ألمحُك ، لا مِلحاً في الدمع، لا وجعاً في التأمل.
وجدتُك بضعَ قصص أو قصائدَ ينطوي عليها كُتيّبٌ ذو غلاف عاتم.
وأنت ِتقفين في زاوية تنتظرين ورقتنا الامتحانية .
الإجابة ُمحضُ قصيدة حفظها قلبي. دوّنتُها وناولتُها إياها.
وقفنا ، كلانا، لصقَ طاولة عليها كوبٌ أبيض ممتليءٌ ماءً، بداخله غصنٌ يحملُ زهوراً بيضاً صغيرة.
كانت تتحدّثُ عن زلاتي الامتحانية، هي تخطفُ بأصبعيها السبابة والابهام زهرة ترميها في فيها، وأنا أكرّرُ محاولتها، حتى أتينا على كلّ الزهرات، ما بقي سوى غصن ٍ طري ، رفعته وقطعته الى نصفين، نصفٌ وضعتها في فمي، والآخر دسّته في فيها.
أذاً، تعادلنا ، قالت ، ثمّ… وضعتْ رقم عشرَ درجات على ورقتي ، مضتْ الى زاويتها لتُنادي بقية َطلبتها.
في الخارج النهارُ ساطعٌ والمكانُ ضاجٌ بأناس جاءوا من أطراف المدينة. بدءاً مررتُ على بائع الكتب، لم يستهوِنِ شيءٌ ، لكنّه أخرج أعداداً من مجلة / شعر/ اللبنانية القديمة، التقطتُها كلها منها ، دفعتُ ثمنها ، جريتُ نحو بائع الملابس، علّني أحظى ببدلة تُلائمني.
كلّها أصغر من حجمي.
عاد الفتى ثانية ، يُريني مخطوطة كتابه ذي الغلاف الأسود، أشرتُ بيدي الى فتحة الزقاق على ميمنتنا: لجْ في اول باب وسلمّهم مخطوطتك، قلْ لهم أنا مَنْ دلّك عليهم. عاد بعدئذ فأهداني نسخة من كتابه. لم استغربْ الوضع ، بل قرأتُ الفرح في عينيه وأهداءه الرصين: اليك وحدَك قبل أيّ أحد: هذا الوجع المشحون بالفرح. 12/10/2015.
صاحتْ اسمي معلمتي، وقفتُ الى جوارها،
اخرجتُ ورقتي
وقرأتُ على أقراني:
الصبح ُجناحا أمل
دندنة ٌخضراء
مصباحُ عتام وجِرْسٌ
لنا آذان صاغية
عقلٌ مُصابٌ بالحُمّى
وأنتِ يا فاتنةُ
/ تعالى ضحكُ التلاميذ، ضربتْ بعصاها على الطاولة فسادَ الصمتُ /
همَسَتْ: أكملْ:
ثقبٌ في جبين الزمن
ليلُ مفاجأة ٍ، هسيسُ نغَم.
حلم ٌ طائشٌ
ضفّة حنان
تحتضنُ فقري.
هنا
صحوة ٌكاذبة
زوبعةٌ تنسربُ
في خرم الأبرة
ألسنا عابرين نقطعُ
آصرة الوهم
صرخة ً
تتدحرجُ
فوق مرآة الوقت
أنا… مَن أكونٌ ؟؛ ….
تعالى التصفيقُ
وأنطفأ المشهدُ
……..
صبحاً، وأنا في قاعة الدرس، كان ما تمرأيتُه وسجلته في واعيتي مُدوّناً على اللوحة البيضاء . قرأتُه على طلابي ، وقرأوه عليّ .
