26 نوفمبر، 2024 12:31 م
Search
Close this search box.

التحالف الوطني بيت العنكبوت وأصلاحات العبادي قد تموت

التحالف الوطني بيت العنكبوت وأصلاحات العبادي قد تموت

حرف ” قد ” هنا للتحقيق وليس للتوكيد فأرجو من القراء والمتابعين ألآنتباه
نحن مع ألآصلاحات الشاملة لآنها جزء من ثقافتنا القرأنية  , والمرجعية دعت الى ذلك فهي تكتب بأسم المرجعية وبأسم الشعب العراقي  وليس بأسم الدكتور حيدر العبادي , وعلى المرجعية الدينية في النجف ألآشرف بشخص السيد السيستاني أستمرار التأييد والتوجيه بمستوى القدحة ألآولى التي حملت الدكتور العبادي شخصيا مسؤولية العملية ألآصلاحية بأعتباره المسؤول التنفيذي ألآول في العراق .

ونحن وقفنا مع الدكتور العبادي من اليوم ألآول من تكليفه لرئاسة الحكومة وأشترطنا عليه المضي في عملية التغيير وأصلاح ما أفسدته الحكومات التي سبقته وجعل الطاقم الحكومي تكنوقراطيا كفوء بعيدا عن الحزبية والمحاصصة , ولآننا نعلم علم اليقين أن أحزاب السلطة لن تترك العبادي حرا طليقا في أختيار الكابينة الوزارية لذلك تمنينا عليه أن يختار المستشارين له ممن هم أرقاما سياسية وأجتماعية من ذوي التحصيل العلمي والخبرة التي لايمكن أنكارها , ولكن أحزاب السلطة كما توقعنا فرضت من تريد في الوزارة ومن فرضتهم لايصلحوا أن يكونوا موظفين من الدرجة السادسة في سلم الدرجات الوظيفية مع أحترامنا لكل موظف نزيه ومخلص , ومثلما أصبحت الكابينة الوزارية متخمة بأسماء عاطلة معطلة , كذلك كانت ترشيحات العبادي للمستشارين محبطة لآمال العراقيين ومن يعرف بالشأن السياسي وما يحيط بالعراق من محن وأزمات مرشحة للآنفجار بشكل دراماتيكي لايقوى على مواجهتها من دخلوا الكابينة الوزارية ومن دخلوا كابينة المستشارين , وهكذا صار يمكن للعارفين بالجيوسياسية أقتصادية التنبؤ بمستقبل مشحون بالمفارقات وألآحتقانات خصوصا والعراق يخوض حربا ضروس ضد عصابات داعش المتفلتة المحترفة للفوضى والتخريب المدعومة بكل الوسائل التي لاتوجد لدى كثير من جيوش العالم ؟

وفي هذا المناخ السياسي المأزوم جاءت توجيهات المرجعية بألآصلاح , وعلى ضوء ألآختناقات والمعاناة الشعبية التي كانت مشكلة الكهرباء قدحتها ألآولى لتجد معها قدحات الفساد المستشري في مفاصل الدولة , ومما يزيد معاناة المواطنين وجود نواب ووزراء مرفهين مترفين يصرون على أستحصال مخصصات تحسين معيشتهم التي لاتشكو من شيئ ويتركون مايعانيه المواطنون من فقر وبطالة ومرض وأنعدام الخدمات وتفشي الرشوة وسوء ألآدارة في كل مؤسسات الدولة

لهذه ألآسباب جميعا أندلعت تظاهرات العراقيين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب والتي كانت تمثل تاريخيا زناد التحرك الجماهيري في العراق .

