بمناسبة مرور ٢٥عاما على انطلاق العروض السينمائية في موسسة عبد الحميد شومان الثقافية تقيم المؤسسة احتفالا في العاصمة الاردنية عمان حاليا يستمراربعة ايام متتالية بحضور عدد كبير من الفنانين والكتاب والنقاد والمخرجين العرب وممثلي البعثات الدبلوماسية في الاْردن ووسائل الاعلام والمهتمين بعالم السينما .
ويتضمن الاحتفال عروضا سينمائية عربية من ضمنها العرض السينمائي العراقي
“بغداد خارج بغداد” للكاتب والمخرج قاسم حول والفلم يعرض لأول مرة وهو من إنتاج دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية، وفكرة الفيلم مأخوذة من أسطورة جلجامش السومرية حين يموت صديقه أنكيدو ويدرك إن الإنسان فان فيبدأ بالبحث عنالخلود، يستدعي الفيلم جلجامش ليعيش في عشرينيات القرن الماضي ويعمل بنقل الناس بين ضفتي دجلة بواسطة قارب بسيط وذلك زمن تأسيس الدولة العراقية وبداية دخول منجزات الحضارة المعاصرةإلى حياة الناس، ومنها السينما، حين تنتعش الثقافة وتظهر في أرض بلاد ما بين النهرين شخصياتثقافية من الشعراء والمطربين أمثال الزهاوي والرصافي والسياب والمطرب مسعود العمارتلي، الذينيقدمهم الفيلم عبر حكايات ممتعة وهم يعيشون الغربة في وطنهم وهم دائما يخافون من مصير مجهولينتظرهم. بعضهم يبقى للعيش في وطنه ولكنه يعاني من طبيعة الحياة ويموتون وهم في العوز ويرقبجلجامش العامل في نقل الناس موتهم وهم يرحلون الواحد بعد الآخر.
ثاني العروض هو الفيلم الكويتي “بس يا بحر” والمصنف ضمن أفضل عشرة أفلام عربية كلاسيكيةتمثيل الفنان محمد المنصور والفنانة حياة الفهد ومن إخراج خالد الصديق، ويعد ” بس يا بحر” أول فيلم روائي صدر في الكويت، ويروي هذا الفيلم قصة الشاب مسعود الابن الصغير لصياد لؤلؤ فقير يمنعه والده من الصيد في البحر بعد تعرض الأب لعجز إثر تعرضه لهجوم من سمك القرش خشية أنيلقى ابنه نفس المصير. هذا وتربط الابن علاقة حب بابنة أحد التجار، ولكن والديها يرغبان في زواجها من أسرة غنية. وفي نهاية المطاف يوافق الأب، تحت ضغط شديد، على السماح لابنه للذهاب إلى البحر. وفي غضون ذلك يزوج والدا الفتاة ابنتهما لرجل مسن غني رغم معارضة الفتاة. لكن مسعود سيسافر مع قارب الصيد وسيجد نفسه في مواجهة مع سمكة القرش.
وتختتم المؤسسة الاحتفال الخميس المقبل بعرض الفيلم المغربي “ماجد” سيناريو وإخراج نسيم عباسي وتمثيل عبدالرحيم تونسي وإبراهيم البقالي. ويحكي الفيلم الناطق بالعربية والمترجم للإنجليزية قصة الطفل اليتيم’ماجد’ الذي يعيش حياة التشرد بعد نزاعه مع شقيقه الأكبر الحالم بالهجرة، ويسكنه هاجس العثورعلى صورة لوالديه الغائبة ملامحهما من ذاكرته، وفي رحلة بحثه، يقيم صداقة مع ‘العربي’، الطفل الذييعمل للمساهمة في إعالة أسرته، وفي الأثناء تتساقط أقنعة المجتمع الأخلاقية واحدا تلو الآخر، برصدمأساوية عمالة الأطفال، وعذابات أطفال الشوارع.
و قال الناقد السينمائي الأردني عدنان مدانات، رئيس قسم السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان أن مؤسسة شومان تقوم بعرض 48 فلماً اسبوعيا متنوعا في العام الواحد بالاضافة إلى تنظيم ثلاثةاحتفاليات سنوية محلية وعربية ودولية.
وأشار أنه تم خلال الخمسة وعشرين عاماً عرض 1400 فلماً سينمائياً من أكثر من 120 دولة حضرها أكثر من 150000 مشاهد كما قامت المؤسسة بتنظيم أكثر من 70 احتفالية بالتعاون معأكثر من 20 جهة.
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداعالمعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكرالقيادي، الأدب والفنون، والتشغيل والإبداع.