إن إيران هي من تقود الحرب في سوريا، وإن مشاركة الحرس الثوري في القتال مصيرية للغاية، هذا ماصرح به يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني، علي خامنئي، وهو في صدد الحديث عن الاوضاع في سوريا حيث ذکر أيضا إن””إيران منعت سقوط بشار الأسد من خلال تشكيل جبهة دولية إسلامية في سوريا ضد الأعداء”، وهو مايسعى من خلاله لتبرير تدخل نظامه و الميليشيات العراقية و اللبنانية و الافغانية و الباکستانية و اليمنية بالاضافة للتدخل الروسي.
القتال الذي يقوده نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا، والذي يصفه صفوي بقتال مصيري للغاية، ليس هو بقتال محدد بسوريا لوحدها، ذلك إن نظام الملالي في إيران يقاتل في العراق و اليمن و لبنان بالاضافة الى سوريا، مثلما نجده يعد لإضرام نار الفتنة و الفوضى ذات الطابع الطائفي في الکويت و البحرين و السعودية أيضا، ولهذا فإننا نرى صفوي يبخس من قدر و مکانة الدور الذي يضطلع به نظامه على صعيد المنطقة، إذ أن نظام الملالي في إيران هو في الواقع القائد العام من دون منازع للفتنة الطائفية و الدينية في عموم المنطقة.
مراجعة تأريخ هذا النظام في المنطقة منذ تأسيسه قبل أکثر من ثلاثة عقود و نصف و ماقام و يقوم به من إثارة مشاکل و أزمات مختلفة، و مقارنة الفترة التي سبقتها، نجد إن الفتنة الطائفية قد بعثت من مراقدها العفنة على يد هذا النظام من أجل تحقيق أهداف و غايات لاعلاقة لها أساسا حتى بالطائفة نفسها، والمفارقة التي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار، هي إن هذا النظام وفي الوقت الذي يتدخل في مختلف بلدان المنطقة عبر أحزاب و منظمات و شخصيات تابعة له، فإن بلدان المنطقة ترفض لحد الان الاعتراف بالمعارضة الايرانية النشيطة المتمثلـة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، والذي يعبر عن آمال و تطلعات الشعب الايراني، والانکى من ذلك، إنه وفي الوقت الذي يعتبر إعتراف دول المنطقة بهذا المجلس أمرا منطقيا تستوجبه الکثير من الامور بما فيها خدمة الامن القومي للمنطقة، فإن تدخلات طهران في الدول المنطقة هو أمر مشبوه و معادي لأمن و إستقرار و مصلحة شعوب و دول المنطقة برمتها.
الصمت عن الدور المشبوه لنظام الملالي في المنطقة و الذي يتمادى يوما بعد يوم و سبب و يسبب الکثير من المصائب و المآسي لشعوبها الى الحد الذي صار يهدد فيه الامن الاجتماعي لها، هو صمت غير منطقي و غير مقبول بالمرة و الاجدى بدول المنطقة أن تبحث في الخيارات الاخرى المطروحة أمامها من أجل وضع حد لهذا الدور المريب و قطع دابره وإننا نجزم بإن أهم خيار يجب تفعيله هو دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير من خلال
الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية من جانب دول المنطقة و فتح مقرات و مکاتب لها.
[email protected]