وتظاهرات اشباب العراقي وجدت في توجيهات المرجعية التي طلبت من رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي أن يضرب بيد من حديد على الفاسدين أين ماكانوا ولاي جهة أنتموا , وهذا السقف العالي الذي منحته المرجعية الدينية لرئيس الحكومة قابله التأييد الشعبي الواسع , لكن الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة لم يلتقط رافعات هذا التأييد بما يجب أن يكون عليه رجل أعطي فرصة ذهبية تاريخية ومن أخطاء الدكتور حيدر العبادي أنه لم يستطع تشخيص فساد حزبه ” الممثل بكتلة دولة القانون التي خرجت من قمقم أنتخابات فيها كل ما ينقص مصداقيتها بالمقياس الديمقراطي للآنتخابات وما يعزز خيبة كتلة دولة القانون أن رئيسها أعترف بالفشل علنا , والطرف الثاني في حزب العبادي هو ” مكاتب ما يسمى بحزب الدعوة ألآسلامية ” والتي ترفع ألآسم المعروف تاريخيا عند الشعب العراقي ولكنها تعمل بما يخالف عقيدة وأخلاقية حزب الدعوة حتى صار واضحا لآبناء الشعب العراقي أن هؤلاء لايمثلون حزب الدعوة ألآسلامية ولا يمثلون الدين لكثرة فضائحهم التي لايمكن التستر عليها أو السكوت عنها كما يفعل الدكتور حيدر العبادي الذي أصر على أن يكون الى جانبه ممن هم وجوه غير مقبولة بل معروفة بالفشل والفساد والمحدودية حتى أنهم جميعا لم يحصلوا على نصاب الفوز ألآنتخابي لولا وجودهم في قائمة دولة القانون التي أستغلت أمتيازات الحكومة في التعيين وتوزيع قطع ألآراضي وهي رشا موصوفة ومحرمة شرعا وممنوعة قانونا ومرفوضة أخلاقيا فحيدر العبادي مثلا في بغداد لم يحصل ألآ على ” 4000″ صوت وبعض الذين معه لم يحصلوا على نصاب الفوز بينما فاز معهم في نفس قائمة دولة القانون المهربون والسماسرة ومن ليسوا من أهل السياسة , مما يعني كم يعاني هؤلاء من رفض شعبي ولكن العبادي لم يأخذ به رغم نصائحنا وتحذيراتنا المتكررة له .

واليوم أذ تحتدم جبهات الحرب ضد داعش التي تقف معها حواضن من نفس المناطق التي تعمل فيها , ومما يزيد الموقف الحربي تعقيدا وجود الضغط ألآمريكي بأسم المستشارين وهي قوات عسكرية تنتظر أختلاط ألآوراق التي تعمل ألآدارة ألآمريكية من خلال سفارتها وقادتها العسكريين على زيادة خلط ألآوراق , من جانب أخر وجود ألآيرانيين الذي لم يتوقف على مستوى ألآستشارة وأنما أصبحت أطراف في الحشد الشعبي ممن أنتهزوا وجود الحشد الشعبي فأندفعوا بتشجيع أيراني على تشكيل فصائل مقاتلة وهو ما يقتضيه واقع المواجهة ضد داعش ولكن بعض الذين أرتبطوا بألآيرانيين ليسوا من أهل السياسة وليسوا وجوها أجتماعية ولكن أسلوب المواجهة أعطى مجالا للمنتفعين وللمتزلفين ومن يبحث عن فرصة للظهور على حساب المبادئ والوطن والمواطن , وشكلت هذه المظاهر عبئا جديدا في رسم الصورة المستقبلية للحرب ضد داعش وللصورة المستقبلية لكيان الدولة العراقية التي أصبحت تحت مطرقة ألآمريكيين الذين يصرح أحد قادتهم العسكريين بأن العراق مستقبله التقسيم وهو الجنرال أدرنوا فيرد عليه العبادي بأن ذلك تصريح غير مسؤول , ومن جانب أخر يصرح مسرور البرزاني بأن منطقة الشرق ألآوسط تحتاج الى أعادة رسم خرائط وهو تصريح مفهوم لصالح ما يسعى اليه مسعود البرزاني من ألآنفصال وألآستقلال منتظرا تحين الفرص .

