23 نوفمبر، 2024 6:16 ص
Search
Close this search box.

الارهاب وعقلية المؤامرة!!

الارهاب وعقلية المؤامرة!!

يذهب سوء الظن ببعض المراهنين على سوء طالع العراق الى العيش في آتون ” عقلية المؤامرة و التشكيك”، فكل ما يتحقق على الأرض يفسر بمزاج طائفي، بعيدا عن المنطق و كأن العراقيين لم يخلقوا شيعة و سنة عربا و أكرادا منذ مئات السنين، مع فارق بسيط أن عراقيتهم كانت تتقدم على الطائفة لا القومية.
ولأن الوضع العراقي لا يحتمل المزيد من التناحر،حيث المعركة ضد داعش تدخل منعطفا خطيرا يستدعي حشد الطاقات الوطنية لمنع تحويل الارهاب الى أمر واقع، وهي مسؤولية كل المنتمين الى العراق أرضا و تاريخا و مجتمعا، لأنهم عنوان الانتصار دون غيرهم، لذلك لابد من نقاش هاديء يقلل الخسائر على كل المستويات و يؤسس لمرحلة جديدة أساسها أن حكم الطائفية غير ممكن في العراق الحالي، اللهم الا اذا تم تغيير جغرافيته السكانية بفتاوى المدافعين عن الفدرلة و الاقاليم والتي يجهلون حتى تركيبتها اللفظية، لذلك يستحيل عليهم معرفة قدرتها التدميرية على العراق و آهله الطيبين، لأنهم ينطلقون من مصالح شخصية.

ولكي نقرب الصورة أكثر الى الواقع لا يمكن أن تبقى ايران العدو المفترض الى ما لا نهاية، ما يستدعي اعادة قراءة العلاقات معها على أسس عراقية لا طائفية، لأن الذاكرة تحفظ للسواعد السمراء من آهلنا في الجنوب مواقف خالدة، فلا شيعة العراق يفضلون الحضن الايراني على العراقي و لا عيون سنة البلاد ترف شمالا أو غربا، بمعنى أدق أن عراقيتنا هي بوصلة المستقبل الآمن دون غيرها، ما يتطلب تنقية الفكر السياسي من شوائب التخوين و التضليل و سوء الظن بالأخر، انطلاقا من أن سيادة العراق أرضا و شعبا و موارد خطا أحمر كبير.

وعلى هذا الأساس ينبغي مناقشة الوقائع بهدوء و عقلانية كي نتقرب في البحث عن حلول، فهناك نفخ خطير في قرب الطائفية ليس خوفا على العراقيين بل لزرع عدم الثقة في نفوسهم و تمرير ما يحتاجه المتنافسون على النفوذ في العراق، ليس من باب الانتماء المذهبي بل المصلحة القومية، وهو ما لم يتبصر به سياسيو العراق، لذلك يسمحون بتمرير فقاعات الفتنة على غرار ترهيب النفوس من خلال الايحاء بأن المتطوعين في الحشد الشعبي يحلمون بتدمير و نهب ممتلكات المواطنين في مناطق الصراع ضد داعش، لتأجيج العنف الطائفي بينما الحقيقة غير ذلك، فهناك ” فضائيون في التخندق الطائفي لا يمثلون غالبية الحشد ، ذلك مجافاة للحقيقة، لأن الذي نذر نفسه للاستشهاد بوجه مسلحي داعش لا يمكن أن يفكر بثلاجة أو تلفزيون أو سيارة، ثم ، كما أن ليس كل ما يشاع عن حواضن سنية لداعش منطقيا، فهناك ظروف خارج السيطرة و بعيدة عن الحقيقة، لأن داعش سلب ارادة المواطنين و لا يفرق في وصفة ذبحهم و استباحة ديارهم، لذلك يدور الجميع في حلقة مفرغة لا تخدم العراق بل تزيد جراحه تقرحا.

لايختلف عاقلان على وجود ” فضائيو فتنة و خراب” لكنهم لم يتناسلوا بطريقة شرعية لذلك يفضلون العيش وراء عناوين وهمية، لتبقى القضية من استثنائيات الواقع العراقي، الذي يتميز عن غيره بآخوة متجانسة عبر التاريخ و طيب خاطر في أصعب الظروف، لذلك يتميز هذا الشعب بمواصفات كثيرة، يبدو أن الأكثر منها تميزا ” تقبيل الخبز على الأرض واشلونك عيني”، فلنجعل من عين العراق ممرا آمنا لمستقبل مستقر تختفي فيه مظاهر تقديم الغريب على أبن الدار بكل معاني الكلمة، فلا خيار لدى العراقيين سوى العيش المشترك بصدق النوايا لا بسوء الظن و الافتراءات!!

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات