لم يسبق لي أَن كنت يوماً مدافعاً عن منبر أعلامي أو متزلفاً أو مدلساً لحقيقة أ‘تقدها وأتبناها بالوثائق والقرائن والأدلة الناصعة كما لم يسبق لي أَن كنت يوماً مهادناً في تبني الحق ومايخدم الوطن ولو كان ذلك يتطلب ثمناً من صحتي وشح مالي . هذه الأمور تعد ثوابت عندي يعرفها المنصفون من الذين عاصروني وانا اعمل في الأعلام والصحافة منذ مايقرب 35 عام .
لم تتغير ثوابتي رغم المعاناة الحقيقية التي أعيشها وقد كانت أمامي فرصاً يعدها بائعي الثوابت على انها ذهبية لكنني فضلت أن اكون في صف الوطن فهو عبادة يرجوها الله ومن لايكون في صف وطنه سيعيش على الدوام خائناً مدعي ووضيع تتلاقفه اسوأ السمات والصفات فضلاً عن انه سيبقى صغيراً أمام الجميع .
كنت ومنذ زمن بعيد متابعاً جيداً لقناة البغدادية كما أنني متابع لقنوات اخبارية أخرى ولازلت اتابع البغدادية بشغف فأنا جزء من حراك شعبي متواصل يسعى لأستعادة وطن تم اختطافة من قبل جهات عاثت به وأَحالته خراباً .
هذه الجهات تفننت في أن تقتل العراق من خلال مجموعة أعمال أقل مايقال عنها انها اعمال جبانة وغادرة ليس أقلها أستغلال الدين للنهب والسلب والقتل والترويع . بل أن كل فعل من تلك الجهات التي جائت من الخارج تشوبه العفونة من فرط ما نتج عنه من تهجير وتشريد وتصفيات وفقر وعشوائيات وأحياء من الصفيح وتغييب كامل للعمل الوطني و و و الخ الى ان وصلنا الى مانحن عليه اليوم . بلد يهجره الناس لغياب الأمن فيه ويهجره الشباب لمجهولية المستقبل لديهم فيفضلون الموت غرقاً في البحار على البقاء . بينما أشباه رجال يتنعمون بخيرات البلد ويتحصنون بما أشتروا من ذمم وأسوار من الكتل الكونكريتية لايعرفون سوى الطريق الواصل بين المطار والمنطقة الخضراء !
ونتيجة لكل ماحل بالعراق من تدمير متعمد ومآسي مصنوعة داخلياً وصل الشعب العراقي الى نتيجة نهائية وهي أن التخريب سوف يكون السمة السائدة للعملية السياسية في العراق خاصة بعد أَن بددت أكثر من ألف مليار دولار بين الأحزاب والكتل السياسية بينما الأرهاب يسيطر على نصف مساحة العراق والضحية الحقيقية هم شباب العراق وأبناءة البررة الذين يحاولون درء الأخطار والحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه .
رغم كل الذي حصل كانت هنالك آمال تشبه السراب في أن الأحوال يمكن اصلاحها من قبل رئيس وزراء جديد قديم أراد دعم فخرج الشارع داعماً له . وأراد تفويض فحصل عليه بسرعة ودون تردد . أدعى انه يريد الأصلاح واطلق ورقة سماها حزمة أصلاح أولى وثانية وثالثة ولم نرى شيء فيه اصلاح ! فأن جل ما اتخذه من قرارات لاتعدو عن كونها تغيير في المناصب وترقيع بهدف تأمين أموال لتعزيز الخزينة التي نهبت بالكامل من قبل سلفه .
الشعب يتظاهر من اجل احترام الأنسان فيلغي وزارة حقوق الأنسان . والشعب يطالب بحقوقه في العيش الكريم والتخلص من المحاصصة المقيتة لكن اصلاحاته لاتبتعد عن المحاصصة .
بعد كل الذي حصل وزيادة زخم الحراك الشعبي يرسل العبادي رسالة الى البغدادية يقول فيها ان الكتل السياسية وفصائل المستشارين يتهمون القناة على انها قناة تريد اسقاط العملية السياسية وهنا دعونا نتكاشف ونفرش البساط لندلو بدلونا . ولا أريد ىأن اشير لمن باع قلمه وضميره من الذين يتهمون جمهور البغدادية بالعمالة وانهم مرتبطين بالبعث فهؤلاء لايستحقون الرد بعد ان فظلوا مسح الأكتاف على الوطن المختطف .
ما الذي حققته العملية السياسية ؟
– تقولون دستور . نعم لقد سوقتم الدستور على انكم مناضلون جئتم لبناء البلد واستغفلتم الشعب الذي صدق بكم وصوت على الدستور لكن مالنتيجة التي حققها الدستور حتى الأن ؟
القتل متواصل ولايمر يوم واحد لم نسمع به عن تفجير أدى الى قتل ابرياء فضلاً عن عمليات القتل الأخرى
-الخدمات صفر ولم تقدموا دليلاً واحداً على انكم قد عملتم من اجل العراق .
-التنمية غائبة تماماً عن عملكم بل أن جل اهتماماتكم تنحسر في كيفية توزيع الموازنات بين احزابكم وكتلكم وكان من نتاج هذا العمل الكارثي استشراء ظواهر الفقر والجوع وزيادة نسبة الوفيات نتيجة لسوء الخدمات الصحية وأنتشار الأمية وغيرها من الأثار السلبية التي دمرت العراق .
– التهجير والنزوح وصل ارقام لم يشهدها بلد في العالم لملايين من العراقيين
فهل يعقل ان بلداً في العالم موازناته تصل الى 120 مليار دولار سنوياً بينما الكثير من ابنائه يبحثون في النفايات عن مايسد رمقهم ؟ أي عملية سياسية هذه التي تدافعون عنها ؟
الغريب في الأمر انكم تى الآن غير مؤمنين وغير مكترثين لماحل بالعراق . وموضوع اصلاحاتكم قد ثبت زيفه بالكامل لهذا فان الشعب الذي اعطاكم ثقته ذات يوم يشعر بخيانتكم للعراق وهو يتظاهر من اجل ان يستعيد العراق منكم بعد أن وصل الى قناعة على انكم مُصّرّين على ذات السياسة التي غيبت العراق وشعبه . أتركوا البغدادية وجمهورها الواسع من المظلومين والمغدورين وهم الأغلبية في العراق ولو كنتم تمتلكون ذرة من الشرف الوطني لما خفتم من البغدادية وغيرها . ولكن فاقد الشيء لايعطيه وانتم فقدتم وطنيتكم منذ زمن بعيد فهل يعقل ان نطالبكم بالعمل الوطني . حمى الله العراق وجنبه شروركم وهو حسبنا وسنبقى نقول للظالم أنت ظالم مهما بلغت التضحبات …