من جانب أخر يواجه العبادي ضغوطات التحالف الوطني الذي سمي في يوم ما خطأ بالبيت الشيعي , والتسمية كانت في عام 2003 لكاتب المقال لضرورات تخص شخصية أتباع مدرسة أهل البيت الذين عانوا من ضغوطات هائلة وملاحقات تهدد بالفناء لمن هو شيعي حتى أصبح الخوف من هذه الكلمة شعورا مستقرا لدي البعض مما جعل البعض يسمون مواليدهم في تلك الحقبة السوداء يسمونهم أسماء بعيدة عن ألآسماء الشيعية التي ترتبط تاريخيا بأسماء أئمة أهل البيت وهي أسماء عربية خالصة ولكن الهوس الطائفي راح يلاحق العراقيين على أسمائهم لذلك أستبدل البعض أسماء : قيصر , وأسكندر , وحارث , للرجال , وأسماء رنا ورولى ومها وجنى للنساء , وعندما التقط الدكتور أحمد الجلبي تسمية البيت الشيعي الذي كنا نحن من أطلق تسميته في محاضراتنا ومجالسنا الثقافية , ولان الجلبي ومن معه غير مقبولين لدى الشارع العراقي وخصوصا في مدن الفرات ألآوسط وفي الجنوب فقد رموه بالحجارة والطماطة عندما زار الناصرية عام 2003 علما بأن أجداد الجلبي هم من الناصرية تاريخيا , وعندما بدأ الجلبي بالعمل بالبيت الشيعي , أنسحبنا من تبني تلك التسمية وتركناها لآننا لانحب المنافسة غير المنتجة ولا نعمل لمصالح شخصية ومكاسب ضيقة .

والتحالف الوطني الذي مر بمراحل تحالفات مصلحية تبحث عن الكرسي والمنافع الحزبية لذلك كان مناخ التحالف الوطني مشحونا بالتنافس المصلحي ولوجود غطاء ألآحتلال ألآمريكي الذي يرى في المعمم الشيعي كما يرى ما للمرجعية الشيعية في النجف ألآشرف من ثقل ديني وولاء شعبي كاسح لايقبل المنافسة والمساومة , وأذا كانت تلك الرؤية عن المرجع الشيعي صحيحة فأنها بالنسبة للمعمم الشيعي غير صحيحة كما أعتقد ألآمريكيون خصوصا أيام بول بريمر الذي اعطى لبعض المعممين وزنا لايستحقونه وأصطحب بعضهم الى واشنطن حتى تحولوا الى عملاء من فرط جهلهم وسوء تصرفهم , وبعضهم راح اليوم يستبدل ولائه للآمريكيين بولائه للآيرانيين لا لشيئ ألآ للمحافظة على المكاسب الشخصية , ومثل هؤلاء كان تصرف الدين دخلوا في التحالف الوطني الشيعي فهم مرتهنون للولاء ألآيراني ولذلك لن يكونوا مع تظاهرات الشعب العراقي , لآن السياسة ألآيرانية في العراق تعاني من أخطاء في التفاصيل غطت عليها المواقف الكبرى مثل الحرب ضد ألآرهاب , ومثل ألآنتصار للمقاومة والممانعة , ومثل حاجة العراق للمساعدة في موضوع المياه والكهرباء وتخطيط ألآبار النفطية الحدودية , ومع هذه وما يخص أيران والعراق وحاجة شعبيهما لزيارة العتبات المقدسة في البلدين وهي حاجة تفرض نفسها على السياسة لآرتباطها بالموضوع العقائدي وهو من المطالب الحرجة التي لايمكن تجاهلها .

