفكاري الى الغياهب السحيقة وتمسك بيد مجهول ما ، وتقوده الى حيث ماأريد ،
ولايمكن أن أجلدَ بسياط إضطرابي جسدا أو وسادةً خاليةً أو حاشية متروكة لم يأت دورها لوضعها تحت مطرقة الكتابة،
الأن أعزف على مخيلتي التي لم تعد لي :
ليشف رمد عيني
وآهاتي تُسمع
لأني أختنق في الملصق
وأختنق في التمثال
وأختنق عند تكرار شمي للرحيق …
وكل ذلك إشتراك لاتغفل عنه الروح ،
إملاء لقنديل أن ينطفئ كي تحضِن من تُريد العتمةُ ،
لم يكن بالضرورة أن أقدم برهانا على أنني سأصل الغائبَ
وأستمر في ملاحقة العارض والصدفة ،
وأستمر في منظار غير مسالم للإعتراف المفاجئ ،
ربما ذلك عرضٌ لأليسون ..
أو تعديل في نظرية ورد زورث ،،
مخالطة وجدانية لإنقاذ الغاية المظلومة المفترسة حية أو عبر الزجاج الشفاف ،
لذلك نال ( راندل سكوت ) الثناء لأنه يؤمن بأن الطبيعة موجودةٌ قبل أن يتم طبعها ،
وقد سابت الأشياءُ حين إنتقلت من فلسفة لأخرى ..
سابت الأشياء بما في ذلك الباطن الذي إحتوى الكثير من الأسرار ،وأنا وسط اليقينات والتقنيات
ما يُنجيني هناك دافع للإستماع إلى أغنية شعبية ،
سألني :
هل تريدها بلا باخوس
كيف سأستمع إليها ..؟
ملأ الدخان ( حانةَ بيرية )
تلون البحرُ باللون الأسود ،
عُزف جيتار
تمددت إمرأةٌ
رفعَ مجموعةٌ من الرجال سواعدَهم الى منتصف صدورهم وشكلوا دائرةً راقصة،دبكوا بأقدامهم وهزت أقراطَها ورفعوا الكؤوسَ الصغيرةَ ورفعت رأسَها وأستقامت ثم ألقت بجسدَها على أذرعِهم التي تشابكت،
سمعتُ صفير الباخرة
عماني الدخان ،
أغمضت عينيَّ ،مسكتُ حقيبةَ ظهري
همس في أذني جوبريس :
هل تفكر بأسطورة ،
أبعدُ من ذلك
أفكرُ بوهمي
إستوى الغباءُ والسخريةُ
الغباء :
أن أتذكر بداية عام ..
والسُّخرية :
أن أعرض التناقض الرمزي من جديد على من يهمه الأمر ،
ترى أين كنتِ
أين ..
أينَ
عندما كان قمرُ أغسطس يشعُ بالضياء ..
أريد أن أجد َشيئا غائبا ..
أجدهُ قبلَ الخلق
لأشعرَ بالنوم اللذيذ ،
فالطبيعة موجودةٌ قبل طبعها ،
ولابد من وضعها تحت مطرقة الكتابة