17 نوفمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

دولة ملائكة يا جعفري !؟

دولة ملائكة يا جعفري !؟

تقول الموسوعة العقائدية أن تعريف الحزب : هو اتحاد طوعي لمجموعة من المناضلين تجمعهم وحدة الهدف لتحقيق الإرادة المشتركة .
لم أجد في أحزاب السلطة اليوم حزبا واحدا ينطبق عليه التعريف ولا قريب منه بل الكل تبتعد حد التناقض .
وتفسر الموسوعة السياسية أن فترة النضال السلبي تعطيه القوة في رسم نظريته , ويبدو أن أحزاب العراق سنية أو شيعية قضوا فترة نضالهم السري والتي أسموها الخدمة الجهادية بنضال خارج النضال السياسي والفكري , لأنهم لم يستطيعوا التغلب على أنانيتهم بسبب التواصل المخابراتي مع دول العالم غير الإسلامي حتى يتغلبوا على مسلمي بلادهم .وينتهكوا حرمة الإسلام باسم الإسلام .
والغريب انهم لم يكتبوا النظرية التي تحدد فلسفة الحزب في كيفية إدارة الدولة , أي أنهم كانوا بلا منهج ولا تخطيط ولهذا انسجموا مع السرقة واللعب على الشعب ,غير مدركين أن الشعب أي شعب لا يمكن أن يرتضي جلاديه لفترة طويلة .
والأدهى في هذه الأحزاب اللعينة أنها ظلت تضرب على وتر الدين وصدقتها المرجعيات حتى صارت شعارا لها , وأصبح من لا ينتخبها طريقه النار , تلك معضلة , كيف سمحت المرجعية لنفسها أن تكون مقام الله وتُدخل من تشاء النار وترفض من لا يمد رقبته للأحزاب !؟. حتى انتفخت أوداج السياسيين وسَّموا أنفسهم ولي العصر ومختار الإمام !؟. تلك هي عقدة الأحزاب الدينية لعلنا ما نسينا الرئيس الإيراني نجاد في أول انتخاب له قال لناخبيه :

    جهزت غرفة للإمام المهدي حين يظهر كي يمارس حكومته منها .
    إن هذه السماجة صارت قناعة فضيَّعت على الناس طريق الدين الحقيقي .

المجتمع العربي يئن اليوم تحت زعامات هزيلة بائسة لا تملك غير التصريحات الرنانة وإلا من يسمع الجعفري وهو يصف الحكومة العراقية بالملائكية ماذا يقول ,أليس هم من يحملون جنسيات البلدان التي عاشوا فيها وتمتعوا بديمقراطيتها وشاهدوا قدسية المواطن هناك , ترى ماذا قدموا لشعبهم من صور المواطنة التي لمسوها في بلاد الكفار ؟.
وأمامهم نماذج في غاية الروعة , خذ مثلا السيدة ميركل المستشارة الألمانية ووقفتها الأخيرة مع اللاجئين وهي مع كل نجاحاتها ما زالت تسكن شقتها القديمة وتخرج وتدخل بلا بهرجة ولا ضجيج , وهذا رئيس وزراء فلندا تهزه الأريحية الإنسانية وهو يرى آلاف اللاجئين فيقدم منزل العائلة كمساهمة للتخفيف عن الحكومة وعن اللاجئين , ونرى رئيس وزراء السويد على شاشة التلفزيون حزينا وهو يحدث شعبه أن طفلة كتبت له رسالة تسأله فيها : ماذا سيقدم للاجئين .
تلك هي منظومة الرؤساء الشرفاء , لا يمكن أن يقارنوا بأي مسؤول عربي .
إلا يعرف أمراء السعودية وقطر أن مأساة هؤلاء الذين فروا من ديارهم هم أساس بلائهم , يريدون ديمقراطية للشعب السوري وهم يحكمون ويمارسون أشد أنواع الدكتاتورية مع شعوبهم .
الحكام الأغبياء وخاصة في العراق نهبوا كل أموال الدولة حتى صار مواطنيها تحت خط الفقر ويخرجون بلا حياء يقولون عكس ما عليه سلوكهم .
البارحة رأيت فيديو قصير لرئيس وزراء النروج وهو يعمل سائق تكسي من أجل أن يتعّرف على مشاكل مواطنيه وجها لوجه , وساسة العراق قطعوا عشرات الشوارع كي لا يراهم الشعب .
بئس من حكام عشر سنين وهم يكذبون على الله قبل البشر .

أحدث المقالات