17 نوفمبر، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

رائحة الكذب

من على شاشة احدى الفضائيات خرج سيد معمم بعمامة سوداء، وراح يلعن الكذب والكذابين،وقال فيما قال ان الانسان حين يكذب تخرج من جسده رائحة كريهة، ثم تصعد للسماء الاولى، فيهرب الملائكة من نتن الرائحة، ومن ثم تصعد للسماء الثانية، فيهرب الملائكة، وهكذا الى ان تصل الى السماء السابعة، ويهرب الملائكة ايضا، فتذكرت كذب السياسيين العراقيين والنواب، وماذا يحدث في سبع سماوات حين تعقد جلسة لمجلس النواب العراقي، او مجلس الوزراء، الملائكة يغادرون ويبقى الله بمفرده، وللكذب علامات حددها العلماء، وهي تحريك الرأس الى الخلف والى الامام عند الاجابة على الاسئلة، ولا اعتقد ان سياسيا عراقيا لم يفعل هذا.

وثاني علامات الكذب ارتفاع الكتفين اكثر من المعتاد وانخفاض الصوت وارتفاع ضربات القلب، ولا نائب يستطيع ان ينكر هذا، وانا شاهدت هذه العلامة في اكثر من واحد، وثالث علامة هي الوقوف بثبات مبالغ فيه، ومن المعروف ان الاشخاص العاديين يتململون عند شعورهم بالتوتر، ولكن الدكتورة ليليان صاحبة البحث تخبرنا انه يجب الحذر من الذين لايتحركون، والعلامة الرابعة هي تكرار الجمل والكلمات، وهذه عادة لدى النواب والسياسيين، وهذا الكذب واضح لانه يريد ان يقنعك بالتكرار انه صادق، والتكرار محاولة من الكاذب لايجاد الوقت لتختمر الكذبة في عقله، وقواعد الكذب الاحدى عشرة، واضحة كل الوضوح.

العلامة الخامسة انه يستعرض كثيرا من المعلومات دون ان تسأله، وهو يريد ان يخفي كذبه خلف هذه المعلومات، العلامة السادسة يلمس فمه، او رأسه او صدره، والسابعة تغطية بعض اجزاء الجسم، والثامنة تشابك القدمين، والتاسعة جفاف عضلات الفم وصعوبة التحدث، والعلامة العاشرة يتحدث وهو ثابت العينين لكي يقنعك انه صادق، والحادية عشرة، استخدام الاشارة كثيرا، وبالملائكة الذين هربوا من السماوات السبعة، اقسم ان هذه العلامات، هي علامات فارقة في النواب والسياسيين العراقيين، وبقيت علامة واحدة، وهي العلامة التي يتحدث عنها السيد ، في خروج الرائحة الكريهة.

فلو ان الله استطاع بقدرته الكبيرة ان يفعل هذا الامر لارتحنا كثيرا من الكذب، ولما احتاج العالم الى اختراع اجهزة لكشف هذا المرض الذميم، فبمجرد ان يكذب النائب او السياسي، تخرج الرائحة الكريهة، ويقوم المخرج بطرده من قاعة الفضائية،

فيضطر مالك الفضائية الى غلقها، لان الرائحة شديدة، والملائكة منزوعو الغرائز والشهوات يهربون منها كما يقول السيد، فكيف بنا نحن البشر الفانون، وتعال وانظر الرائحة التي تنتشر في بناية مجلس النواب، او في بناية مجلس الوزراء اثناء الجلسات، وتعال لترى وتشم الرائحة الكريهة في مجالس المحافظات، والبس قناع الوقاية عندما تدخل الوزارات.

كل هذا سوف يكون مؤثراً على البيئة، والملائكة يهربون، ومن يريد السبب في هجرة الشباب العراقي، الآن اصبح السبب جليا، انها رائحة الكذب ايها السادة، جعلت المهاجرين يتعرضون للموت على سواحل البحار، ويفضلون موتهم على البقاء تحت لعنة هذه الرائحة، الملائكة هربوا، تركوا السماوات وعصوا امر الله، والسبب هو رائحة الكذب، فكيف بالانسان العراقي الذي يملك انفا اكثر حساسية من اي جهاز آخر في جسده، والكاذب دائما يتسم بالعدائية وقلب الامور رأساً على عقب، وهذه الصفة تتفرد بها حركات مسلحة كثيرة، وهنا علينا ان نغادر، لان قواعد الكذب تكاد تنطبق على جميع العراقيين وهذا امر فيه نظر، فالفقراء ايضا يكذبون عندما يتعلق الامر بقوتهم اليومي، انها رائحة الكذب سبب خراب بيئة العراق.

أحدث المقالات