لو فتح العبادي التحقيق بملفّ من ملفّات ذو عشرات المليارات دولارات من الّتي سجّلت فيه وحده, خرجت منه لتدخل خزينة إيران بفضل المالكي وهو في الحكم عندما أغرق السوق العراقي ببضائعها طيلة ما مضى وإلى اليوم أغلقت لأجل ذلك جميع مصانع العراق للآن وساعدت على فتح قنوات اقتتال عدّة في البلد تستهلك هي الأخرى عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة فقط لأجل إيران أيضًا ,ومشاريع لا حصر لها تبدأ من “تجارب” مصابيح أعمدة الشوارع بالطاقة الشمسيّة ولا تنتهي بمقاولات تبليط الأرصفة والطرقات ومصافي النفط واستيراد الغاز الخ ,لاكتشف العبادي أنّها وحدها كافية لتحطيم عشرة بلدان بحجم العراق لولا ستر الله والباقي نهب مشاع للبرلمانيّين تشكّل رواتبهم وحدها رواتب جمهوريّة كاملة تجهض ميزانيّة أغنى امبراطوريّات العالم عدى تقاعدهم السحري ذو الثلاث سنوات.. ذكّرتني طريقة مختارنا معالجة بلواه بدل أن يستغلّها كفرصة ذهبيّة لصفح وعفو العراقيين عنه ؛ب”مفارقة” عتيقة تعود للستّينيّات ,ولا أدري سبب مقاربة تلك استقرّت عقود بقاع ذاكرتي بهذه؟ لقد واتت مختار العصر فرصة لا تعوّض, كان يمكن اصلاح ما بينه وبين العراقيين بها بطلب العفو منهم وترجمته مفاجئة سارّة لهم؛ يستسمح الوليّ الفقيه يعود لأرض الوطن صحبة طائرات العراق الحربيّة التسعون الجاثمة في إيران من الّتي سبق للعراق وائتمن عليها إيران كوديعة ..كان ذلك ما أمله الكثير من العراقيين من “زيارة” المالكي المفاجئة ,خاصّةً و”الزاد والملح” بمئات المليارات تكن قدّ غزّرن في وجدان الوليّ الفقيه رضي الله عنه كما غزّر دجاج العرب أربعة عشر عامًا بسلفه الخميني قدّس سرّه الشريف.. بدأ الكثير من شعب العراق فور سماعهم وصول المالكي إيران ينظر إلى السماء يترقّب أسراب الطائرات وهي عائدة لأرض الوطن يقودها المالكي بنفسه من كابينة طائرة يجلس جنب قائدها على مقعد “رامي الرشّاش” بعدما كان قد اصطحب تسعون طيّارًا عراقيًّا “من جماعتنه وجماعتهم” عند “المغادرة” المفاجئة ,يعودون بتلك الطائرات المودعة منذ زمن دقناووز بانتظام يستعرضون سماء العراق بألوان “الغازات” الملوّنة قبل أن تهبط ودموع العراقيين تسيل فرحًا بقائدهم المالكي لينهالوا عليه وقد حطّ بقدمه الشريف على أرض وطنه الغالي تقبيلًا وحضنًا رافعيه يقاذفونه من كتف لكتف وحتّى سيّارة الروزرايز الخاصّة وطوابير الشعب تحميه جنبتي الطريق وتطشّ الواهليّة على موكبه الرحماني رفقة هلاهل ,من المطار وإلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام مباشرةً ليسجد لله هناك ومعه يسجد كلّ الشعب والذبائح تنحر وفقراء الشعب من تجّار “قواطي المزابل وعلب الصفيح الخاوية وتجّار الأقمشة البالية وتجّار كلينكس الشوارع يعيشون أسعد أيّامهم أحلى من أيّام الطهور تفدي المختار بنفسها على شجاعته وغيرته على وطنه وعطفه على شعبه المسحوق..
..في “الرابع ابتدائي” كان أصعب مواد الدراسة مادّة العلوم, لقساوة “المعلّم”, وكان أكسل تلميذ يفوقنا بالسنين ,ويفوقنا طولًا مع “هَبل” قليل ,اسمه سهاد.. حدث يومًا, “يوم خميس” حيث تكثر الغيابات “للطرفين” ,لم يستطع سهاد الإجابة على سؤال للمعلّم ,والمعلّم صادف لم يحمل عصًا ذاك اليوم, فبعث أحد التلاميذ يأتيه بواحدة, طاف التلميذ دقائق وعاد معتذرًا لم يجد.. أطرق المعلّم رأسه بالأرض محتارًا يشاركه سهاد حيرته, واقفًا يترنّح قليلًا يريد “فضّ الموضوع” هو أيضًا! فلطالما اعتاد تلقّي الضرب.. فتفاجئنا بسهاد يطلب منه: “استاد أضربني راشديّات بيدك وفضهه”! فانذهل المعلّم والتفت إلينا وغضبه ازداد: شوفوا الغبي, بدل ما يستغلّ الموقف طالبًا العفو يطلب تنفيذ العقوبة!.. وأسأل الوليّ الفقيه: هل استكثرت على تابع لك افتداك بنفسه وبمئات المليارات هي أموال العراقيين تعيد إليهم طائراتهم التسعين تفتدي صاحبك الملهوف بها لإرضاء العراقيين بدل عنجهيّتك وبخلك وغدرك ترسل إليهم سليماني المتنازع عليه؟..