مقتل ثلاثة قادة بارزين في الحرس الثوري الايراني خلال فترة قصيرة في المواجهات الدائرة في سوريا على يد المعارضة السورية، و الهزائم المنکرة التي تلحق الواحدة تلو الاخرى بعصابات الحوثيين و المتحالفين معهم في اليمن و إزدياد السخط الشعبي العراقي على دور و ممارسات الميليشيات التابعة لإيران و المنخرطة في الحشد الشعبي ناهيك عن تصاعد مد الکراهية لدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسه على وجه التحديد، يمکن إعتبار کل ذلك بمثابة مٶشرات واضحة على تداعي الاستراتيجية الايرانية و تضعضعها على مختلف الجبهات خصوصا بعد أن بلغ اليأس بملالي إيران بإستقدام الروس من أجل تغيير مسار و إتجاه الاوضاع.
ملالي إيران الذين تمادوا کثيرا في غيهم و إستهتروا بشعوب و دول المنطقة و تصرفوا وکإنهم مجموعة من الاشقياء و قطاعي الطرق عندما بدأوا بإطلاق تصريحات و مواقف مختلفة بشأن حدود نظامهم الممتد للبحر المتوسط او إنهم يقاتلون في بغداد و دمشق و بيروت و صنعاء حتى لايقاتلوا في طهران و المدن الايرانية الاخرى، جاء اليوم الذي تعاد إليهم جثث قادتهم تترى و تواجه مخططاتهم الفشل الذريع بحيث وصل الامر الى حد إن تقارير أشارت الى إحتمال أن يکون قاسم سليماني(قائد و موجه الارهاب و التطرف في المنطقة)، من ضمن قتلى في سوريا!
إستعراض القوة و العضلات و تهديد شعوب و دول المنطقة من جانب ملالي إيران و الذي تصوروا بإنه لن يجرٶ أحد على مواجهتهم بعد أن تمکنوا من تأسيس مجموعة من الميليشيات و الاحزاب و الجماعات العميلة و المرتزقة التابعة لهم و ظنوا بإنه ومن خلال هذه الطوابير المشبوهة سوف يفرضون خياراتهم على شعوب المنطقة و يصادرون إراداتها، لکن الذي جرى خلال الاشهر و الاسابيع الاخيرة لقنت ملالي إيران ولاسيما کبيرهم درسا کبيرا لايمکن أن ينسون مرارته.
هذ النظام الذي هو في الحقيقة نظام محاصر بالازمات و المشاکل کما تٶکد زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي دائما، وتشدد على إنه يسعى لحل مشاکله و أزماته عن طريق إختلاق و إفتعال مشاکل و أزمات و فتن في دول أخرى و محاولة الاستفادة من نتائجها و تداعياتها من أجل التغطية على مشاکله و أزماته الحادة التي لايمکن إيجاد أي حل لها إلا برحيل هذا النظام و تغييره، ومن الواضح أن الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها هذا النظام في المنطقة يمکن إعتبارها أکثر من ترنح و سير غير عادي نحو طريق سريع الانحدار يقود الى هاوية سحيقة. [email protected]