25 نوفمبر، 2024 12:59 م
Search
Close this search box.

اقتلوا آل الحكيم يخلو لكم وجه أبيكم…

اقتلوا آل الحكيم يخلو لكم وجه أبيكم…

الاستعمار الحديث بني ركائزه على الطائفية والقومية، وما يحيط بهما، لغرض تحقيق أهدافه.

عندما بدأ الاستعمار البريطاني حملته لاحتلال العراق، الخاضع لسيطرة الدولة العثمانية ” السنية”، انبرت المرجعية الشيعية ورجال الدين لمواجهة المحتل، كان الشاب المعمم السيد محسن مهدي الحكيم، احد قيادات المجاهدين في منطقة الشعيبة.

جرت ثورة العشرين، وما نتج عنها من تسليم المحتل البريطاني حكم العراق للاقليه، بسبب قوة وسطوة المرجعية على الشارع الشيعي، مما يعني صعوبة الحصول على شخصيات شيعية؛ يمكن أن تتعامل مع المحتل، وفق الخطط الذي يريد، هنا شخص الاستعمار القيادة الحقيقة للشعب العراقي.

تصدى السيد محسن الحكيم للمرجعية، ليطرح نموذج جديد في العمل المرجعي، حيث بدأت المرجعية بالانفتاح على الشارع العراقي، بمختلف طبقاته ومكوناته من أقصى الأهوار إلى أقصى الجبال، فتحت المكتبات والمدارس في مختلف أنحاء العراق، وأرسل المبلغين إلى القرى والأرياف، فضلا عن ظهور بوادر لتبني العمل السياسي، عندما أجاز الإمام الحكيم الشهداء السادة محمد باقر الصدر ومحمد مهدي ومحمد باقر الحكيم لتشكيل حزب الدعوة، رغم قصر فترة الإجازة، حيث امرهم بالانسحاب من الحزب والعمل السياسي، والإبقاء على التصدي ألتبليغي والتوعوي، الذي سينتج لاحقا أطار سياسي للإسلاميين، يفرزه وعي الشارع.

استشعر الغرب خطورة وأبعاد ما يقوم به الإمام الحكيم، حاول خلق فتنة داخل المرجعية، حيث حركت رجالها للاتصال بعدد من المجتهدين البارزين، لغرض تحريضهم ضد الإمام الحكيم، تم التحرك على الشيخ حسن الحلي، وهو من رجال الدين البارزين في زمانه، ويمتلك علمية تداني الإمام الحكيم، لكن الشيخ ردهم،” أن الإمام الحكيم؛ أحق مني بالمرجعية، فقد أحسن تربية أبنائه”.

حرم الإمام الحكيم الانتماء للحزب الشيوعي ” كفر والحاد”، بذلك اجتمعت مصالح الشيوعية والغرب ضد الإمام الحكيم والمرجعية، عندها جيء بحزب البعث؛ كحزب إجرامي، لعله يتمكن من إيقاف المد والتأثير المرجعي، فشلت كل أساليبه، لجأ

إلى الدس والكذب، ليتهم ابن الأمام الحكيم بالعمالة لبريطانيا، كذا غمز مرجعية الإمام الحكيم بذلك.

أفتى الإمام الحكيم بحرمة القتال ضد الكورد، ليوجه ضربه بالصميم للقوميين والبعث، اتسعت دائرة أعداء الحكيم، بالإضافة للبعث أضيف القوميين، ليصبح الاستعمار والشيوعيين والبعث والقوميين، إضافة لمنافقي الإسلام السياسي، جبهة مختلفة في كل شيء إلا العداء للإمام الحكيم وللمرجعية.

رحل الإمام الحكيم، وكان أربعة من أبناءه مراجع على رأسهم المقدس السيد يوسف الحكيم، كانت فرصة ذهبية لجبهة أعداء المرجعية لتأجيج الفتنة، أرسلت وفود عشائرية إلى مجلس الفاتحة، رددت أهازيج تؤيد السيد يوسف ليكون مرجع بعد والده، مما دفع السيد يوسف إلى مخاطبة الإمام الخوئي؛ الذي كان يجلس إلى جانبه ” سيدنا أعلمية مو وراثية”، وقام من مجلس الفاتحة إلى داره، لينقل كل ما يتعلق بالمرجعية لدى والده إلى بيت الإمام الخوئي، ويتوارى عن الأنظار فترة طويلة، كي لا يغطي على مرجعية الإمام الخوئي.

وئد سلاح آخر من أسلحة الجبهة المتراصة ضد المرجعية، بعد أن افشل والده سلاحي الطائفية والقومية، عندما قاتل مع الدول العثمانية السنية، التي اضطهدت الشيعة ايما اضطهاد، لكن الثوابت لا تتغير، بشخص وتصرف حاكم، وعندما حرم قتال الكورد.

هذا النهج ظل ثابت لدى آل الحكيم، لذا ظلت الجبهة المناوئة لهم، تختلف بكل شيء إلا عدائهم، كونهم أغلقوا كل الطرق والسبل، التي يمكن للاستعمار وإذنابه، تمرير الصفقات والمساومات من خلالها، على حساب الدين والوطن، هذا يفسر الهجمات التي تعرض لها شهيد المحراب ولما رحل، بدأ من كانوا يهاجموه يتأسفون عليه، وتوجهت سهامهم إلى عزيز العراق، لما رحل توجهت سهامهم إلى السيد عمار الحكيم، فالعداء للنهج لا للأشخاص، وعملهم كجناح سياسي للمرجعية وان لم يكن معلن، لم يمكن الاستعمار من تحقيق أهدافه في العراق، والتاريخ الحاضر والماضي يؤكد هذه الحقيقة…

أحدث المقالات

أحدث المقالات