23 نوفمبر، 2024 1:41 ص
Search
Close this search box.

وداعا أبا هاشم

قفا.. لنتأمل، كيف يموت متحدي الوحش الأسطوري، ومهندس مشروع إسقاط القهر السياسي، ومسخر قوى الكابوي وراكب احصنتهم.
لم يكن همك الشاغل نفسك، فقد اكسبك المال مهابة وجمالا، وكنت قادرا على شراء ماتشاء، ودون أن تدفع شيئا من كبريائك وكرامتك ،ولكنك غيور أبيت إلا أن تدفع الأذى عن شعبك، ولم تتخلى عن عذاباتهم وهمومهم .

ليس ثمة من يقدر لك ذلك، ولكنك لست محتاجا لهم، تركتهم يأكلون خبز الجهاد المرير، وقهر السنون العجاف، تركتهم ينخرون السفينة ، ودون أن يعوا أو يتذكروا ،أن السفينة حينما تغرق تذهب بكل ما عليها.

ذهبت وقد أسدل الخريف أوراقه الصفراء، ولكنها لم تستر عوراتهم ،وبغداد اغرقتها السيول ولم تذهب بنجسهم ، وكان أكثر الناس فرحا برحيلك على بابا والقتلة النصابين، وما أكثرهم بين ساسة العراق.

وداعا يامن أوصلت قضية العراق إلى أروقة الكونغرس الأمريكي، عندما كان كل العرب يتآمرون علينا، وهل كان أحد يجرؤ على أن يفعلها غيرك.

لولاك ما كنت لأعرف أن في العراق، مليون سارق للمال العام، ومليون شريك في الجريمة، ومليون أعمى فاقد للبصيرة ،يعملون ادلاء سياسيين لزعماء الطائفية والتخلف والجهل.

رحلت وفيك سر عظيم، لم أدرك فحواه، كنت تانف أن ترد على صغار المبوقين والمرجفين والفاسدين، فكنت المحلق في العلى ، وكانوا كمن يبصق نحو السماء.

وداعنا لك بقلب مفعم بالاسى ،لروح خفية ونبل العطاء، وداعنا للإيمان الصلب بفكرة العراق. .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات