لست ارى من موضوع يستحق الكتابة في الوقت الحاضر ، سوى موضوعة ” اللاجئين ” / وقد كتب غيري فيه الكثير ، دون الدخول في تفاصيل أستقبال اللاجئين من قبل ألمانيا وغيرها ، وكيف كان طيب الأستقبال ، فمن خلال أستقراء الوضع الماضي و الحاضر ، أتضح وضعنا كعرب ، وهذا ليس سبقا فكريا ، ولكن هذا ما نعانيه منذ قرون ، أتضح أننا ، متفقهين ومتخصصين ومتمرسين ومتعودين ، في أساليب الهجوم المذهبي بيننا ، هؤلاء نواصب وذلكم روافض ، هذا الذي يجمعنا ويوحدنا ، وهو الذي يفرقنا بنفس الوقت ، فنحن شردتنا دولنا ، وزاد في ذلك حكامنا ، أما شيوخنا وخطباء مساجدنا
ودعاتنا ، فلهم منهج ومسلك ومنحى أخر ، لأنهم العامل الرئيسي والدافع الأساسي و المحرض الخبيث في أشعال الحروب و الفتن والدعوة للجهاد ، بدل الحث على الود والمحبة والأخاء و التسامح ، أضافة لذلك لهم السبق في القذف والسب والدعاء على الأنجاس الكفار ، أحفاد القردة و الخنازير الظالمين ، عبدة الصليب و الأوثان النصارى ، و اليهود ، هذا وضعنا وهذا حالنا وهذا ما جاد به حكامنا ودولنا وشيوخنا علينا .. والحمد لله !
وسائل يسأل ، أنتم أجمع كدول عربية و أسلامية ، كنتم سببا في أشعال نار الحرب ، في سوريا و العراق ، وأنتم كنتم مددا لها ، وأنتم أضفتم الجمر على حطبها كحكام ، أما التحريض على الجهاد هناك كان من قبل شيوخكم ودعاتكم .. وكان نتيجة دوركم وثمرة أشعالكم لنيران الحرب عامة ، هذا السيل من اللاجئين ، الذي أبتلع البحر بعضه ، و البعض الأخر قتله عناء السفر ، أما كان من الواجب الأسلامي ، أن تتحملوا جزءا من وزر ما أقترفت أياديكم ، أن تضم دولكم هذا الكم من البشر ، أنسيتم قوله تعالى ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ … ” أل عمران 110 ، أم تطبقون الأية أنتقائيا ، ألم يقل الرسول ” الأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِالْمَعْرُوفِ ” .. أنتم تلبسون الجلاليب القصيرة وتحفون الشوارب وتكرمون اللحى وتنسون ذوى القربى و المساكين ، يا أمة أنطبق عليها قول شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي :
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ……………………يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
أنتم أمة الجنس والبترول والغلمان والخطب و الكذب و النفاق والدسائس و المصالح .. أنتم أمة بلا رحمة ، لأنكم لا تعرفونها ، يقول مارك توين ” الرحمة هي اللغة التي يسمعها الاصم و يقرأها الاعمى . ” أما أنتم فأعينكم مبصرة ولا تبصرون ، أما قلوبكم فولدت ميتة ، أنتم دعيتم على الكفرة وعبدة الصليب بالهلاك والطاعون و الموت والخراب ، وهم الأن يحتضنون أطفالكم ويعالجون متعبيكم ويطعمون جياعكم ، عملا بأية من إنجيلهم ” متى – الأصحاح 25″ ( تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُم ) … فالى متى يا أمة
الجهل ، تبقى روؤسكم بالرمال ، متى تتعضون ومتى تبقون بلا قرار وهدف و أمل تحت رحمة الحكام وجهل الشيوخ والدعاة !