لا يختلف عاقلان مطلقا انه لا وجود لمرجعية السيستاني في الواقع والشارع العراقي ، فالرجل لم يقدم نفعا ملموسا للجهة التي ينتمي لها الا وهي الشريعة فالى الان لم نر من السيستاني تخرج على يديه ومن طلبته مجتهدا ولم نلحظ اي مطبوع لدورة اصولية طيلة هذه السنين في تاريخ مرجعيته ، ولم نسمع يوما او نرى محاضرة صوتية او تسجيل فيديوي يمكن للطلبة الاستفادة من آراءه ولا حتى اولئك المرتزقة على المنابر الحسينية لم يذكروا السيستاني برأي له لمسألة خلافية او موقف من الحركات المهدوية ، اي ما معاناه ان الرجل (لا طسة ولا بسمار) في هذا الصدد .
اما العراق ومصائبه ومحنه فالى الان لم ولن نجد اي موقف ورؤية مستقبلية لحلول ناجعة تصب في خلاص العراق فالمستقبل مجهول وكل العراقيين يعون انه لا خلاص من هذا الوضع البائس ويدركون انعدام القيادة الحقيقية في شخص السيستاني فهو غول اعلامي فلو قطعنا الاعلام عن السيستاني لكان في خبر كان فهو بحق مرجعية اعلامية ولا وجود له في الواقع .
ولو قارناه مع مرجعية اخرى كان وجودها واقعي في زمن كل الاعلام مسيس ومأجور ، ووجد في انعطافة تاريخية شهدها العراق من زاخو للفاو قبل ان تتلاقفه مؤسسات الاعلام المقروءة قبل المسموعة ، وبالتأكيد تعرفون مرجعية السيد الصرخي الذي ملأ الدينا بثقله العلمي والفكري قبل ان يكون عرّاب الحلول ومشاريع الخلاص للمصائب وطنه ، فلا نريد الاسهاب في صنعته كمرجع ادى ما عليه في الفكر الاصولي والفقهي واثره العلمي المعهود ولكن يكفينا فخرا ان يئسنا من كل الجهات والرموز الدينية التي لم تقدم شيء للعراق فتبقى فسحة امل وشعور بالخلاص عندما نطالع بياناته ومواقفه ومشاريعه الرامية لإنقاذ شعبه وأمته . وما مشروع الخلاص الا فيض من غيض وقد سمعنا همهمات من هنا وهناك تسرق في وضح النهار بعض فقرات ذلك المشروع . ومن هنا كان وما زال الاستهداف لشخص المرجع الصرخي ومرجعيته تصب وتتحد مع المشروع الاستكباري الامبراطوري الذي اوهن العراق وفككه ، فأي محتل اذا اراد النيل من وطن فهو ينال من رموزه ويصنع لهم رموز مزيفة كي تهيمن على الارادة المسلوبة للأمة .
ومن هنا نفهم ونفرق بين المرجع الوطني وذاك الآتي من الحدود ، فأبن البلد يعي ما يدور في اروقة البلد وله دراية بتاريخ وارث هذا البلد على خلاف الاجنبي الذي يكون موقفه آني مع المشكلة ولم ولن يمتلك الاستراتيجية والرؤية التي تنقذ البلاد من مآسيه ،وابن البلد كل ما قاله حدث وصار لأنه ذو استقراء للاحداث بموضوعية متجذرة في صلب العراق وما زال في جعبته الكثير لأبناء جلدته .