18 نوفمبر، 2024 3:49 ص
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر وخيانة المقربين

مقتدى الصدر وخيانة المقربين

لعل من بديهيات القول بأن الحكم مسبقا وبدون مقدمات معينة يعد من خطل القول ومما لا يرتضيه العقل ومهما كان مستوى الحاكم ومهما كانت صفة المحكوم عليه ولكن عندما تتوفر قرائن حقيقية ومقدمات واضحة عندها يحكم الحكم مستوفيا لكل الشروط فيكون صادقا ودقيقا في نفس الوقت ولعلنا عندما نتحدث عن حوادث الانشقاق والخيانة لشخصيات كانت تسمى بالقيادات او مقربة من السيد مقتدى الصدر لابد ان نرجع الى الوراء قليلا لان الموضوع ليس له علاقة بالسيد نفسه ولا بالأشخاص الذين ثبت او سيثبت خيانتهم حيث اني اعتقد ان ما حدث منهم نتيجة طبيعية جدا لأنه ليس من المعقول ان يكون شخص قبل 9/4/2003 بشهر واحد يطرق ابواب المراجع ملتمسا عشرة الاف دينار يسد بها رمقه ورمق عياله فيصده بعضهم ويذله البعض بزيادة الف او الفين وفجأة وبعد شهر او شهرين من هذا التاريخ لا يتكلم الا بالملايين ولا يركب الا احدث السيارات وننتظر منه ان يكون طبيعيا ومثالا للتقوى والولاء!!
كما انه ليس من الطبيعي ان يعيش شخصا ردحا طويلا من حياته لا يقابل الا بمن هو مستواه واعلى مستوى او درجة علمية يمكن ان يقابلها تكون شهادة الابتدائية او دون المتوسطة ثم يكون فجأة مديرا ومسؤولا عن اشخاص بينهم المثقف وصاحب الشهادة العليا والخبير في اختصاصه وننتظر منه ان يكون انسانا طبيعيا !!ثم كيف يمكن ان نقتنع ان شخصا اقصى طموح له هو ان يسمح له مدير بلدية او رئيس قسم في مدينته بالمقابلة ثم يكون فجأة على تماس وتواصل برئيس وزراء او رئيس برلمان او وزير وننتظر منه ان يكون انسانا طبيعيا !! ثم كيف يمكن ان نقتنع ان شخصا كان اقصى ما يطمح اليه ان يكون عدد المستمعين في مجلسه الحسيني يصلون الى عشرين شخص ثم فجأة يكون خطيبا تسمعه الالاف وكلهم ينادون علي وياك علي وننتظر منه ان يكون طبيعيا !! ثم كيف يمكن ان نقتنع ان شخصا كان يحلم ان يكون مسؤولا عن كشوانية او مسؤولا عن تسجيل اسماء مراجعين في مكتب من مكاتب العلماء في النجف واذا به يكون قريبا جدا من شخصية ارعبت المحتلين واخرست المتقولين واحرجت الجميع ثم ننتظر منه ان يكون انسانا طبيعيا ومثالا للولاء ونكران الذات !! وعليه فخلاصة القول اننا من المفروض الا نستغرب من سماع هكذا اخبار عن خيانة اشخاص معينين لسيدهم وقائدهم لأنها نتيجة طبيعية جدا وهي نفسها التي ادت بالمالكي وبغيره من الذين كان يعيشون على فتات الموائد خارج العراق واذا بهم يكونون قادة العراق والمتصرفين بأمواله وقدراته فماذا ننتظر منهم الا هكذا امور وهكذا تصرفات وانا لله واليه راجعون .

أحدث المقالات