وعليه أمام هذا الواقع الذي تختلط فيه أوراق الجميع تخرج تصريحات محافظ ألآنبار صهيب الراوي وتصريحات رئيس مجلس محافظة ألآنبار الكرحوت بما لايتناسب ومرحلة المواجهة مع داعش فتصريحاتهم تغمز من قناة الحكومة مثلما تغمز من قناة الجيش والحشد الشعبي ويضاف الى ذلك ما القي من خطب في مؤتمر الوقف السني لمناهضة ألآرهاب والتي غيبت في تلك الكلمات ألآشارة الى الحشد الشعبي مثلما غيب الذكر الصريح للمسبب لمحنة أهالي ألآنبار ونينوى وهي عصابات داعش فلا الدكتور الكبيسي المقيم في ألآمارت والذي نقلت كلمته متلفزة لم يتطرق ويشخص المعتدي ألآرهابي وهو داعش وأكتفى بألآشادة بتظاهرات الشباب وهي غمزة للحكومة لمن يعرف بواطن ألآمور ولا كلمة الشيخ الدكتور محمود العيساوي وهو أمام مسجد أبي حنيفة في ألآعظمية والذي يعرف أكثر من غيره جرائم داعش ضد أهل السنة ولكنه لم يذكر داعشا وتحاشى التخصيص والتسمية للعصابات ألآرهابية التكفيرية التي عاثت فسادا في المناطق السنية وتفجيراتها ألآرهابية في المناطق الشيعية معروفة ولكن أعراض الجميع من المتكلمين حتى الشيخ قتيبة عماش في ظهوره على قناة العراقية لم يذكر داعش وعصابات التكفير بأسمائها وهو ما يتطلبه عنوان المؤتمر , وهذا الشيئ يحمل دلالات خطيرة مفادها أن من يعمل في جهاز الوقف السني في العراق من معممين ومدرسين وموظفين لازالوا يحملون ولاء لمن يدعم العصابات ألآرهابية التكفيرية وهذا الولاء خطه معروف من السعودية وألآمارات والبحرين الى قطر , ورغم كل المعاناة التي تعرض لها العراقيون وأهل السنة خاصة ألآ أن جهاز الوقف السني لم يرتفع الى مستوى الحدث ولم يقف مواقف ألآفتاء السني في سورية الذي تحول الى حامل للمواقف الوطنية وشرع هو ووزارة ألآوقاف في سورية الى تبني مشاريع وخطط ثقافية لتوضيح المنهج ألآسلامي في العمل التبليغي والجهاد وفضح ثقافة ألآرهاب والتكفير حتى أصبح المسجد ألآموي في دمشق مسجد محي الدين بن عربي وبقية مساجد دمشق الى ورش تدريس وحلقات أحياء على الطرق الصوفية المعروفة عند أهل السنة , مثلما أصبحت خطب الجمعة التي يحضرها ألآلاف من أبناء سورية خطبا مركزة بعناية لمحاربة داعش وجبهة النصرة وكل عصابات ألآرهاب , بينما لم يحدث هذا في الوسط السني في العراق من قبل جهاز الوقف السني الذي يمتلك أموالا طائلة لايمتلكها ألآفتاء ولا جماعة علماء الشام ولا وزارة ألآوقاف السورية , ومع ذلك نأمل من الشيخ عبد اللطيف الهميم صاحب فضائية الحدث والمرف ألآسلامي الذي أصبح رئيسا للوقف السني أن يتفرغ لمهام الوقف السني الذي تنتظره مشاريع وطنية وفي مقدمتها محاربة داعش .

كما لازلنا نأمل أن لايضيع الدكتور حيدر العبادي فرصته الذهبية في تأييد المرجعية والشعب له وأن يترك الغطاء الحزبي المتمثل بمكاتب فاشلة ويترك الغطاء الطائفي المتمثل في تحالف يضم المزورين والفاشلين وسراق المال العراقي , وهذا التحالف هو بيت العنكبوت الذي يوجد عادة لآصطياد الحشرات الضعيفة , والشعب العراقي ليس بالحشرات ولكن ما يسمى بالتحالف الوطني أصطاده أنتخابيا عدة مرات حتى أنهكه وكاد أن يقضي على روحه ولكن وجود الحس الديني المرتبط بمرجعية أئمة أهل البيت عليهم السلام هو الذي صنع الممانعة التاريخية في العقل الشيعي وهذا العقل هو الذين بقي متقدا عند البعض على قلتهم ولكنه أوصل رسالة الوعي والتحريك ورفض الفساد بأسم الدين فتلقفته الجماهير التي تمشي راجلة لزيارة العتبات المقدسة تعبيرا عن ولاء تاريخي عقيدي لايهدأ ولا يساوم ومن هنا سقطت أقنعة المزيفين ولم يعد بيت العنكبوت قادرا على أصطياد الوعي الشيعي ألآصيل والكبير وهكذا سقط بيت العنكبوت الذي أعتبره القرأن الكريم بأنه أوهن البيوت , ولا توجد رسالة واضحة أوضح من ذلك .

أحدث المقالات